خبر: رامي.. شغله الوفاء لزوجته عن "إرهابه" المزعوم
20 ابريل 2014 . الساعة 06:29 ص بتوقيت القدس
قد يدري "رامي" أو لا يدري أن اسمه ورد ضمن أكثر من 70 فلسطينيًا متهمين باقتحام السجون المصرية إبان ثورة 25 يناير 2011، لكنه لم يعر الأمر أي اهتمام. كان ولا يزال جُل اهتمام رامي -ذو السابعة والعشرين ربيعاً- أن يعيد الحياة إلى زوجته إلى ما كانت عليه قبل إصابتها بشظايا صاروخ إسرائيلي، أقعدها عن الحركة منذ ثلاث سنوات تقريباً. في ذلك الزمان كان وزوجته في الطريق إلى زيارة "عديله" شرق رفح جنوب قطاع غزة، وهما لا يعلمان أنهما ذاهبان إلى قدرهما، فقد أغارت طائرة إسرائيلية على ورشة صناعية في طريق سيرهما، أصيبا على إثر ذلك بشظايا كادت أن تودي بهما إلى الدار الآخرة. تم إنقاذ حياتهما وعادت ابتسامة رامي المعهودة إلى الحياة ولكنها منقوصة، فزوجه ما تزال تعاني من آثار الإصابة التي أقعدتها. يقول رامي ل[color=red]فلسطين الآن [/color]إن زوجته تحتاج إلى علاج طبيعي؛ لتنشيط أعصاب وعضلات الجسم لتقوى على الحركة من جديد، مشيراً إلى أنه أرسل بها إلى مصر للعلاج هناك، معتقدًا بوجود علاج أفضل من الموجود في غزة. لم يستطع رامي مرافقة زوجته في رحلة العلاج إلى مصر؛ لأسباب أمنية حالها حال الكثير من الشباب الفلسطيني الذي حرم السفر عبر معبر رفح تحت تهم واهية دون تفاصيل. رامي أوضح أنه لا ينتمي لأي فصيل فلسطيني حتى يتم منعه من السفر، لكن انشغال باله بحال زوجته كان قاطعًا له على التفكير في أمر المنع أو الحظر، كل ما يهمه هو أن تعود صحة زوجته كما كانت من قبل. عادت الزوجة بعد رحلة علاج إلى مصر لم تختلف عما هو متعارف عليه في قطاع غزة من العلاج الطبيعي، آثر أن تعود ليكون إلى جوارها. ولما سألناه عن التهم التي وجهت إليه باقتحام السجون في مصر، ضحك ضحكة ساخرة معهودة منه، مشيرًا إلى أن الأولى له أن يذهب بصحبة زوجته لعلاجها. وأوضح أنه لم يلتفت أصلًا في حينه إلى الثورة المصرية، ولم يهتف بالسياسة أصلًا، فقد كان حينها مشغولًا بإعداد بيت الزوجية. يقول لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: أنا الآن لا أفكر إلا بعلاج زوجتي، والحمد لله أن هناك علاج طبيعي في غزة، وهو ما تحتاجه زوجته حاليًا"، داعيا لها بالشفاء العاجل. وتعالج حاليا زوجته في مشفى للعلاج الطبيعي، آملا أن يصل ذلك إلى نتيجة تعيدها إلى حالتها الأولى. وعن حياته في منزله ، ذكر رامي أنه يقوم على راحة زوجته ويساهم في أعمال البيت مشاركة لها خاصة وأنها لا تقدر على الحركة بسهولة، مسلمًا بقدر الله تعالى. وقال: "إن الحياة بينهما قائمة على الحب والتفاهم والمشاركة"، مشيرًا إلى أنه لو كان مكانها لفعلت ما يفعل معها الآن، منوهًا إلى أنه يجتهد ليعيش حياته بشكل طبيعي، ويحاول التأقلم مع وضع زوجته وفيًا لها حتى تتماثل للشفاء. وأبدت الزوجة سعادة بزوجها الذي أنساها ما أصابها، مشيرة إلى أنه في حال ذهابه إلى عمله "جندي في الأمن الوطني" تساعدها أختها في أعمال البيت وحين عودته يساعدها في حال كان هناك حاجة له. وتقول: "إنها حياتها لم تختلف عما كانت عليه قبل إصابتها"، غير أنها أضافت تعبًا إلى زوجها بحكم أنه يعيلها ويتنقل بها بصعوبة، داعيةً الله عز وجل أن يشفيها وترد ما اعتبرته وفاء جميل لا تنساه من زوجها. يشار إلى أن رامي ورد اسمه ضمن قائمة بعشرات الفلسطينيين اتهمهم القضاء المصري باقتحام السجون إبان ثورة يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك، منهم شهداء وأسرى وآخرين مثل "رامي" مشغولين الحال والبال في تدبير شؤون الحياة التي تقسو عليهم يومًا بعد يوم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.