31.68°القدس
31.44°رام الله
30.53°الخليل
32.75°غزة
31.68° القدس
رام الله31.44°
الخليل30.53°
غزة32.75°
الخميس 10 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.36

خبر: "أم إبراهيم".. وهبت حياتها لزوجها المريض وأسرتها الفقيرة

تنهمر دموعها بغزارة كلما مر رفيق دربها بلحظة عجز منذ نالت منه الأمراض، فتتألم وتتحسر عندما تشاهد الزوج الذي تمتع بصحة قوية وعاش حياته مكافحاً من أجل أسرته ووالديه الطاعنين بالسن، أصبح عاجزاً عن الحركة وقضاء أبسط حوائجه حتى يعجز عن حمل كأس الماء. ففي كل يوم تعيش مأساة جديدة في كافة مجالات حياتها التي تحولت لجحيم حقيقي أمام عدم قدرتها على توفير متطلبات أسرتها وتحديداً أدوية واحتياجات زوجها الخاصة، فمصدر الدخل الوحيد هو راتب الشؤون الاجتماعية المتواضع، ورغم ذلك، تكرس حياتها لتأدية واجباتها ومسؤولياتها الكبيرة في سبيل زوجها وعائلتها بإيمان وصبر واحتساب، وكلها أمل بتوفير مشروع بدعم من أهل الخير لتجاوز المحن وتوفير حياة كريمة لعائلتها المتعففة. تلك سطور من رحلة كفاح ومعاناة المواطنة أم إبراهيم من إحدى قرى محافظة سلفيت، التي أصبحت مسؤولة عن رعاية زوجها ووالديه وأبنائها الستة وبينهم أربع بنات منذ حلت الكارثة الكبرى بالعائلة قبل 3 سنوات. تقول "قبل مرضه كان زوجي يعمل ويكدح بشكل دائم في سبيل أسرتنا وبحمد الله عشنا مستورين رغم ظروف الحياة الصعبة والقاسية، وتقاسمنا هموم الحياة ورضينا بما قسمه الله لنا من رزق". وتضيف "خلال عمل زوجي في ورشة عمل في الداخل الفلسطيني، نال منه التعب والارهاق، فجلس للاستراحة على الرمل داخل الورشة، فغص في سبات عميق رغم أشعة الشمس الحارقة لعدة ساعات، وعندما استيقظ حلت به الكارثة التي لن ننساها أبداً، فما زلنا ندفع ثمنها حتى اليوم". وتروي أم ابراهيم، أن فترة نوم زوجها استغرقت فترة طويلة، وعندما بادر رفاقه في العمل لايقاظه، لم يرد عليهم، فاعتقدوا أنه أغمي عليه، فسارعوا لنقله للمستشفى. تقول "بعد الفحوصات والصور، تبين أنه دخل بغيبوبة بسبب ضربة شمس، ورغم اسعافه وعلاجه، تبين أنه أصيب بمضاعفات خطيرة، فبعد أيام تأثرت حركته وأصبح غير قادراً على السير والنطق". وتضيف "في البداية اعتقد الأطباء، انه بحاجة لفترة ليستعيد قدرته على الحركة والتنقل، ورغم خضوعه للعلاج، واجهنا الكارثة الكبرى بحياتنا، فأبلغونا أن أمامه مدة علاج طويلة ونتائجها غير مضمونة، والحل الوحيد للتخفيف من وضعه استمراره في العلاج الوظيفي والطبيعي والنطق بعد خروجه من المستشفى". [title]حياة سوداء[/title] تالت المآسي في حياة العائلة التي أصبحت تعاني في كافة أوجه الحياة، لكن الآثار النفسية للإعاقة على زوجها كانت الأكثر تأثيراً وألمًا لها، واستمرت تلك الصعوبات عامين ونصف، حتى تدخلت عاملة التأهيل المجتمعي في بلدية الزاوية "هيام رداد"، وبعد زيارته بدأت بتنفيذ برنامج لرعايته وتأهيله ومساعدته بتوفير العلاج الطبيعي والوظيفي بتبرع من فاعل خير. تقول: "لاحظنا الوضع المأساوي للمواطن نعمان وعائلته بسبب الصدمة التي جعلتهم يفقدون الأمل حتى الاستسلام للأمر الواقع، فسارعنا لتقديم كل الدعم الممكن، حتى بات يستطيع التنقل في البيت مستعينًا بعصاه"، وتكمل "لكنه يسير بخطوات بطيئة، وإذا اصطدم بشيء يقع كالطفل في أول خطواته، فاقدًا للتوازن صائحًا ينادي على أمه بدموعه لتساعده". ورغم المآسي، فإن أم ابراهيم التي تعاني من مرض الشقيقة ما زالت صابرة، تتحمل بصمت كل الهموم، وهدفها تخفيف معاناة زوجها قدر المستطاع ورعاية والديه وأبنائها الذين اضطرت للتضحية بمستقبل أكبرهم لمساعدتها، لكنه لم يتمكن من إيجاد عمل أو وظيفة، لذلك وبعد أن أثقلتها الهموم وأغرقتها الديون، سعت للحصول على دعم لمشروع صغير في منزلها الذي لا يمكنها مغادرته بسبب ملازمتها لزوجها، لكن دون جدوى، فالمؤسسات لم تولِ صرخاتها أدنى اهتمام. هذه الظروف، أثرت على باكورة الأبناء إبراهيم، ورغم أنه وصل للثانوية العامة قرر ترك المدرسة، وتخلى عن التوجيهي؛ لأنه أصبح يبحث عن عمل لمساعدة والدته المعيلة للأسرة، ولم يجد الفرصة المناسبة والمطلوبة، لذلك ناشدت أم إبراهيم أهل الخير مساعدتها لتوفير مشروع صغير تتمكن من خلاله توفير دخل لعائلتها وتخفيف معاناة زوجها الذي يبكي ويتألم بسبب هموم عائلته وعجزه عن توفير أدنى متطلباتها المعيشية.