أعد مركز "مدار للدراسات الإسرائيلية" تقريراً حول تصاعد الاعتداءات التي ينفذها إسرائيليون متطرفون، والذين يتبعون لجماعة تعرف باسم "جباية (تدفيع) الثمن"، ضد الأملاك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في أراضي 48. وبين المركز أن هذه الاعتداءات التي ينفذها إسرائيليون متطرفون، تصاعدت مؤخراً، فخلال نيسان الفائت نفذ المتطرفون ما يقرب من عشرة اعتداءات، وأن أجهزة الاحتلال الإسرائيلي، الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك)، لم يقدموا أي دليل يمكن أن يشكل لائحة اتهام ضد هؤلاء المتطرفين منذ بداية هذه الاعتداءات قبل أكثر من ستة أعوام. وكان يهود متطرفون قد دنسوا مقبرة الشيخ عز الدين القسام، في بلد الشيخ (مدينة نيشر) قرب حيفا، حيث نبشوا قبورا، من بينها قبر الشيخ القسام ورسموا وكتبوا شعارات مسيئة. وقبل ذلك بيوم اعتدوا على سيارة مقاول عربي، كانت متوقفة في بلدة "يوكنعام"، القريبة من حيفا أيضا، وثقبوا إطاراتها ورسموا شعار "نجمة داود" عليها. واستيقظ سكان قرية الفريديس، جنوب حيفا، على شعارات عنصرية "العرب إلى الخارج" وعمليات رسم "نجمة داود" وثقب إطارات عشرات السيارات. وألحق يهود متطرفون، الأسبوع الماضي، أضرارا بكنيسة "الطابغة" في طبريا، ووصلت رسالة تهديد إلى مطران طائفة اللاتين في الناصرة، بولس ماركوتسو، تطالب المسيحيين بالخروج من البلد. وقبل أسبوعين أحرق يهود متطرفون باب مسجد في مدينة أم الفحم. وتأتي هذه الاعتداءات استمرارا لحرق مسجد في قرية طوبا- زنغريا، قرب صفد، وإضرام النار في باب كنيسة في القدس وتدنيس مقابر إسلامية ومسيحية في يافا، قبل ثلاث سنوات تقريبًا. واعتداءات "جبايـة الثمن" امتداد لتلك التي ينفذها المستوطنون المتطرفون ضد المواطنين الفلسطينيين وأملاكهم ومقدساتهم في الضفة الغربية، منذ عام 2008. وقد نفذ هؤلاء المتطرفون خلال السنوات الماضية المئات، إن لم يكن الآلاف، من هذه الاعتداءات في الضفة وداخل الخط الأخضر. وامتنع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن التنديد بهذه الاعتداءات العنصرية، لكنه قال خلال لقائه مع أعضاء عرب في حزب الليكود الذي يتزعمه، إنها "أمر مثير للغضب". وأضاف، "إننا نعمل من أجل القبض على المسؤولين عنها، وأمرت بزيادة القدرات لصالح هذا الموضوع ونحن نستخدم وسائل الشاباك، وهذه غاية مركزية لأنها (الاعتداءات) تتعارض مع جوهرنا كله ومع قيمنا". [title]اجتثاثها صعب[/title] واعتبرت صحيفة، في تحليل نشرته الخميس الماضي، أن "سلسلة جرائم الكراهية القومية التي تم تنفيذها مؤخرا في شمال البلاد، تدل على أن اجتثاث ظاهرة "جبايـة الثمن" معقدة أكثر بكثير مما اعتقدوا في الشرطة، إذ إنها ليست حركة هرمية - ليست لديها قيادة، ميزانية أو حساب في البنك. إن "جبايـة الثمن" هي فكرة، نشأت في "مستوطنة" يتسهار عام 2008. وهي لا تحتاج إلى أكثر من أيديولوجيا عنصرية، غريزة مغامرة وبضع عشرات الشواقل لشراء بخّاخ ومواد حارقة وآلة حادة، والقواعد بسيطة: توجد عملية فلسطينية فإنهم يردون؛ قوات الأمن تسيطر على كنيس في يتسهار- يردون. وليست هناك حاجة لتوجيه أو إصدار أوامر، يكفي تصفح الصفحات المناسبة في الفيسبوك من أجل الحصول على إيحاء". وحول انتقال هذه الاعتداءات من الضفة إلى داخل الخط الأخضر، كتبت الصحيفة أن "مشجعي هذا النشاط العنيف أدركوا أن المعركة على الوعي يتم حسمها في "إسرائيل"، ويوجد في صفوف اليمين المتطرف تنقل أفراد من السكن في المستوطنات إلى السكن في "إسرائيل" بهدف نشر عقيدتهم: جبايـة الثمن، ومقاطعة مصالح تجارية عربية، ورفض الأوامر العسكرية". وأشارت إلى أن هذه الأفكار العنصرية يتم استيعابها بشكل واسع نسبيا في القدس، وأنه يوجد فرع لها في الجليل، خاصة في منطقة مدينة صفد، التي تجذب إليها سكانا يهود متدينين وحريديم، وأنه "في ظل غياب وجود مشتبهين محتملين بتنفيذ الأحداث الأخيرة في الشمال، فإنه ليس بالإمكان معرفة ما إذا كان الحديث يدور حول مقلدين تلقوا إيحاءات من قراءة الأخبار أو من خريجي أعمال العنف في المناطق المحتلة". وأضافت "هناك سببا آخر لتسرب هذه الاعتداءات إلى داخل الخط الأخضر وهو -الضغوط المكثفة التي تمارسها الشرطة في الضفة الغربية على النشطاء-. ففي الشهور الأخيرة، وبعد مرور عام منذ تشكيل شعبة محاربة الجريمة القومية في لواء الضفة بميزانية كبيرة، بإمكان هذه الشعبة استعراض إنجازات". [title]حاخامون يدعمون [/title] وتعرّف الموسوعة الإلكترونية "ويكيبيديا" باللغة العبرية اعتداءات "جبايـة الثمن" بأنها "أنشطة يتم تنفيذها عادة كرد فعل على هدم مبان غير مرخصة في البؤر الاستيطانية العشوائية على أيدي الشرطة أو الجيش الإسرائيلي، وكذلك في أعقاب عمليات فلسطينية، وهدفها الأساس صنع الردع ضد هذه العمليات، لكن هذا المصطلح يستخدم أيضا لوصف عمليات الكراهية التي لم يسبقها أي حدث معيّن". وقال تقرير، نشره موقع "واللا" الإلكتروني في شباط الماضي، إنه ليس من السهل القبض على منفذي الاعتداءات، فهم "يعملون بصورة سرية للغاية، ولا يستخدمون الهواتف المحمولة، ويكونون مسلحين أحيانا"، وفي حال إلقاء القبض على أفراد منهم، فإنهم "لا ينبسون ببنت شفة" خلال التحقيق معهم، وبعد ذلك يتم إطلاق سراحهم. وأضاف التقرير أن "محققي الشاباك كانوا عاجزين!، إذ إنه بعد ساعتين من الاعتقال كان النشطاء يلتقون مع محام، ودائما يكون هذا المحامي من جمعية "حنانو"، التي تمنح المساعدة القانونية لمعتقلي اليمين التي حصلت على تبرعات معفية من الضرائب بتشجيع الكنيست "أي بموجب القانون"، ويحث المحامي الناشط على التزام الصمت. وبحسب أقوال مسؤول كبير في الشاباك، فإن المحامي يقول للناشط بضع كلمات لتشجيعه وحتى آيات من التوراة، وبعد ذلك يعود الناشط إلى غرفة التحقيق ويوجه نظره نحو الجدران، ومن دون أدلة ومن دون اعتراف، تعيد المحاكم أفراد الشاباك والشرطة من حيث أتوا".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.