ساد قطاع غزة أجواء إيجابية وحالة ترقب واسع لما ستئول له مباحثات وفدي حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية بخصوص ملف المصالحة، إلا أن الضفة الغربية على عادتها بقيت في تفاؤل حذر في انتظار نتائج حقيقة وملموسة على أرض الواقع. لكن أجهزة الضفة تأبى إلا أن يكون لها البصمة السوداء في شحن أجواء سلبية اتجاه المصالحة التي تجري على قدم وساق في القطاع المحاصر في ظل تقرب دولي وإقليمي. نزيه أبو عون القيادي بحماس بمحافظة جنين شمال الضفة المحتلة خاطب المجتمعين للمصالحة بغزة، قائلاً: "نريد جهاز أمني واحد يحمي ظهر المواطن، ولا نريد أجهزة أمنية تعلو ظهور المواطنين بالسياط"، مطالباً المتحاورين في غزة باتخاذ قرارات مصيرية بإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وفاق وطني للعبور من هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها القضية الفلسطينية في ظل تعثر المفاوضات والحصار المطبق على غزة. وأبدى أبو عون عبر حسابه على الفيس بوك تخوفه من تدخل الاحتلال لتعكير المصالحة، وقال: "إذا عرف العدو الإسرائيلي أن المصالحة حقيقية سيعمد إلى حملة اعتقالات في الضفة المحتلة". ووصفاً لحالة التشاؤل التي يعيشها الضفاويون علق الناشط السياسي الساخر سمير أبو شعيب من بلدة عورتا قضاء نابلس قوله: "إذا بتصير مصالحة حقيقية عن جد، إن شاء الله راح أزور غزة قريبا أنا والرئيس". أما الناشط واصف قدح من نابلس فقال: "المصالحة ليست حبراً على ورق واتفاق وانتخابات وحصص بين الحركات والأحزاب، لكن المصالحة هي مصالحة مجتمعية"، مطالباً بإطلاق الحريات في الضفة وغزة. من ناحيته أكد رامي عبدو رئيس المرصد الأورومتوسطي، "أن ما يرشح من أخبار حول المصالحة يوحي بأننا سنكون أمام توافق وشيك!، ويبدو أن لا أحد يريد أن يتحمل مسؤولية الفشل!، والأهم بعد ذلك التفاصيل والشيطان يكمن هناك!". ولا زالت الأجهزة بالضفة المحتلة تمارس وحشيتها اتجاه الناشطين الشباب وحتى القيادات الوطنية والإسلامية بالضفة، على عكس ما قامت به وزارة الداخلية بغزة حيث أفرجت عن 10 أشخاص من فتح مدانون بحوادث أمنية كبادرة حسن نية اتجاه محادثات المصالحة. حيث اعتقل جهاز الوقائي مساء الثلاثاء، الداعية الشيخ عمار مناع من طولكرم، فيما اقتحمت بهمجية قوة من جهاز المخابرات منزل النائب عن محافظة القدس إبراهيم أبو سالم. ففي محافظة طولكرم، اعتقل جهاز الوقائي الداعية البارز الشيخ عمار مناع من المدينة بعد استدعائه للمقابلة، وهو أسيرٌ محررٌ ومعتقلٌ سياسيٌ سابقٌ لعدة مراتٍ في سجون أجهزة السلطة. والشيخ مناع إمام مسجد أبو الرُّب في طولكرم، وهو من وجوه الإصلاح في المحافظة، وداعيةُ مشهور على مستوى الضفة الغربية. وفي محافظة القدس، اقتحمت قوة من جهاز المخابرات منزل النائب في المجلس التشريعي الدكتور إبراهيم أبو سالم بهمجية كبيرة، وقامت بتفتيشه والعبث بمحتوياته، قبل انسحابها وتسليم نجله المهندس أيوب أبو سالم طلب استدعاء للمقابلة. وتبقى الضفة المحتلة تتوق لمصالحة شاملة تحفظ حقوقهم وعلى أساس من السماح بإطلاق الحريات العامة التي تمكن الشباب الفلسطيني من القيام بواجبه الوطني اتجاه قضيته والمسجد الأقصى الذي يتعرض لحملة إسرائيلية شرسة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.