صعد الاحتلال الإسرائيلي من لغة التحذير وتضخيم بأن حركة "حماس" بعد موافقتها على المصالحة مع حركة "فتح"، تكون بذلك وضعت يدها على الضفة الغربية. وبرزت تصريحات لوزراء وشخصيات ومحللين إسرائيليين خلال الأيام الماضية، كان أبرزها ما صرح به وزير خارجية الاحتلال أفيغدور ليبرمان بقوله "يتضح أن حماس في طريقها للسيطرة على قيادة السلطة الفلسطينية؛ وإسرائيل مُصرّة على منع حماس من تحويل الضفة الغربية إلى قطاع غزة". وأضاف خلال اجتماع دبلوماسي أنه " ليس مهماً متى تجري الانتخابات في السلطة، لأن حماس ستفوز بها؛ والذي سيكون مسئولاً عن ذلك هو أبو مازن والذي أدى سلوكه إلى استلام حماس لزمام الأمور بغزة". وتصاعدت لغة التهديد ضد الحركة ومحاولة الضغط على حركة فتح بقطع الرواتب والأموال، بالإضافة للتهديد بوقف كل الاتفاقيات السابقة، ووصل الأمر إلى تشديد حالات الاعتقال وتكثيفها. وبرز ذلك من خلال تغطية الإعلام الإسرائيلي لجنازة الشهداء القادة عماد وعادل عوض الله قبل أيام برام الله، وهو ما جعله عنوان الصفحة الأولى لعدة صحف إسرائيلية، تتحدث جميعها عن عودة قوة "حماس" إلى الضفة رغم ما تعاني من ملاحقة أجهزة سلطة فتح، والضغط الإسرائيلي بإغلاق مؤسساتها واعتقال عناصرها. وتقول الكاتبة لمى خاطر أن مشهد الجنازة والتشييع في رام الله "أثبت عملياً معنى أن الفكرة (الإسلامية المقاومة) لا تموت، ولأن عقل مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية أدنى من أن يستوعب هذا المعنى فقد احتار في إيجاد تفسير منطقي لما رآه". وتضيف من خلال صفحتها على "فيسبوك" أن سبع سنوات من جهود الاستئصال المركزة لحماس، نسفتها لحظة تاريخية عندما استعادت الجماهير ذاكرتها مع عودة الجثامين، كما سبق واستعادت وعيها بعد معركة "حجارة السجيل". وتشير خاطر " لا تغرنّكم مظاهر الجمود، ولا حسابات الربح والخسارة المجردة، فدائماً هنالك نسق ينمو ويتكامل على عين الله، وفي غفلة من العبيد". ويقول الكاتب الإسرائيلي إفرايم هيلفى في مقال له إن: " الوقت الحالي هو الأفضل الذي يجب فيه على حكومة "إسرائيل" أن تدرس بصورة جادة خيار القضاء على "حماس" عسكريا، حيث من المتوقع ألا يهبّ أحد لنجدتها، وألا يحثّ أحد الرأي العام الدولي على إنقاذها، وألا يقترح أحد إقامة لجنة تحقيق دولية لتقصى وقائع هذه الحرب". ويضيف " ذا لم تنتهز إسرائيل هذه الفرصة النادرة فقد تتغير الظروف وتبقى «حماس» وتتمكن من استعادة قوتها. وعندها سترى دول المنطقة أن إسرائيل حتى فى ظل الحالة النموذجية التى وصفت".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.