21.91°القدس
21.59°رام الله
20.53°الخليل
24.74°غزة
21.91° القدس
رام الله21.59°
الخليل20.53°
غزة24.74°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: ولا تزال في القسام آثار عماد

طائرات الاستطلاع كانت تملأ السماء، وعيون الخائنين كانت تمسح الأرض طولا وعرضا، والجنود الجبناء في تلك القواعد العسكرية على حدود غزة في انتظار الإشارة، كلهم يترقبون عماد وينتظرون تلك اللحظة التي يترجل فيها أمام عيونهم ليصبوا عليه جام غضبهم وحقدهم، أما هو فقد كان مشغول الفكر، حزين القلب، دامي الفؤاد، فقد كان لتوه عائدا من وداع أحد رفقاء دربه، ودع عماد رفيقه أبا صهيب ومكث على قبره لحظات، ثم اتجه نحو قبر طفلته جيلان التي فارقته في جريمة اغتيال صهيونية بشعة كانت قد استهدفته قبل شهور، غادر الناس بينما هو لم يغادر، لعله كان يقطع وعدا لأحبابه ألا يطيل عليه الغياب، ويسأل ربه أن يعجل له اللحاق بهم، وما هي إلا لحظات حتى مضى عماد، لتمضي بعدها تلك الصواريخ الآثمة تخط طريقها لتنال من ذلك الجسد الطاهر، ليرتقي الفارس بعد أيام من إصابته مغادرا إلى ربه الذي بلغ فيه الشوق إليه منتهاه. سبع سنوات مضت على غياب شمس عماد،وبقدر الألم الذي يعتصر القلوب لفراق هذا الفارس إلا أننا لا زلنا نشعر بوجود هذا البطل كلما جالت أعيننا في ساحات العمل الجهادي، فآثاره لاتزال في كل ميدان من ميادين العمل الجهادي، فتلك حارات حي الزيتون والشجاعية وشمال القطاع لا تزال تذكر خطوات ذلك البطل وهو يزرع الأرض ألغاما ويحولها نيرانا تحرق وجوه الظالمين والمجرمين، وتلك مواقع العدو ومغتصباته على حدود غزة تكاد تخلو من ساكنيها خشية من عماد وإخوان عماد، فصدى قذائفه المباركة لا زال يدوي في آذان الصهاينة ينذرهم بالموت طالما بقيت أجسادهم تدنس هذه الأرض. رحل عماد محمد شبانة "أبوأحمد" قائد وحدة المدفعية بكتيبة الرضوان، ومازالت مدافعه التي أعدها بيده تدك الصهاينة وتصليهم نارا، رحل ومازال الرجال الذي تتلمذوا على يديه وتربوا على منهجه يواصلون الدرب ويكلمون المسير، فكما لم يهنأ الصهاينة بالأمن في حياة أبي أحمد وإخوانه الشهداء، لم ينعموا بالأمن بغيابه ورحيله، فمدرسة القسام لا تزال تخرج بفضل الله في كل يوم جيشا من الرجال لا يهابون الموت ولا يخشون المنية في سبيل الله. وفي الختام ونحن نطالع سيرة هذا البطل الهمام نقف عاجزين عن سرد جزء قليل من تفاصيل الحياة ونزداد يقينا أن قليلا من الذين يرحلون عن الحياة، تبقى أسماؤهم منقوشة في ذاكرة الشعوب وتاريخ الأمم، لا تنساها الأجيال فلا يكتب التاريخ صفحاته بدون أسماء هؤلاء، فهم باختصار من يمنح الأمم الحياة ويخطو بهم نحو العزة والكرامة.