25.54°القدس
25.22°رام الله
24.42°الخليل
25.68°غزة
25.54° القدس
رام الله25.22°
الخليل24.42°
غزة25.68°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: "مش مزرعة أبوك ؟!"

( مش مزرعة أبوك ! هذا وطن. هذه فلسطين. هذه أكبر من الأشخاص ). بهذه الكلمات النارية هاجم كبير المفاوضين صائب عريقات، خليله ورئيسه محمود عباس، متهماً إياه بالتردد والفشل. جاء هذا بالصوت والصورة في فيديو مسجل نشره موقع ( أوراق). ولأنه بالصوت والصورة لا يمكن نفيه، أو اتهام الإعلام بالتحريف وعدم الدقة، ولا يمكن اتهام حماس أو غيرها ممن يختلفون مع عباس ومع صائب. كان صائب صادقاً. وكان واضحاً ، ويتكلم بلا مواربة أو مناورة. هو ينكر على محمود عباس منهجه في التفكير، وينكر عليه تردده في التوقيع على الاتفاقات الدولية وتردده في تقديم نتنياهو إلى محكمة الجنايات كمجرم حرب، وينكر عليه ديكتاتوريته،( ما بنفعش نمط صدام وبشار؟!). لذا قال له : ( فلسطين مش مزرعة أبوك؟!). وهي كلمة لا تقال إلا للرجل الفرد. الرجل الديكتاتور. ( فلسطين ليست لساكن فلسطين. فلسطين لكل عربي ومسلم ). ولأنها كذلك بحسب عبارة صائب ، فهي ليست مزرعة أبوك؟! ولا يجوز لك أن تتصرف في قرارها بمفردك. وهنا يقول له: ( يا راجل وَقِّع على الاتفاقيات الدولية. صدقني بصير نتنياهو مجرم حرب ، بصير لا يستطيع السفر. ) ( نتنياهو لا خلَّالك سلطة ولا ولاية؟!) ( لما بِدّك تسافر إلى عمان بذلوك. بذلوك !). عريقات في كلامه هذا يطلب من عباس حلّ السلطة، أو التخلي عن السلطة. لأنه لا وجود حقيقي لشيء اسمه سلطة أو ولاية. وهنا يقرع عريقات رأس خليله عباس بحجر صلد قائلاً:( أنا شو بدي أخسر؟! أنا شو عندي أخسره؟! خليه يستلم من البحر إلى النهر؟! يا راجل هذه المنطقة لن تقوم لها قائمة بدون فلسطين على الخريطة ؟!). عريقات يعترف بما تقوله المعارضة الفلسطينية بأنه لا قيمة للسلطة، وأن المنطق الوطني يدعو إلى حلها أو التخلي عنها، وتصحيح جرائم أوسلو بالعودة إلى المقاومة. التخلي عن السلطة لا يتضمن أي خسائر حقيقية ، بل في حلها والتخلي عنها فتح لمعركة جديدة وقوية مع الاحتلال داخل فلسطين ، وفي المؤسسات الدولية خارج فلسطين. نتنياهو في نظر عريقات : ( أيديولوجي، منحط، مجرم، ما في منه فائدة، أنا بعرفه من (٣١) سنة، لا يمكن يمشي ألا والعصا على ( طيـ...). والله أميركا ما بتحبه، ولا أوباما بحبه! ). صدَق عريقات بعد (٢٠) سنة مفاوضات، دوخ فيها الشعب الفلسطيني، حتى أنه سمى ( الحياة مفاوضات! ) والآن وبعد أن بلغ السيل الزبى، يطلب من خليله عباس ترك المفاوضات، والتخلي عنها، لأنها بلا فائدة، ولأن نتنياهو لا فائدة منه، هو يريد القدس، ويريد الخليل. هو لن يعطي شيئاً. ( دوختنا. صح النوم) وأخيراً، بقيت كلمة. لست أدري لماذا تخلى عريقات عن عباس الآن؟! ولماذا كفر بالمفاوضات؟! ولماذا الآن؟ هل أحس بالهرم وكبر السن؟ أم أنه دخل في خصومة مع عباس في الفترة التي يبحثون فيها عن بديل لما بعد عباس؟! عريقات فتح النار على عباس وعلى نتنياهو معاً، فماذا يريد من هذه المعركة؟! هل ما قاله صحوة ضمير في غرفة مغلقة، ولم يتوقع لكلامه أن يسرب إلى الشبكة العنكبوتية؟ أم هو قرار اعتزال العمل السياسي؟ والله عريقات دوخنا حين كان بطل المفاوضات، وكان كبيرها بلا منازع، وها هو يدوخنا مرة أخرى وهو يطلق النار على عباس ، وعلى المفاوضات، وعلى ماضيه. وصدق الله العظيم في قوله الحكيم: ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين(.