لم تلتفت معظم الصحف الغربية في إصداراتها اليوم الجمعة إلى فعاليات يوم الأسير الفلسطيني سواء داخل فلسطين أم في بلدان أوروبا وأنحاء العالم، حسب ما توصّلت إليه جهة إعلامية مختصة. فطبقاً لمسح أوّلي أجرته "شبكة سياسات الإعلام والاتصال"، شمل قرابة ثلاثين من أبرز صحف إيطاليا وسويسرا والنمسا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة في إصداراتها المطبوعة صباح الجمعة (18 نيسان/ إبريل)، اتضح أنّ قضية الأسرى الفلسطينيين غابت بالكامل عن التناول، بما في ذلك فعاليات يوم الأسير التي وافقت الخميس السابع عشر من نيسان/ إبريل. وشمل المسح أيضاً عشرات الصحف الأخرى الصادرة يوم أمس الخميس والتي تحتجب عن الصدور الجمعة عشية عيد الفصح. وفسّر الخبير الإعلامي حسام شاكر، من «شبكة سياسات الإعلام والاتصال» نتائج المسح بجملة من العوامل أبرزها الطابع الجماهيري "الهادئ" للتفاعل التضامني مع الأسرى بينما تولي التغطيات أولوية للتطورات "الساخنة" وأنباء "سقوط ضحايا". وأشار شاكر إلى انصراف المتابعات المتعلقة بالسياسات الخارجية في وسائل الإعلام الغربية إلى التطورات الحادّة في أوكرانيا والظهور الإعلامي المتجدد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علاوة على بعض الأحداث ككارثة العبارة الغارقة قرب سواحل كوريا الجنوبية، فضلاً عن الانشغال بتغطيات اجتماعية ودينية تواكب موسم الأعياد.وتابع حسام شاكر في حديثه من فيينا قوله "تضافرت هذه العوامل مع الاتجاه السائد في تجاهل قضية الأسرى الفلسطينيين في التناول الإخباري، رغم الاهتمام المتزايد الذي تحظى به هذه القضية في الإعلام الاجتماعي والتفاعل التضامني حول العالم بما جعل يوم الأسير الفلسطيني ضمن برامج العمل الجماهيري في عدد من دول أوروبا كما لم يحدث من قبل"، وفق تقديره. لكنّ شاكر الذي انتقد هذا "القصور المهني" لم يستبعد استدراك وسائل الإعلام الغربية على هذا التجاهل خلال الأيام القليلة المقبلة، لاسيما عبر ما تبثه من خلال المواقع الإلكترونية من مواد متجددة، خاصة إذا تصاعدت التطورات التضامنية مع الأسرى وتخللتها صدامات مع جنود الاحتلال ووردت صور ومشاهد استثنائية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.