26.07°القدس
25.52°رام الله
26.08°الخليل
26.55°غزة
26.07° القدس
رام الله25.52°
الخليل26.08°
غزة26.55°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: فيها شفاءٌ للناس

لا يختلف اثنان، ولا ينتطح حاقدان على أنَّ المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المحتل -وعلى رأسها المقاومة المسلحة-، تلك المقاومة التي كفلتها الشرائع السماوية والوضعية، والتي يجرمها العدو الصهيوني، ويلاحقها أرباب التنسيق الأمني، بكل ما أوتوا من عقيدةٍ أمنيةٍ فاسدة، وما حَشوْا في جيوبهم من دولارات أمريكية. رغم ذلك يقف الشعب الفلسطيني شامخاً مثل جبل الجرمق، لا يخفض رأسه أمام العواصف، إلا ليزرع قنبلةً في بطن الأرض التي ستضمهم أبناءه شهداء ذاتَ معركةٍ شريفة، ونصرٍ مبين. وفي مقدمة الشعب الذي يقاتل العدو، تُطلُّ حماس برأسها العنيد، وإخلاصها النقي في زمن الشوائب والرواسب، فتُدهش محبيها، وتحيِّر ألباب أعدائها، فكم كانت عصيةً على الانكسار، وكم حاولوا القضاء عليها، فَقَضَتْ على أحلامهم المريضة، ومخططاتهم الغاشمة، وأحقادهم السوداء. لقد فعلت "إسرائيل" كل ما يخطر للشيطان على بال، من أجل القضاء على حركة حماس، فقتلتْ، وأَسَرَتْ، وَأَبَعَدَتْ، وَشَرَّدَتْ، وَصَادَرَتْ، وَنَهَبَتْ، وهي الآن، تهدد، وتتوعد، وترعد، وتزبد، تحشو بطون طائراتها بالموت، وتقذف حممها على رؤوس الأبرياء في غزة للمرة الألف، ثم نخرج لها من تحت الأرض، ومن بين الرماد كطائر الفينيق، لم نيأس أو ننكسر، بل كسرنا جبروتهم، وحطَّمنا غرورهم بمطرقة المقاومة على صخرة الصمود. واليوم يعود التناقض العدائي الرئيس، والاشتباك الذي لا بد منه، فتقول المارقة "إسرائيل" أنها تفكك البنيةَ التحتيةَ لحماس، وكأنَّ البنية التحتية، هي مئات الرايات الخضراء، ومئات المجاهدين الذين تعتقلهم قوات الإحتلال في ساعات الليل، بينما يحتمي الجنود بالظلام، وينسحبون قبل أن تنشر الشمس أشعتها، فاللصوص يخشون النور؛ لأنه يفضحهم، ويبدد هيبتهم المستترة بالأقنعة السوداء، والسلاح الجبان. يمارس العدو اعتداءاته، ناسياً أو متناسياً أنَّ البنية التحتية لحماس في سويداء كلِّ قلبٍ حر، في حبات عيون الأمهات التي ابيضت من الدمع، في سواعد الرجال السمراء التي تحفر، وتعد، وتقاتل، وتنتصر، في دماء الشهداء الطاهرة التي ارتوى منها زيتون فلسطين، في أنات الجرحى، وعيون الأسرى التي تتطلع إلى فجر الحرية القريب، والقريب جداً. يبدو أنَّ الذين ينتظرون سقوط حماس، لم ينتبهوا إلى الفرق الكبير بين حماس الأمس، وحماس اليوم، في شعبيتها، قوتها العسكرية، حضورها القوي، وحكمتها الرصينة. حماس تجاوزت الجغرافيا، فحملها أحرار العالم فكرةً تقاوم العدو، وخارطةً لفلسطين بين ضلوع العاشقين، وقلوب الفدائيين، حماس التي نقشت اسمها في صفحات التاريخ المشرقة. ولذلك كلِّه نبارك "لإسرائيل" رسوبها في امتحان التاريخ، فهي كيان لا يقرأ، وإذا قرأ لا يفهم حركة التاريخ، أو أنها تمارس الخداع لنفسها، قتثقب ذاكرتها المريضة وتفرغها مما يلاحقها، فالحقيقة مرّة لا تحتملها ذاكرةُ عدوٍّ فاشي، يكرّس وجوده بالاستيطان الإحلالي، والقتل الجماعي."إسرائيل" ترسب في التاريخ؛ لأنَّ ذاكرتها القصيرة أنستها أنَّ حماس بقوتها المتينة، استطاعت بعد ثماني سنواتٍ من الحصار أن تدفع نتنياهو صاغراً للقول: "نأسف، لقد قصفت تل أبيب"! ونبارك لها رسوبها في امتحان الجغرافيا، فهي على الرغم مما تمتلكه من التكنولوجيا الحديثة؛ من طائرات استطلاع، رادارات، عملاء، وأقمار صناعية، لا تعرف جغرافيا بلادنا، مثلما يعرفها بدويٌّ يرعى أغنامه في النقب، أو صيادٌ غزيٌّ يواجه أمواج البحر العاتية، أو خليليٌّ صعدَ جبالَ الخليل، وتنقل بين كرومها الخضراء. فأهل فلسطين أدرى بشعابها، بينما الغزاة المارقون لا يعرفون منها إلا "السمن والعسل" الذي فخخته المقاومة بالموت الزؤام.