تتصاعد وتيرة الصراع داخل المؤسسة العسكرية في مصر يوماً بعد آخر كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في مصر، حيث تقول المعلومات التي يجري تداولها في أوساط عالية المستوى في القاهرة إن الصراع بدأ يحتدم ويشتد داخل المؤسسة العسكرية المصرية، وهو الصراع الذي يتسبب حالياً بقلق بالغ لدى كل من السعودية والامارات خوفاً من أن يتسبب بانقلاب عسكري ضد عبد الفتاح السيسي بعد أن يصبح رئيساً. وبحسب مصدر مقرب من قيادة الجيش المصري فإن مضمون الصراع يتلخص في موقع وزير الدفاع، إذ أن السيسي يجد نفسه في حرج بعد أن قام بتحصين منصب وزير الدفاع بموجب الدستور تحسباً لعدم وصوله إلى منصب الرئاسة، أما الآن وقد أصبح قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح رئيساً فإنه يخشى من الرجل المحصن الذي يجلس على ذلك الكرسي وهو صدقي صبحي. ويقول المصدر إن السيسي كان طوال الفترة الماضية يحاول الجمع بين منصب الرئيس وبين منصب وزير الدفاع، إلا أن تياراً قوياً في الجيش يتزعمه صدقي صبحي هو الذي رفض وأفشل ذلك، وهذا كان أحد أسباب تأخر إعلان ترشح السيسي للانتخابات، وبعد فشل السيسي في الامساك بالمنصبين حاول أن يدفع قريبه وصديقه الفريق محمود حجازي للامساك بهذا المنصب، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، وتمت الصفقة بتعيين محمود حجازي رئيساً للأركان بينما عين صدقي وزيراً للدفاع، الا أن المصدر يؤكد أن المعركة لم تنته عند ذلك، إذ أن السيسي ما زال يخطط لأن يزيل صدقي من وزارة الدفاع بعد وصوله للر ئاسة وأن يعين حجازي بديلاً له، وإن كان الدستور لا يمنحه هذا الحق، ويسود الاعتقاد أن هذا الملف سيكون على رأس أجندته بعد أن يصبح رئيساً لمصر. الجدير بالذكر أن الفريق محمود حجازي كان ضابطاً مغموراً قبل أن يرفعه السيسي ليصبح مديراً للمخابرات الحربية، ومن ثم يوليه مؤخراً منصب رئيس هيئة الأركان، فيما تقول المصادر إن توليه لهذا المنصب جاء في إطار صفقة مع صدقي صبحي يتولى بموجبها هذا الاخير منصب وزير الدفاع، بينما يصبح حجازي رئيساً للأركان، الا أن صبحي يدرك بأن السيسي سيواصل العمل بعد توليه الرئاسة على الاطاحة به من وزارة الدفاع ومنحها للرجل المقرب منه والموالي له تماماً حجازي. ويمثل صدقي صبحي تياراً واسعاً في قيادة الجيش ويدعمه في الأجهزة الأمنية مدير المخابرات العامة الأسبق اللواء مراد موافي، الذي كان قد ساد حديث سابقاً بأنه سيترشح للانتخابات الرئاسية، لكنه أعلن انسحابه من المعركة قبل أيام. ويمثل هذا الصراع واحداً من معارك كسر العظم الهامة التي يواجهها السيسي، كما أنه كان واحداً من أهم الأسباب التي أخرت ترشحه للانتخابات، حيث كان يبحث عن حل للمنصب الذي قام بتحصينه وجعله الأهم في مصر، ومن ثم سيضطر لمغادرته أخيراً من أجل أن يصبح رئيساً لمصر.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.