عبرت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير حتى احتلال ما تبقى من أراضي فلسطين عام 1967 عن مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقاءهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة "إسرائيل"، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية. وتشير البيانات الموثقة إلى أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة. وتشير المعطيات الإحصائية أن عدد الفلسطينيين عام 1948 قد بلغ 1.4 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2013 بحوالي 11.8 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 8.4 مرة منذ أحداث نكبة 1948. وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ في نهاية عام 2013 حوالي 5.9 مليون نسمة، ومن المتوقع ان يبلغ عددهم نحو 7.2 مليون وذلك بحلول نهاية عام 2020 وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً. وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل ما نسبته 44.2% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية العام 2013، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأول من كانون ثاني للعام 2013، حوالي 5.35 مليون لاجئ فلسطيني. [title]اللاجئون والمخيمات[/title] ويعيش حوالي 29.0% من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيماً تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة. وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين" ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب الذين لم يكونوا لاجئين أصلا. كما قدر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألف فلسطيني، في حين يقدر عددهم في الذكرى السادسة والستون للنكبة حوالي 1.43 مليون نسمة نهاية عام 2013. كما قدر عدد السكان في فلسطين بحوالي 4.5 مليون نسمة في نهاية عام 2013 منهم 2.8 مليون في الضفة الغربية وحوالي 1.7 مليون في قطاع غزة. من جانب آخر بلغ عدد السكان في محافظة القدس حوالي 408 آلاف نسمة في نهاية العام 2013، منهم حوالي 62.1% يقيمون في ذلك الجزء من المحافظة الذي ضمته "إسرائيل" عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967 (J1). [title]الاستيطان بالأرقام[/title] بلغت الكثافة السكانية في فلسطين نهاية 2013 حوالي 745 فرد/ كم2 بواقع 487 فرد/كم2 في الضفة الغربية و4,742 فرد/كم2 في قطاع غزة، أما في "إسرائيل" فبلغت الكثافة السكانية في العام 2013 حوالي 376 فرد/كم2 من العرب واليهود. وبلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية عام 2013 في الضفة الغربية 482 موقعاً، أما عدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 563,546 مستعمراً نهاية العام 2012. ويتضح من البيانات أن 49.2% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عـددهم حوالي 277,501 مستعمراً منهم 203,176 مستعمراً في القدس الشرقية، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستعمر مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 69 مستعمر مقابل كل 100 فلسطيني. [title]سرقة المياه[/title] وتشير بيانات الاحصاء الإسرائيلي ان المساحة المزروعة في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال العام 2012 حوالي 86 كم2 معظمها زراعات مروية، مستغلة حوالي 50 مليون م3 سنوياً للزراعة من المياه الجوفية الفلسطينية، بينما لم تتجاوز المساحة الأرضية المزروعة المروية من قبل الفلسطينيين 78كم2 ولا تزيد كمية المياه المستهلكة للزراعة في الضفة الغربية عن 30 مليون م3 سنوياً حسب بيانات عام 2011 بسبب القيود الاسرائيلية الكبيرة على الفلسطينيين في استخراج مياههم الجوفية. الجدير بالذكر أن مساحة الأراضي الزراعية وكميات المياه المستغلة من الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن توفر حوالي 100 ألف فرصة عمل في حال استغلالها من الفلسطينيين في الضفة الغربية، الأمر الذي يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي ونصيب الزراعة منه وخفض نسبة البطالة في الضفة، بالإضافة الى المساحات الزراعية الشاسعة المحاذية للحدود الشرقية لقطاع غزة التي لا يتم استغلالها من الفلسطينيين بسبب الإجراءات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة. وتبلغ مساحة فلسطين التاريخية حوالي 27,000 كم2 وتستغل "إسرائيل" أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي، بينما يستغل الفلسطينيون حوالي 15% فقط من مساحة الأراضي، في ظل إجراءات الاحتلال الاسرائيلي في تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى عدة مناطق بلغت نسبة الفلسطينيون 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية، ما يقود للاستنتاج ان الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من خمس المساحة التي يستحوذ عليها الفرد الإسرائيلي من الأرض.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.