21.91°القدس
21.59°رام الله
20.53°الخليل
24.74°غزة
21.91° القدس
رام الله21.59°
الخليل20.53°
غزة24.74°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: تحت الرقابة اليومية

كسرنا شماعة الانقسام، وتوقعنا احتفاء عربياً ودولياً بالمصالحة، ولكننا لم نجده، وما وجدناه جاء فاتراً، أو تجديداً لشروط فوقية على الحكومة وعلى الشعب الفلسطيني. أو رقابة يومية للحكومة في أقوالها وأعمالها. في "تل أبيب" اعتراض على المصالحة، وعقوبات تمس قيادات الحكومة والسلطة، وجلها عقوبات شخصية كالمنع من السفر ، أو سحب بطاقة الشخصية المهمة من بعض الشخصيات. تل أبيب تدير معركة ابتزاز على مستوى العلاقة مع السلطة، وتدير معركة تحريض وابتزاز مع الإدارة الأميركية لموقفها المغاير نسبياً من المصالحة والحكومة. التصريحات الأميركية الرسمية توحي بنسبة نجاح لا بأس بها لمعركة تل أبيب مع الإدارة في واشنطن، وربما يرجع هذا النجاح النسبي للوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة، وبالذات داخل الكونجرس، وقد ظهرت علامات هذا النجاح في تصريحات الإدارة الأميركية، حيث أخذت هذه التصريحات موقفاً دفاعياً، بعد الحملة الإعلامية الصهيونية المضادة لقرار أوباما بالتعامل الحذر مع حكومة التوافق. في تصريح جون كيري: (سنراقب الحكومة يوماً بيوم، والحكومة حكومة محمود عباس، وهي تعترف بإسرائيل ، وتنبذ العنف !) وفي تصريح للبيت الأبيض جاء فيه:( حماس ليست موجودة في الحكومة، والوزراء الأساسيون هم من حكومة الحمد الله السابقة .( وفي تصريح لتوني بلير ممثل الرباعية قال فيه: (الرباعية ستتعامل مع حكومة التوافق). وهو تصريح رحب به الحمد الله. ملخص هذه التصريحات والمواقف أننا في فلسطين المحتلة لسنا أحراراً في تشكيل حكوماتنا من رجالات شعبنا، وعلينا أن نشكلها على نحو يرضى عنه الممولون، وعلى رأسهم أميركا و أوروبا، و قد أصاب صديقي حين قال ( ليست حكومة أبو مازن، ولا هي حكومة التوافق، بل هي حكومة المانحين). صدق صديقي في بعض ما قاله لأنه انطلق من الراتب. الذي يريد راتباً شهرياً منتظماً للموظفين فعليه إرضاء القادة الذين بيدهم فاتورة المال. فاتورة المال الشهري اختزلت القضية الوطنية الفلسطينية إلى أدنى مستوياتها بحسب تصريحات عبد الستار قاسم، وهو محق فيما قاله، وربما كان هذا هو السبب الرئيس لخروج حماس من الحكومة طواعية، لأنها لا تستطيع دفع ثمن فاتورة الراتب الشهري على النحو الذي تطلبه الدول المانحة. الإدارة الأميركية تعرف محمود عباس جيداً، وتعرف رؤيته وسياسته، ومع ذلك فهي تضع حكومته تحت المراقبة اليومية؟! وهو موقف لم نسمع به إلا مع فلسطين !!!. فمن المخطئ؟ ( هل السلطة، أم حماس، أم أوباما، أم نتنياهو؟ ) إن من أوصل قضيتنا إلى هذا الاختزال والتصغير المهين هو المسئول أولاً وأخيراً. نحن تحت المراقبة اليومية للبيت الأبيض، كما أننا تحت الرقابة اليومية لتل أبيب، وللطيران الصهيوني، كما أننا تحت رقابة الصراف الآلي. قف أيها الفلسطيني. لا تخطئ. أنت تحت المراقبة، وأسوأ المراقبات هي المراقبة الذاتية التي يقوم بها الخائف والمضطر. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.