رأى عضو القيادة السياسية البارز في حماس محمود الزهار أن ما يحدث في الوطن العربي وفوز الإسلاميين ، هو تطور طبيعي وتصحيح لمسار التاريخ ، معتبرا ذلك يعزز مكانة كل من يتمسك بثوابت الأمة وحقها في التحرر من التبعية للغرب ، كما ينعكس ايجابيا على القضية الفلسطينية. وقال الزهار في تصريح للشرق الأوسط اللندنية " لقد عاشت هذه المنطقة 1400 عام في ظل الإسلام ، ثم تعاقب على حكمها قوى تتبنى أفكارا شتى لذلك من الطبيعي أن يعود الناس لخيار الإسلام لكي يضمن لهذه الأمة كرامتها ولكي يتم القطع مع حقبة مظلمة في تاريخ امتنا . وشدد " لقد آن الأوان لكي يتم إخراج الطفيليات التي أصابت جسم هذه الأمة بالوهن ، وهذا الذي تعكسه عودة الشعوب لخياراتها الأصلية. وأشار الزهار إلى أن الربيع العربي يؤذن " بتراجع وانحسار الفكرة الامبريالية برمتها وأن أمريكيا تعيش مرحلة الأفول " وقال إن "أهم تطور سيستفيد منه الفلسطينيون والعرب هو تضعضع مكانة الولايات المتحدة وتراجعها". وذكّر أن "أمريكا احتلت أفغانستان ، لكنها توشك على مغادرتها تاركة وراءها بلدا أكثر عداء لأمريكا ومصالحها واحتلت العراق ليكون عونا لها على تحقيق مصالحها وها هو العراق يتحول إلى عدو لها و لمصالحها . وحربها ضد ما تسميه بالإرهاب أدت الي تدهور علاقتها مع باكستان". وحذر الزهار من "الدعاية الإسرائيلية" القائمة على شق الصف و الفرقة بين المذاهب ، لافتا إلى حديث الإسرائيليين عن أن فوز الإسلاميين يخلق حولهم ما يسمى بالطوق السني وضمنه حركة حماس". وأوضح أن مواجهة (إسرائيل) لا تتوقف على أهل السنة بل يشارك فيها المسلمون والمسيحيون والسنة والشيعة والعرب والأكراد والأتراك والامازيغ وكل من ينتمي الي هذه الهوية وهؤلاء يواجهون (إسرائيل) لأنها تمثل الطرف المحتل المغتصب . [title]الربيع العربي يخدم الفلسطينين[/title] ونبه القيادي في حماس إلى أن الربيع العربي ، يخدم الفلسطينيين ، مشيرا إلى أنه " في أعقاب عملية ايلات (قبل بضعة أشهر وقتل فيها عدد من الاسرائليين) عندما قررت إسرائيل شن حملة حربية على قطاع غزة لكنها تراجعت في آخر لحظة بعدما جاء رد فعل الشارع المصري الذي اقتحم السفارة الإسرائيلية بالقاهرة" . وبين أن الرسالة واضحة للصهاينة "بأنه لن يكون بالإمكان الانفراد بالشعب الفلسطيني ومقاومته هناك عمق عربي سيحضن المقاومة الفلسطينية وسيدافع عنها " وأضاف أن الصهاينة يدركون أن قدراتهم على مواصلة القمع ضد الفلسطينيين تتراجع الي حد كبير لذا فهم يعيشون حالة من الارتباك الواضح". وفيما يتعلق بالاتصالات الغربية مع حماس ، أوضح الزهار أن هناك "تقدم حقيقي في مواقف بعض الدول الأوروبية مع الحركة ومع بقية الحركات الإسلامية لأنها دول واقعية وتحاول خدمة مصالحها من خلال التعامل مع الطرف الذي يحظى بالحضور الشعبي في حين أن بعض الدول الأوروبية تربط تحركها بالبوصلة الأمريكية. وأبدى قناعته أن الجميع سيضطرون للاعتراف بالواقع العربي والإسلامي المتبلور.