21.91°القدس
21.59°رام الله
20.53°الخليل
24.74°غزة
21.91° القدس
رام الله21.59°
الخليل20.53°
غزة24.74°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: صاحب الكلمة السحرية

( نختلف معك ولا نختلف عليك)، بهذه الكلمة السحرية امتلك خيري حافظ الأغا رحمه الله رحمة واسعة قلب ياسر عرفات وقراره رحمه الله. لقد قالها له في مواطن الدم بين فتح وحماس في السجون من ناحية، وخارج السجون من ناحية أخرى، فحجب الله بهذه الحكمة دماء زكية. اليوم ونحن على أعتاب مرحلة جديدة بالمصالحة نفتقد حكمة الرجلين. حين تنازعت فتح وحماس في سجن النقب، وغيره فيما عرف يومها بمشكلة ( الكبسولات) في العام ١٩٩٢ ، التقى عرفات وأخذ منه كتابا للسجون بإنهاء النزاع فورا، وحل المشاكل بالحوار ، وبهذا الكتاب حجب دما وطنيا عزيزا على الجميع. كان رحمه الله الرجل المبادر في حماية اللحمة الوطنية، لا ينافسه في ذلك منافس في حدود ما أعلم. الناس تعرف خيري الأغا كرئيس لهيئة المشرفين التي أسست الجامعة الإسلامية بغزة، وهو كذلك، وإليه يرجع فضل التأسيس، وفضل الرعاية المستمرة بعد التأسيس وحتى الوفاة. ولا أحسب أن ( الرعاية) كلمة توفيه حقه، فما أعطاه للجامعة كان أكبر من الرعاية، حيث كان حصن الجامعة وملجأها الآمن، وعلى حكمته ألقت الجامعة أثقالها في الشدائد، وفي مواجهة المعوقات. الناس تعرفه أيضا كرجل منفق في أبواب الخير العديدة، ولكن إنفاقه في باب العلم، وعلى طلبة الدراسات العليا كان إنفاقا مميزا، وأحسب أن له في كل مكان من فلسطين من يدعو له بما أنفق وأعطى، بلا مَنٍ ولا أذى. لقد حرص على تفقد أحوال طلبة الدراسات العليا، وحثهم على التفوق من خلال رؤية سياسية ووطنية أوسع من الشهادة الجامعية نفسها. كانت رؤيته تقوم على كلمتين : ( بالعلم والإيمان ) نحرر وطننا فلسطين. الناس تعرف أياديه البيضاء في مواقع كثيرة داخل المملكة حيث كانت إقامته، وخارجها، وكل من اقترب منه يعرف علمه، وحكمته ، وحصافته. وقلة من الناس هي التي تعرفه قائدا فذا، يعمل بعيدا عن الكاميرا، واذكر أنه بعد نجاح الثورة الإيرانية في السبعينيات نشرت وسائل الإعلام الإيرانية تشكيلة التنظيم الدولي وكان اسمه رحمه الله بين الأسماء المذكورة، ولم يعلق هو على الخبر لا بالموافقة ولا بالنفي. هو بالنسب والدم عميد آل الأغا الكرام، ولكنه بما بعد النسب والدم كان عميد فلسطين، والوطن بلا مبالغة، ولو قدر الله لفلسطين أن يقودها( رجل دولة ) على وجه الحقيقة ما وجدنا له منافسا في باب القيادة من جيله، لذا فنحن حين نكتب عنه هذه الكلمات، إنما نكتب عن الوطن، نكتب عن خيري الوطن باسم جريدة فلسطين حارسة الحقيقة، وباسم طلبة العلم والدراسات العليا، وباسم كل من يحب إنزال الناس منازلهم، ومنزلة الفقيد عندنا عالية، وغالية، نودعه كأب وأخ وأستاذ، رحمه الله رحمة واسعة، ورحم معه أستاذنا منير الغضبان صاحب كتاب السيرة الحركية، الذي توفي أيضا في المملكة، وفي اليوم نفسه، وأهيب بمن يعرف سيرة الغضبان، أو كان قريبا منه، أن يكتب عنه في صحيفة فلسطين، وفاء له ولأمثالهما من العظماء.