19.99°القدس
19.78°رام الله
18.86°الخليل
24.33°غزة
19.99° القدس
رام الله19.78°
الخليل18.86°
غزة24.33°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: الحقيقة والقناع

لا مشكلة للإخوان مع الشعوب في العالم العربي. هذا ليس دفاعاً عن الإخوان، بل هو وصف و تقرير حقيقة. لا مشكلة للإخوان مع الشعب في الأردن، ولا في سوريا، ولا في مصر، ولا في ليبيا، ولا في الجزائر ، ولا في السودان، ولا في فلسطين. مشكلة الإخوان مع الاستبداد والديكتاتورية والصهيونية ليس إلا. نعم، هناك من يزعم في الإعلام أن الشعب المصري في خصومة مع الإخوان، وأن الشعب في ليبيا له خصومة مماثلة أيضاً، هذا الزعم يقدم الشعب (شماعة، وقناعاً ) لا أكثر. والحقيقة أن الخصومة ليست مع الشعب، ولكن مع الاستبداد، ومع الصهيونية. الإخوان هم التيار الشعبي الأكبر في العديد من البلاد العربية : كمصر، والسودان والأردن، وفلسطين ، واليمن، وهم في حالة تصالح مع أنظمة الحكم فيها عدا مصر. في خمسة استحقاقات انتخابية أعطى الشعب المصري ثقته للإخوان، فمنحهم الأغلبية، وأجلسهم برضاه في مقعد الرئاسة. ولا أحسب أن الشعب قد غيّر رأيه بدليل ما يجري في شوارع مصر. الحديث عادة يكون باسم الشعب في حالة الاضطرابات الداخلية، وهو لا يزيد عن ( قناع ) لإخفاء الحقيقة، ولو كان الإخوان حزباً صغيراً، لا يلتف حوله الشعب لما كان هناك مبرر للخصومة مع قادة الأنظمة الحاكمة. إن مبرر الخصومة وحالة العداء تكمن في قوة تيار الإخوان، وإن شئت فقل في قوة التيار الإسلامي بشكل عام. هذه القوة الشعبية هي التي جلبت للإخوان هذه الخصومة، لأن مفتاح التغيير تمتلكه عادة الأحزاب الشعبية الكبيرة. ولأن التقدم نحو الإسلام له عداوة تاريخية مع الصهيونية والقوى الاستعمارية. ربما تحالفت القوى الخارجية والداخلية على اتهام أكبر حركة وسطية في العصر الحديث بالعنف والإرهاب، وتمّ نصبها شاخصاً لإطلاق النار عليها باسم الشعب. ولكن الشعب يرفض الزج باسمه في العداوة مع التيارات الإسلامية، لأنها منه في مكانة القلب من الجسد. لا توجد حالة عنف أو إرهاب حقيقية في البلاد العربية، ولا يوجد منهج إخواني يشجع على الإرهاب أو العنف، ولكن توجد حالة، أو قل حالات متعددة لصناعة الإرهاب من قبل الحكام للبقاء في الحكم باسم مكافحة الإرهاب. الحاكم العربي خلق لنفسه عدواً وهمياً هو الإخوان، وخلق بعبعاً اسمه الإرهاب، ومن ثم استباح القتل، والاعتقال، والنفي. وفرض حالة رعب وخوف على البلاد باسم مكافحة إرهاب غير موجود. لا مشكلة في الإخوان، أو في التيارات الإسلامية ، ولا مشكلة أيضاً في الشعوب، والمشكلة كل المشكلة في الاستبداد وحكم الفرد المطلق، وفي الفساد المالي والإداري، وفي التبعية للفكر الصهيوني. مشكلة الشعب ليست مع الديمقراطية ولكن مع الفرعونية المتجددة في عالم يرفضها ويقاومها