19.99°القدس
19.78°رام الله
18.86°الخليل
24.33°غزة
19.99° القدس
رام الله19.78°
الخليل18.86°
غزة24.33°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: السيسي يواجه غزة وليبيا والسودان وثوار سوريا

التزمت القاهرة الصمت مرتين في ظل ظروف كانت تحتاج إلى بيان.. فقد التزمت القاهرة الصمت مطلع شهر آيار/ مايو الجاري حين نشرت تقارير أفادت بوجود قوات مصرية تقاتل في دولة جنوب السودان, إلى جانب قوات الرئيس سيلفا كير, ضد قوات نائبه السابق رياك مشار. كما التزمت القاهرة الصمت مجدداً في 18 الجاري, حين أعلنت قيادات عسكرية ليبية تعرض اهداف في بني غازي إلى قصف من قبل طائرات عسكرية مصرية, وهددت بإسقاط أي طائرة تخترق المجال الجوي الليبي. صمت القاهرة, وامتناعها عن الرد أو التعقيب, ينسجم ويتماهى مع تصريحات متلفزة للمشير عبد الفتاح السيسي.. رئيس مصر المقبل, أعلن فيها اوائل الأسبوع الحالي, أن جيش مصر جاهز للدفاع عن الأشقاء العرب..! تصريحات السيسي فهمت بإعتبارها تقصد الدفاع عن دول الإعتدال العربي.. وكذلك عن نهج الإعتدال السياسي العربي. تؤكد ذلك تصريحات مسؤولين فلسطينيين, أكدوا أنه لولا بيان السيسي بتاريخ 30 حزيران/ يونيو 2013, وتنحية الجيش للرئيس المصري السابق الدكتور محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو 2013, لما قيض للمصالحة الفلسطينية أن ترى النور أواخر نيسان/ ابريل الماضي. بقاء مرسي رئيساً كان من شأنه أن يبقي الإنقسام الفلسطيني قائماً.. وبعبارة أكثر وضوحاً, فإن ازدياد الضغوط المصرية, وتشديد اجراءات اغلاق معبر رفح, وتراجع الآمال بفتح هذا المعبر, فيما لو طالت رئاسة مرسي, هي التي ضاعفت من حجم المأزق الذي تعانيه حركة "حماس" وحكومتها في قطاع غزة, بالتوازي مع تفاقم أزمة السلطة الفلسطينية في رام الله ـ كما يؤكد قادة "حماس" ـ.. وقد أدى تفاقم أزمتي الجانبين إلى الإضطرار لإنجاز المصالحة بعد سبع سنوات من الإنقسام الفلسطيني. بغض النظر عن النفي المزدوج الذي صدر عن معسكري الرئيس كير ونائبه السابق مشار, وصمت القاهرة في حالة الحاجة إلى بيان، ما إذا كانت هناك قوات مصرية تقاتل إلى جانب طرف ضد آخر في دولة جنوب السودان, وبغض النظر عن صمت القاهرة فيما يتعلق بدور مصري أعلنه قادة عسكريون ليبيون في شرق ليبيا (بني غازي), وبناء على قاعدة لا دخان بلا نار, يستشف مما سبق.. وخصوصاً من تصريحات السيسي, أن "قاهرة السيسي" معنية بما يجري في دول المحيط الإقليمي لأكثر من سبب: أولاً: استعادة الدور الإقليمي المصري, الذي ملأت فراغه دولة قطر في السنوات الأخيرة من عهد حسني مبارك..! ثانياً: اعادة بناء وترميم محور الإعتدال العربي. ثالثاً: الدفاع عن أطراف من هذا المحور بمواجهة الأخطار التي تتهددها سواء من داخل الحدود, أو من خارجها. رابعاً: توفير ظروف ذاتية وموضوعية فلسطينية مواتيه لمتابعة مشوار الحل السياسي النهائي للقضية الفلسطينية. ترجمة هذه الخطوط العريضة من الناحية العملية على أرض الواقع تعني: أولاً: أن مصر معنية بعدم سقوط نظام بشار الأسد في سوريا, لأسباب تتعلق برفض البديل الإسلامي المتوقع. المراهنة على موقف "مصر السيسي" هو الذي شجع دولاً مثل السعودية على وقف استراتيجيتها السابقة التي فكرت في دعم تنظيمات سلفية متشددة لإسقاط نظام الأسد, كونه يمثل طرف الفك الآخر من الكماشة السورية الإيرانية التي تقلق دول الخليج العربي. مصر بدون مرسي تحولت إلى عامل أمن وإستقرار لدول الإعتدال في الإقليم, بعد أن كانت عامل قلق وإقلاق. وعلى ذلك, يمكن أن توظف الحالة المصرية الراهنة في اتجاهين متوازيين يخدمان أمن واستقرار دول الإعتدال: 1ـ تعزيز معسكر الإعتدال العربي. 2ـ ضبط ايقاع اندفاع النظام السوري (في حالة بقائه) نحو طهران. ثانياً: أن مصر السيسي معنية بإستئصال البؤر الإسلامية في المنطقة لما تمثله من مخاطر مباشرة على أمن بقية دول المنطقة, وعامل تحفيز لتنظيمات اسلامية داخل دول أخرى للقفز إلى سدة الحكم عبر حراكات سياسية وعسكرية محتملة. ثالثاً: هذه البؤر المعنية تتمثل أساساً في: 1ـ إنهاء حكم حركة "حماس" في قطاع غزة، عبر المصالحة الفلسطينية، أو بالقوة إن اقتضت الظروف ذلك. 2ـ العمل على إعادة الأمن والإستقرار إلى ليبيا, ولجم الميليشات الإسلامية والقبلية التي تهدد هذا الأمن والإستقرار وصوملة ليبيا. 3ـ تطويق وإحتواء نظام الحكم الإسلامي في السودان, حتى لو استدعى الأمر الإصطفاف ميدانياً إلى جانب الرئيس سيلفا كير, ضد نائبه السابق رياك مشار, الذي يبدي تقرباً للخرطوم. 4ـ عزل ومحاصرة ومنع أي مساعدات عن قوى التشدد الإسلامي في سوريا. رابعاً: في ضوء ترجيح السيسي لكفة معسكر الإعتدال العربي, فإن إعادة التوازان إلى ميزان القوى الإقليمية, أصبح يدفع ايران إلى إعادة دراسة حساباتها السياسية والإستراتجية، وهذا ما يبدو أنه دفع الرياض إلى اتخاذ خطوة عملية بإتجاه طهران, عبر دعوة وزير خارجيتها لزيارة الرياض, بهدف افساح المجال أمامها للتراجع عن اندفاعتها القوية السابقة في سوريا, التي اوشكت أن تجعل من سوريا عراق آخر يخضع بشكل مطلق للنفوذ الإيراني, اضافة إلى لبنان. الدعوة السعودية تمثل حبل انقاذ تم إلقاءه للسياسة الإيرانية, قبل أن يغرق نظام الملالي.. خصوصاً وأنه بدد كل الدخل الإيراني من عائدات النفط على حرب إبقاء نظام بشار الأسد.. وهو يثير ما يفوق التساؤلات داخل المجتمع الإيراني, مهدداً باقتلاع نظام الملالي من جذوره.. عبر ثورة شعبية كل أسبابها متوفرة