منذ أن تعي الأبجدية ومع أول الكلمات التي تلفظها تعرف كلمة الوطن وتعرف اسمه وكلما زاد عمرك ووعيك يزيد المخزون المعرفي عن ذلك الوطن ويلتحم ببدء تكوينك وأول سني عمرك فتحفظ مع قراءتك وسورك الأولى اسم وطنك: حدوده مدنه تاريخه فيعلمك القرآن قداسة ذلك الوطن أرضا وسماء وماء وشعبا وتاريخا. هي الأوطان عند كل الشرفاء في كل بقاع الأرض تستفز في نفوسهم ذلك الحب والانتماء الذي تهون دونه الروح وإلا فما يدفع مليون انسان في الجزائر مثلا ان يضحوا بأرواحهم من أجل حبات رمل يرونها تعدل بلاد الدنيا كلها وجنة الله على أرضه، عدد مهول دخل التاريخ وظل شاهدا أن للاوطان في دم كل حر معانيَ لا يفهمها من ينظرون للأوطان كمعابر ومزارع ومنافع! في 6-6 في مسيرة القدس العالمية عاينت بعد ذكرى النكسة المعروفة نكسة أخرى وظننت أني رسبت في امتحان التاريخ والجغرافيا ولم أعد أعرف حدود بلدي ولا أراضيه، ففي الوقت الذي كنا فيه على ما ظننته أرضا أردنية في منطقة سويمه على بعد كيلومترات معدودة من القدس، مسافة ترى منها اضواء القدس ليلا، واذا بخرائط جوجل والفيس البوك تظهر أننا على أرض "اسرائيل" في منطقة تعرف بجاليا kalia حاولت أن أدقق هل تغيرت الشبكة؟! ماذا حصل؟ هل تعدينا الحدود؟ هل حقا وصلنا فلسطين؟ لم يحصل أي من ذلك، كنا ما زلنا على أرض سويمة، الارض التي نعرف أنها أرض اردنية! في ذلك المكان بالذات وفي تلك المناسبة القريبة من ذكرى النكسة تشعر ان هذا الكيان الاخطبوطي سيسلبك كل شيء، بقية الأرض المقدسة التي أراد الله لأهلها ماضيا شريفا ومستقبلا أشرف بجوار فلسطين. ليس غريبا على من يسرقون الكحل من العين من بني صهيون ان تصل بهم الوقاحة ويصل بهم الصلف الى تزوير الحقائق والمعطيات والتاريخ والجغرافيا، ليس عجيبا ان يبقوا على حلمهم بإسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل بينما يدعون الرغبة في السلام والتطبيع، ليس عجيبا ان تستجيب لهم آلة الاعلام الاوروبية بكل مواقعها فهم المسيطرون عليها والموجهون لاجنداتها! العجيب ان نرضى وترضى حكومتنا بذلك ونحن بلد مستقل معروفة حدوده في المجتمع الدولي ولا خلاف عليها! العجيب ألا نتحرك سياسيا واعلاميا لتصحيح هذا الجرم الفادح ومخاطبة الجهات المسؤولة التي يهمهما (أحيانا) ردة الفعل العربي وما قد تتسبب فيه الشكاوى والمقاطعات من ضرر لها. لا يكفي ان تكتفي الحكومة بالتسويق للبلد انه واحة وأمن وأمان ولا يكفي ان نحتفل بالاستقلال كمناسبة مضت وانقضت فالاستقلال تاريخ وحاضر ومهمة وأمانة يسلمها الاباء للابناء، المهم أن نحافظ عليه من الانتقاص حتى ولو كان بالخطأ! لن تتحرك الحكومة للتحقيق في الامر ولا مطالبة جوجل ولا اي جهة مسؤولة عن الخرائط بتغيير الخطأ في الوقت الذي رفض فيه مواطن اسرائيلي الخطأ الذي وقعت به شركة الطيران البريطاني BMIمنذ سنوات عندما ظهر على خريطتها فلسطين بدل اسرائيل وكانت نسيت استبدالها عندما اشترت الطائرة فلم يسكت هذا الاسرائيلي وطالب الشركة بالتعويض والاعتذار والتغيير وحصلها جميعا! نقول للاسرائيليين والاعلام المتأسرل بكافة أنواعه لا يغرنكم ما ترونه من المواقف الناعمة والمتخاذلة من الحكومات، فالشعب غير حكومته، هذا شعب اخرج كايد المفلح العبيدات ومشهور الجازي وسلطان العجلوني وأظنكم تعرفون بلاء هذا العينة من الشعب الأردني، الشعب الذي يؤمن ايمانا ان سويمة كبقية الاردن مستقل بأهله وترابه ويعرف أن سويمة وكل ذرة تراب أردنية مجبولة بدماء الشهداء، فلا تنسوا تاريخنا ولا تنسوا أننا كشعب نحفظ التاريخ والجغرافيا ونحفظ لهذه الارض قدسية حدودها، سويمة أردنية برغم أنف جوجل والفيس بوك وبرغم أنف كل مفرط وعدو.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.