18.57°القدس
18.34°رام الله
17.19°الخليل
23.24°غزة
18.57° القدس
رام الله18.34°
الخليل17.19°
غزة23.24°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: ترميم حماس لعلاقاتها الإقليمية

لم يعد خافيًا أن حركة حماس تحاول في الأشهر الأخيرة استرجاع بعض علاقاتها الإقليمية التي خسرتها الأعوام الماضية: مع إيران بسبب الموقف من سوريا، ومع مصر بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين، وفي سبيل ذلك أجرى رئيس الوزراء إسماعيل هنية 8 اتصالات مع مسؤولين عرب في الأسبوع الأول من أبريل الحالي، شملت أمير قطر ووالده الأمير السابق، ورئيسي تونس واليمن، ورؤساء حكومات ماليزيا والأردن والمغرب، ووزير خارجية السعودية، في حين أرسل زعيم حماس خالد مشعل لأمير الكويت رسالة لشرح الأوضاع الفلسطينية. وزار وفد من حماس وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج؛ لمناقشة موقفها الداعم لتحييد المخيمات الفلسطينية، ورفض استخدامها للعبث بأمن لبنان، وعلى صعيد العلاقات مع إيران ومصر تزايدت الأحاديث بقرب زيارة مشعل إلى الأولى، وبدء ضخ الدعم المالي لغزة، في حين أجرى هنية اتصالًا هاتفيًّا بالمخابرات المصرية؛ لوضعها بصورة تحركات إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، مبديًا حرصه على استمرار رعاية مصر، وتقديره دورها. الواضح أن حماس اجتازت بعلاقاتها الإقليمية اختبارات قاسية، وأن توجهها الجديد يقضي بالاتصال بمختلف الأطراف، وإقامة علاقات إيجابية معها، وإعلان جاهزيتها للتعامل مع القوى: الإسلامية، والمسيحية، والليبرالية، بعد اتهامها بانحيازها فقط إلى تيار الإسلاميين، وربما تتضح معالم الإستراتيجية الجديدة لحماس في نشاطها الملحوظ مع القوى السياسية في مصر؛ لإزالة القلق تجاهها مع تصاعد الاتهامات لها. وفي لبنان بدأت وفود من حماس زيارات إلى القوى السياسية، أواخر فبراير وأوائل مارس الماضيين، ودخلت مواقع مسيحية للمرة الأولى؛ لتبرئة الوجود الفلسطيني من تهم شتى بدأت تتراكم حوله، وعلم كاتب السطور أن مشعل قد يزور بيروت قريبًا عقب توجهه إلى طهران للقاء زعيم حزب الله، مع نفي حماس وجود ترتيبات للزيارة حاليًّا، وترحيبها بفتح صفحة جديدة مع جميع الحلفاء. يتضح مما سبق أن أهداف الحركة الأساسية أخيرًا تتمثل بـ: رفع العزلة الإقليمية، وإيجاد شبكة أمان مالية لإنقاذ الوضع في غزة، والتواصل مع الاتحاد الأوروبي لرفع اسمها من قائمة "الإرهاب"، لكن قرار بريطانيا الأخير أوائل أبريل الحالي بمراجعة أدبيات جماعة الإخوان المسلمين، استجابة لطلب سعودي مصري؛ قد يحد من أي تواصل غربي مع حماس، فلم تشهد الأشهر الأخيرة عقد لقاء بين الجانبين لعدة أسباب، منها: الحملة التي تشهدها المنطقة على الإسلاميين، وانطلاق المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، وعدم رغبة الأوروبيين داعمين لحماس الرافضة للمفاوضات. وعلى صعيد الأزمة المالية صرفت حكومة حماس نصف راتب لموظفيها البالغ عددهم نحو 50 ألفًا، بعد عجزها عن دفعها شهورًا متواصلة، عقب الأزمة المالية التي اشتدت على القطاع بعد إغلاق الأنفاق مع مصر، وتوقف الدعم الإيراني. حماس تبدو في حالة مراجعة لبعض سياساتها تجاه الدول العربية؛ للنأي بنفسها عنها، ما يحتم عليها السير بمعترك شائك بدقة وحذر؛ لأن التحدي الجديد في علاقاتها الإقليمية يضع أمامها مهمة كبيرة: الحذر من وقوعها في شرك الاستخدام والتوظيف، وبناء علاقات متوازية مع حكوماتها، وألا تثير حساسيتها من علاقتها بالمعارضات داخلها؛ لأنه في ضوء القطيعة التي سادت هذه العلاقات الحركة مطالبة بالابتعاد عن سياسة الاتهام، دون قطع جسور التواصل، خاصة مع ازدياد الدول العربية ضعفًا كل يوم، ما يجعلها أكثر قابلية للتراجع أمام المشروع الأمريكي، فتتجه إلى مزيد من التضييق على الحركة، وسد المنافذ عليها. ولما كان هدف تحرير فلسطين هو الناظم لعلاقة حماس بالدول المختلفة؛ فهي تنأى بنفسها عن لعبة المحاور، ولن تكون مع طرف ضد آخر، ما يعني أن الحركة ستمضي في علاقاتها الإقليمية على "حبل مشدود"؛ لأن الدول المقصودة: إيران والأردن والسعودية ومصر لم تنفتح بالكامل عليها، ولم تغلق في وجهها الأبواب كليًّا، وبقيت مواقفها "غامضة"، ما يزيد من تعقيدها، وهي تخشى توزيع الأدوار بين الدول تجاهها، في ضوء اتفاقها على ملاحقة الإخوان المسلمين الجماعة الأم للحركة. ولذلك ربما تشغل دولة عربية حماس بلقاءات جانبية تحت إغراء إعادة العلاقات، وأخرى تربطها بطوق من الدعم المالي، وتقنعها بالتعقل والروية، وثالثة تقسو عليها، ما يظهر حالة من الفرز والتمحور والانقسام تسود العالم العربي منذ اندلاع الثورات، وتأثيراتها المستمرة في السياسات الإقليمية لحماس.