18.57°القدس
18.34°رام الله
17.19°الخليل
23.24°غزة
18.57° القدس
رام الله18.34°
الخليل17.19°
غزة23.24°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: بين المصالحة والمصادمة في فلسطين

نحن نعيش حالة المصادمات من الصهاينة على المقدسات والبيوتات والبنين والبنات والمدارس والجامعات وأشجار الزيتون بل لم يسلم منهم الحيوانات، أما الحالة العربية فهي استدرار للمفاوضات، وقبول الإملاءات ومحاولات ميؤوسة لإحياء السلام الذي قد تعفن ومات، ويستغرب كل حُرٍّ من توسلات الأنظمة لا الشعوب بأن يُفتح طريق المفاوضات في الوقت الذي تُقتحم ساحات وباحات المسجد الأقصى المبارك، إنني صرت أستعيد مرات الحالة العربية في الجاهلية قبل الإسلام حيث كان العربي يأنف أن يغتسل أو يمتشط حتى يثأر للعِرض أو الكرامة ويفخر بأنه يغشى الوغى ويعف عند المغنم، لكن عرب اليوم أعطوا المسجد الأقصى ظهورهم، وبناء المستوطنات إهمالهم. بينما المصالحة الفلسطينية هي عودة أبناء الوطن الواحد، والهمِّ الواحد، إلى الأصل الواحد والهدف الواحد وهو تحرير الأسرى والأقصى والقدس وفلسطين من الصهاينة المعتدين المحتلين الغاصبين، وإعادة اللاجئين إلى أوطانهم آمنين ليعيشوا مثل بقية الخلق أجمعين بين أهليهم وذويهم وفوق تراب أرضهم الذي لا يعادلُ شبرٌ منه بالملايين. وقد بادرت حماس دومًا إلى المصالحة، وقابلتها فتح بالمشاححة، فحماس هي السلطة المنتخبة منذ 2006م، وذلك عبر انتخابات تشريعية نزيهة، لكن لم تعطَ الفرصة لكي تمارس صلاحيتها، وتؤدي دورها، وإنما حاول الأشاوس في فتح الانقلاب على السلطة المنتخبة، واستعمال المنهج الصهيوني اليهودي كما قال تعالى: " وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ" (البقرة:72)، فهم الذين حاولوا قتل رئيس الوزراء إسماعيل هنية وحاولوا الانقلاب على الشرعية في غزة، لكن المؤسف أن الأجواء المريضة الشحيحة بالحقيقة حوَّلت الانقلابيين إلى قوم صالحين، والصالحين إلى انقلابيين. والآن أدرك الطرفان أنهم خسرا معًا الكثير ولم يكسب إلا العدو الصهيوني؛ فقام بأوسع مدى من الاستيطان، وتهويد القدس، والتشديد على الأسرى، والتعسف المزري مع القضية كلها، ولم ينصفوا عملاء ولا أصدقاء، واضطر الفرقاء أمام سراب المفاوضات إلى الدخول في المصالحة، وبقي أن نطالب إخواننا في حماس أن يكون التنازل عن الأشكال والكراسي، لا الأصول والأساس، وأساس الأمر هو مقاومة العدو المحتل حتى يرحل كما رحل بن علي ومبارك والقذافي وسيرحل السيسي وأعوانه بإذن الله، "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" (الشعراء: من الآية227). لكن هل تصلح المصالحة مع المشاححة؟ والتغاضي عن ملفات كبيرة مثل البرنامج السياسي والقضايا الخلافية بين الحركتين؟. إن تكرار اعتداء الصهاينة على القدس تهويدا، والأقصى تدنيسا، والمقدسيين إرهابا، يجب أن يحرك الأمة كلها بكل مدارسها وتوجهاتها، وعلى الأنظمة العربية والإسلامية تحمل الأمانة نحو الأقصى والقدس وفلسطين، وإنهاء كل صور التطبيع مع هذا الكيان العنصرى الغاشم. يا أمتي الجهاد هو الحل أمام المصادمات ولن تغني المفاوضات مع قتلة الأنبياء ومُحرفي التاريخ والرسالات، لو كنا بعوضة فإن البعوضة تدمي مقلة الأسد!. يا قوم قولوا مرة واحدة ما تقتنعون به، لا مفاوضات ولا استقبالات لمبعوثين من أمريكا أو أوربا لتحريك سلام قد مات، بل قولوا سنحيي الآيات ونعيد التاريخ حربًا على الأعداء، سِلمًا على الأولياء، وآنئذ فقط سيرضى عنكم رب الأرض والسماء وستجدون شعوبًا تجأر لكم بالدعاء وإلا....