تجري عمليات التطوير على قدم وساق في المقبرة الجديدة -مقبرة تل السلطان- غرب محافظة رفح جنوب قطاع غزة، خاصة أنها أصبحت الوحيدة المفتوحة أمام دفن موتى رفح في ظل امتلاء مقابر المحافظة الأخرى. حيث شرعت مديرية أوقاف رفح بحملة تحسينات واسعة للمقبرة، تشمل رصف الشوارع المؤدية إليها وإنارتها، وتشجير أرضيتها وزيادة عمق القبور. وكانت مقبرة (تل السلطان) أنشأتها الوزارة قبل قرابة ثلاث سنوات، وخصصت مائة دونم لها، لكن ما يميزها عن غيرها أن الوزارة تشرف عليها بشكل مباشر، ويتم أرشفة أسماء الموتى وأماكنهم وأرقام قبورهم في سجلات خاصة، لسهولة الاستدلال عليهم. وأوضح مدير مديرية أوقاف رفح الأستاذ رجائي حسين ، أنهم تمكنوا من إيصال الخدمات الأساسية للمقبرة منها شبكة كهرباء 3 فاز لتشغيل بئر المياه بعد جهد كبير وإشكاليات تم التغلب عليها، لأنها تقع في مكان بعيد عن شبكة الكهرباء العامة ، قائلا: "ًومن ضمن التحسينات التي أدخلناها للمقبرة حفر بئر مياه يغذيها، خاصة أن تربتها من الرمال المتحركة . وتابع: "ولذلك شرعنا في تشجير المقبرة لتثبيت التربة، وتشكيلها كمصدات للرياح"، موضحاً أن الوزارة بإشراف الوزير إسماعيل رضوان تعمل على تطوير المقبرة على مرحلتين، الأولى سريعة وآنية تخص الجزء الجاهز فيها بتجهيز شبكة الإنارة وتوفير المياه وتشجير المقبرة ورصف طرق. وأضاف حسين: "المرحلة الثانية تتعلق بتسوية الأرض "مساحة المقبرة" وهي 100 دونم خاصة أنها عبارة عن تلال من السوافي الرملية، وإكمال سور المقبرة وتمديد شبكات المياه والكهرباء وتجهيز مخططات الشوارع الداخلية على كامل مساحة المقبرة, مشيراً إلى أن ذلك يأتي من باب اهتمام الوزارة بالمقابر وإضفاء شكل حضاري عليها. وذكر أن المياه في المقبرة أصبحت في متناول الجميع، وتم زراعة أشجار تساعد في تثبيت التربة وكمصدات للرياح مثل السرو العامودي والكينيا والكازورينا والنخيل وشجر الظل والورد، وإنارة ما يقارب 10 دونمات من مساحتها، خمسة منها ملأتها القبور والأخرى يتم تهيئتها لقبور جديدة. وشكر حسين تعاون وزارة الاقتصاد لجلبها قرابة50 شاحنة تربة طينية من مخلفات عملية تطوير شارع صلاح الدين، من أجل رصف طرق طينية أمام المقبرة بشكل مبدئي لتسهيل وصول المواطنين بسياراتهم إلى المقبرة، قائلاً: "نشرع برصف أربعة شوارع بعرض 17 متراً وطول 100 متر وكذلك مصاف للسيارات أثناء دفن موتاهم . ولفت إلى أنهم يشرعون أيضاً بإنشاء كراج كبير لسيارات نقل الموتى، ويطمحون لإنشاء كراسٍ ومظلات لكبار السن كي تقيهم حر الصيف في مراحل قادمة، مؤكداً أن الوزارة تقدم إعفاءات تصل إلى 100% إلى المواطنين من القيمة المحددة لكل قبر وهي 450 شيكلاً، يتم صرف جزء كبير منها على الفقراء والمحتاجين. من الجدير ذكره أن محافظة رفح فيها ثمانية مقابر كبيرة أربعة منها أهلية تابعة لعائلات، وأربعة أخرى تشرف عليها وزارة الأوقاف، وهي مقبرة الشهداء بحي الشابورة ومقبرة السلام الشرقية وهما ممتلئتان، ومقبرة أخرى شرق مشروع النهضة، لم يتم الدفن فيها لقربها من الشريط الحدودي مع الاحتلال، ومقبرة تل السلطان غرب المحافظة. وبيّن مدير أوقاف رفح أن المشروع التطويري الحالي للمقبرة على المدى القريب، تبلغ تكلفته قرابة 50 ألف دولار، فيما تقدر تكلفة مشروع تجهيز المقبرة بكامل مساحتها بشكل منظم ومرتب بـ 500 ألف دولار، داعياً الدول والجهات المانحة إلى ضرورة مد يد العون للمساهمة في تطويرها.