21.91°القدس
21.59°رام الله
20.53°الخليل
24.74°غزة
21.91° القدس
رام الله21.59°
الخليل20.53°
غزة24.74°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: تحرش

في مصر يقربون النار من الزيت ولا يريدون له أن يحترق، تحولت البلاد في زمن أغبر إلى ما يشبه الكباريه ، هز وميل وتمايل "للأرداف والأكتاف" ، في كل ساح على أنغام الموسيقي و على نسمات الهواء، وصل الحال إلى تكريم راقصة كـ"أم مثالية" وصار البلطجية مواطنون شرفاء في زمن مشوه. فاز الرئيس "الدكر"، في انتخابات الرئاسة الأخيرة التي نزلت فيها الجاريات كاسيات عاريات راقصات غانيات نزولا عند رغبة "النجم"، كأن البلاد ثارت من أجل هذا.ولما سؤل أحدهم عن سبب تمديد الاقتراع ليوم ثالث رغم قلة المقترعين ، أجاب: مشان اللي م رقص يلحق يرقص. مع تقنين حفلات "الشلح والقلع" هذه ، أصدر الرئيس المكتوم ، في آخر أيامه التي كان لا يحكم فيها كما يعلم هو ونعلم نحن، مرسوما دستوريا يجرم التحرش ويعاقب المتحرش بالسجن 6 أشهر وكان الأولى به أن يعالج الأسباب لا يعاقب على النتائج.ولو قدر لهذا القانون أن يطبق لكان أولى القوم به هم الذين طبلوا لمجيئه وأقاموا حفلات رقص جماعية تخللها تحرش جماعي . ظني أن المشكلة ليست في تصرف شائن هنا أو هناك على خطورة الجرم المشهود ، لكن الأخطر هو التحرش بوطن ، وضياع مقدراته على مرأى ومسمع من له أذن وعين.ولو أن التحرش اقتصر على الجنس ، فما أسهل حصاره ووأده، غير أن الأمر تجاوز حدود السماء والأرض طال كل شيء حتى انتهى إلى اغتصاب الثورة التي جاءت تحمي الوطن والمواطن من التحرش. كان القضاء "شامخ" في مصر قبل الثورة وبعدها، لم يعد كذلك بعد "ثورة يونيو المجيدة"، فصاحب أعلى سلطة قضائية تحرش بشرف مهنته واتبع نفسه هواها، وصار رئيسا لا يحكم وغادر ضاحكا معلنا انتهاء دوره "كرجل صامت ينفذ ما يمليه عليه من عينه". سار الجيش على درب القضاء ، وكتب شهادة الوفاة لشعار "الجيش والشعب" ايد واحدة ، تحرش العسكر بالشعب وانتهك حرمة دمائه وأعراضه ، تخلى عن دوره في حماية الحدود ، وصار كل همه تأمين الصندوق، وأصبح كل من "هب ودب" يلعب في "مؤخرة البلاد" كيف شاء ومتى شاء. كثيرة هي حالات التحرش ، وأشدها ألما ما يحدث الآن على رؤوس الأشهاد من تكريم للمتحرشين في البلاد ، حتى صارت "أم الدنيا" ، كحال "دنيا" فتاة الليل" التي تركع وتخضع لمن يدفع أكثر، لم تعد "حض" ولن يكون القادم "بشرة خير" وبالتأكيد لن يكون الشعب "نور عين" الحاكم الجديد الذي جعل من بلاده إمارة جديدة في تلك الصحراء.