19.19°القدس
19.01°رام الله
18.3°الخليل
23.1°غزة
19.19° القدس
رام الله19.01°
الخليل18.3°
غزة23.1°
السبت 16 نوفمبر 2024
4.73جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.95يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.73
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو3.95
دولار أمريكي3.75

خبر: مع إنهاء الانقسام الفلسطيني انتهت سبعات ثلاث.. فماذا ينتظرنا في السبع القادمة؟؟

حدثني صديق كان مقرب من الشهيد د. إبراهيم المقادمة وذلك أثناء وجوده في سجون السلطة الفلسطينية، حيث تعرض لعملية تعذيب واعتقال دام لثلاث سنوات، أنه قال له وقتئذ العبارة التالية: "سبعة لهم (أي لفتح) وسبعة بيننا وبينهم وسبعة لنا (أي لحماس)". ولمن لا يعرف الرجل، فإلى جانب كونه كان قياديا في حركة حماس، فقط كان صاحب عقلية مفكرة ونظرة استراتيجية ثاقبة. وان الناظر الى الواقع الفلسطيني خلال العشرين عام الماضية، يرى جلياً بأن ما تحدث به الرجل قد حدث بالفعل، فمنذ قدوم السلطة الفلسطينية في العام 1994 كانت السيادة والكلمة العليا لحركة فتح، في حين تم تفكيك الجناح العسكري لحماس وكانت قياداتها إما في سجون الاحتلال او سجون السلطة واستمر الامر لما يقارب سبع سنوات، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000 فقد تغير واقع الحال وتراجعت قدرة فتح في السيطرة على مجرى الأحداث مع تقدم واضح لحماس ولكتائب القسام في العديد من العمليات الاستشهادية النوعية، وولى زمن الاعتقالات السياسية. وأذكر ذلك اليوم الذي رفض فيه د. عبدالعزيز الرنتيسي أن يتم اعتقاله كما كان الامر في السابق وأقسم على أن لا يتم ذلك مهما كلف الثمن، واستمر تقدم حماس حتى انتهى بها الأمر في هذه المرحلة الى الفوز بالانتخابات عام 2006 وتشكيل الحكومة العاشرة، في المقابل وخلال نفس الفترة كانت فتح ما زالت تمسك بزمام السلطة في الضفة وغزة ورئيسها الراحل أبوعمار يقاوم الحصار المفروض عليه في المقاطعة وهناك بعض الحراك المقاوم لكتائب شهداء الأقصى. وظل الأمر يراوح على هذا الحال لسبع سنوات حتى تاريخ 14-6-2014 الذي يسميه البعض "انقلابا" ويسميه آخرون "حسما" وأسميه "انقساما"، واستطاعت حماس أن تسيطر على زمام الامور في غزة وتستولى على المقرات الأمنية والمدنية وتحكم قطاع غزة بمفردها. وعلى الرغم الى ما تعرضت له غزة وحماس خلال تلك الفترة من حصار مشدد ومن حروب خاضتها ضد الاحتلال الصهيوني في محاولة لانهاء حكمها، إلا أن الحركة تمتعت بمزايا السلطة من مناصب ووزرات ومواكب وتوظيف العديد من ابنائها في أجهزة السلطة وسيطرة على المعابر وخلافه، في المقابل هربت بعض قيادات فتح والأجهزة الأمنية الى خارج القطاع واعتقل البعض وانتهت بالفعل سيطرة فتح على القطاع واستمرت في الضفة فقط. وهذه المرحلة أيضا استمرت لسبع سنوات بالضبط وانتهت بداية يونيو 2014 مع توقيع اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة التوافق الفلسطينية. وهنا يبقى السؤال هل نحن أما مرحلة جديدة بدأت من تاريخ انهاء الانقسام؟؟ ويا ترى لمن ستكون السيطرة في السنوات السبع القادمة؟؟ المؤشرات على الأرض تقول أنه بالرغم مما تعرضت له شعبية الحركتين فتح وحماس من تراجع، إلا أنهما ما زالا هما الأقوى في الشارع وفي حال حدوث أي انتخابات في الفترة القادمة سيحوز كليهما على غالبية الأصوات، مما يعني أن بروز كيان أو فصيل آخر على الساحة أعتقد أنه غير وارد في السنوات المقبلة؟ وبالتأكيد ان المعادلة الجديدة التي فرضتها الأحداث في مصر وقبلها خروج حماس من سوريا وتوقف الدعم الايراني كانت الأسباب الرئيسية لقبول حماس في المصالحة، في المقابل توقف المفاوضات وتعنت حكومة نتنياهو، اضافة الى صراع عباس دحلان وتنفيذ أبومازن لمعظم شروطه كانت أسباب موافقة فتح أيضا على المصالحة. أذن ماذا ينتظرنا خلال المرحلة القادمة، أجزم لا أحد يستطيع أن يتوقع، وخصوصا أن التغييرات في المحيط العربي خلال السنوات الثلاث الماضية جعلت المرء يحتار وسقطت كل خيارات السياسيين. ولكن يبقى ما أتمناه أن ألا يتحول صراعنا الى صراع بين تنظيمات أو على سلطة ومغانم، ونغيب أو نُغيب على القضايا الأساس المتمثلة بالقدس واللاجئين والأسرى ومواجهة الاستيطان. ربما يكون الوضع في السبعتين القادمتين مبهم وغير واضح، ولكني أؤمن بأنه في السبعة الثالثة أي مع نهاية عام 2027 سيكون تغيير كبير، ربما يتوج بالحلم الكبير "زوال دولة الكيان الصهيوني" ، حيث هناك كثير من التوقعات تتنبأ بزواله ولا أحبذ أن أفصل كثيرا في هذا الموضوع الجدلي وتحديد تاريخ محدد، على الرغم من أن الحديث في هذا الأمر أصبح على أجندة الجدل الصهيوني علانية وصريحة، حتى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تنبأت بزوال "إسرائيل" مؤكدة: أن انهيارها خلال عشرين عاماً المقبلة أمر محتوم ولا مفر منه". وكذلك مركز الدراسات الإستراتيجية والتقنية في موسكو نشر تقريرا في 2008 قال فيه إن المشروع الصهيوني سوف ينهار خلال عشرين عاما. وهذا ما توقعه أيضا الشيخ احمد ياسين رحمه الله مستوحيا ذلك من القرآن الكريم، حيث أن مدة تغيير كل جيل هي 40 عاما، فالجيل الأول 47-87 هو جيل النكبة، والجيل الثاني 1987-2027 هو جيل التحرير، ومع مرور 80 عاما على قيام هذا الكيان سينهار بإذن الله.