21.91°القدس
21.59°رام الله
20.53°الخليل
24.74°غزة
21.91° القدس
رام الله21.59°
الخليل20.53°
غزة24.74°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: الأقصى عند أمة غافية

على الرغم من أن تسمية الحرم لا تطلق مجازا هنا على المسجد الأقصى،فيسمى بالحرم القدسي،باعتباره ثالث الحرمين الشريفين،فيما ُتطلق مجازا على مسجد سيدنا إبراهيم في الخليل،الذي يسمى الحرم الإبراهيمي،إلا أن المجاز هنا دينيا ولغويا،يصبح مجازا سياسيا،يدق ناقوس الخطر،على قلب هذه الأمة الغافية. هما حرمان حقا،على المستوى السياسي،وهي فلسطين،التي كانت طوال تاريخها محطة للأنبياء والرسالات ولم تكن مكانا عاديا،ولا عابرا،وهذا يفسر صراع الشعوب والأمم والديانات على ذات المكان،والذي يحكم فلسطين تاريخيا،يحكم العالم. مادمنا أمام مصيبة تقسيم الحرم القدسي زمانيا ومكانيا،فلابد أن نذكر بحقيقة مهمة وخطيرة،فهذا التقاسم يختلف تماما عن تقاسم الحرم الإبراهيمي في الخليل،لسبب محدد،ولا يجوز الانزلاق هنا وراء تبسيط التقاسم في الأنموذجين. تقاسم الأقصى في نتائجه مختلف تماما عن تقاسم الحرم الإبراهيمي في الخليل،حتى لا يتم استدراجنا إلى خديعة التطابق التي تقول إن الحرم لن يضيع كليا،وسيبقى لنا فيه مكان. مازلت أذكر تلك اللحظات جيداً، كنا ثلة صحافيين مع وفد سياسي أردني، نزور فلسطين، وجاذبية الرحلة، تم إفسادها مراراً، عبر الحواجز الإسرائيلية، إلا أن حادثة السبت بقيت مختلفة تماماً، والحكاية عام تسعة وتسعين، والصيف فوق فلسطين وجوارها. من القدس نحو الخليل، واليوم سبت، والحرم الإبراهيمي في الخليل، حيث أنبياء الله يعقوب وإبراهيم. لم نتنبه يومها إلى أن يوم السبت، يوم مخصص لليهود.ولا يسمح لأي عربي بالدخول، ومضيفنا تعامى عن المنع، أو أراد وضعنا تحت تجربة الخطر، مقارنة بعيش الفلسطينيين. وصلنا الحرم الإبراهيمي في الخليل، وعبر شارع الشهداء الضيق، حيث توقف موكب السيارات الرسمية، بدأنا بالنزول باتجاه المسجد الذي فرض عليه اليهود التقاسم الزمني والمكاني بين المسلمين واليهود، لحظات مرت،والجو يشي بخطر يحوم فوق رؤوسنا. ما أن وصلنا بوابة الحرم الإبراهيمي، حتى اندفع عشرات المستوطنين، نحو الوفد، وأمطرونا شتماً، ثم سحبوا أسلحتهم، وانهمر الرصاص لتخويفنا، فاضطر الوفد أن يغادر، فتمت ملاحقتنا إلى السيارات. الرصاص ينهمر بشكل عشوائي، وأحذية المستوطنين يتم رميها باتجاهنا، فوق رشق السيارات بالحجارة، وكنا ما بين مستغفر وتائب، ومعقود اللسان، في حالة هلع شديد، فالموت من حولنا، وحوالينا. تذكرت حادثة الحرم الإبراهيمي، وهو مسجد المسلمين، الذي تمت سرقته، إذ نسمع عن اقتحامات اليهود للحرم القدسي حيث المسجد الأقصى، وبدء إسرائيل تخصيص ساعات لليهود في الصباح، والتقاسم هنا بدأ توطئة لمرحلة لاحقة، أي تثبيت تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.. هذا سيقودنا في مرحلة لاحقة إلى ما هو أخطر، هدم أحد المسجدين، أي قبة الصخرة أو الأقصى، وهما في الحالين أقصى، لإقامة هيكل سليمان درة المشروع التوراتي الإسرائيلي في فلسطين. استنساخ التقاسم لا يمكن أن يكون حرفياً فوق خطيئة التقاسم أساساً، لأن اليهود يريدون إقامة هيكل سليمان في القدس،فيما التقاسم في الخليل يراد منه إثبات العلاقة والعبادة فقط، هذا يعني أن التقاسم في القدس مختلف تماماً، فهو مرحلة نحو إتمام المشروع برمته، أي هدم أحد المسجدين، وإقامة هيكل سليمان مكانه. يقال هذا الكلام في وجه من يهونون من فكرة التقاسم باعتبارها مجربة في الخليل، والتقاسم في الخليل، غير التقاسم في القدس، من حيث النتيجة والهدف النهائي. قد يذهب أهل القدس لزيارة الأقصى في يوم السبت مثلاً، ولحظتها لن تكون القصة قصة رصاص ينهمر للتهويب، فقد يستيقظون يوماً ولا يجدون أحد المسجدين، باعتبار أن الهدم حق طبيعي هنا لصاحب الحصة الذي يتصرف بنصف الحرم القدسي باعتبارها حصته ويفعل بها ما يشاء وقت ما يشاء. لا يثير الأقصى غضبا في قلب عربي أو مسلم،لان الذل بات عقيدة،فكيف سيتمرد عليها من امضوا عمرهم أيضا تحت سياط الإذلال؟!