هو أحد الأشخاص الذين لا يحلون في مجلسٍ إلا ويتركون فيه مكاناً للبسمة والدعابة، على الرغم مما يبدو عليه من جديةٍ بالغة إلا أنك حين تقترب ستكتشف فيه "آخر" لا تعرفه. إنه د.يونس الأسطل رئيس لجنة الإفتاء في رابطة علماء فلسطين، الذي يرى الفكاهة وخفة الدم صفة بإمكان الداعية أن يسوقها لنفسه بين الناس دون إجبار، مستدركاً أن ذلك لا يلغي أن التعامل بجديةٍ يكون عند انتهاك محارم الله ومواطن الحزن والأسى. على وجه السرعة في هذه "المكالمة اللطيفة" معه حدثّنا د.الأسطل عن شيء من المواقف الطريفة التي مرت معه، فقال:"في إحدى المرات ألقيتُ "خطبة الجمعة"، فأراد أحد المصلين أن يُعرب عن سروره وإعجابه بالخطبة، بقوله:"يا شيخ أنا والله في كل خطبة أنام وأصحو عندما ينهي الخطيب الخطبة الأولى، أما في هذه الخطبة فلم أنم نهائياً، فقلت له: أقدم لك اعتذاراً أنني أقلقلت راحتك اليوم" فدهشَ الرجل من ردي". ذكر موقفاً جمعه بـ"مختار" يدعي المعرفة حتى أنه يسميه "أبو العرّيف"، فيقول:"ذات مرة أردتُ أن أشعر أحد المخاتير بأنه ليس سوى مدعياً للمعرفة، وكنت قد سمعت قصة لسعيد بن جبير لمّا همَ الحجاج بقتله، وسأله عن رأيه فيه فقال: لا أرى إلا أنك قاسطٌ عادل، فظن الحاضرون أنه يمدح الحجاج ليستميله". ويمضي في حديثه:" فقال الحجاج: بئس ما فهمتم فإنه أراد بالقاسط قوله تعالى:" وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا"، والعادل أراد به قوله تعالى:"ثم الذين كفروا بربهم يعدلون"، فقلت للمختار:"أتحبُ أن تكون قاسطاً أم مقسطاً.. فقال:"لا أرى فرقاً بينهما". وفي موقفٍ ثالث حين سأله أحدهم عن حكم التدخين، فقال له:"واجب!"، فرد الرجل مستنكراً :"كيف يا شيخ؟!"، فقال:"إنه واجب الترك..وليس واجب الفعل".