26.07°القدس
25.52°رام الله
26.08°الخليل
26.55°غزة
26.07° القدس
رام الله25.52°
الخليل26.08°
غزة26.55°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: هل ترد حماس على التصعيد الإسرائيلي ضدها؟

كان واضحاً أن اتهام إسرائيل لحماس بالمسئولية عن خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل مساء 12/6، سيفتح صفحة جديدة من الصراع بينهما، حتى دون أن تعلن مسئوليتها عنها. وخرجت التهديدات الإسرائيلية تباعاً ضد حماس حتى كتابة هذه السطور، بدأت بحملة اعتقالات واسعة النطاق طالت أكثر من 200 من مختلف مستويات كوادر الحركة في الضفة، بمن فيهم نواب المجلس التشريعي ووزراء سابقين وأساتذة جامعات، بجانب العناصر الميدانية التنفيذية، وأكثر من 50 أسيراً فلسطينياً محرراً في صفقة التبادل الأخيرة مع حماس. حماس من جهتها "حذرت من هذه الحملة، لأنها تجاوز لكل الخطوط الحمر التي لا يمكن السكوت عليها، وستكون لها تداعيات خطيرة لا ‏حدود لها". مسئول ميداني في حماس من الضفة لم تطلْه حملة الاعتقالات بعد، قال: إن الاعتقالات الإسرائيلية لقيادات حماس عبثية وغير مجدية على الصعيد الأمني، ولن يمنح إسرائيل طرف خيط يوصلها لمنفذي عملية الخليل، لكن هدفها الأساسي معاقبة حماس، وتوجيه رسالة ردعية إليها، عبر التسبب بإحداث زعزعة في البناء التنظيمي للحركة، وفقدان التواصل بين عناصرها في مدن الضفة". وأضاف: "الأهم في الحملة ضد حماس رغبة إسرائيل بإرضاء جمهورها الغاضب عليها لأنها لم تستطع حماية المستوطنين الثلاثة، ولذلك يحاول الجيش قلب الطاولة لإيصال رسالة لحماس مفادها أن احتجاز المخطوفين هو عبء عليها، وليس إنجازا لها، رغم أن الحركة لم تتبن العملية رسمياً". مسئول سياسي في حماس أعرب عن تخوفه من سيناريو إسرائيلي قد يتحقق في الأيام القادمة، مفاده "أن يقوم الجيش الإسرائيلي بترحيل العشرات من قيادات حماس من الضفة، بصورة قسرية لقطاع غزة من معبر إيريز على الحدود مع إسرائيل، ثم يتركهم داخل القطاع، ويغلق المعبر"!. وأضاف: "صحيح أن حماس أفشلت عملية الإبعاد لجنوب لبنان عام 1992، حين نفت إسرائيل أكثر من 400 من قياداتها هناك، وتمكن معظمهم من العودة للأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن الظروف اختلفت اليوم، لأن غزة والضفة كيان سياسي واحد، وسيكون من الصعوبة إجبار إسرائيل على إعادة قيادات الضفة لمنازلهم بالقوة، ما يعني تحول غزة بنظر العالم لبؤرة معادية لأنها تضم قيادات متهمة بمحاربة إسرائيل". وشرح مخاطر الإبعاد المتوقع لقيادات حماس بالضفة بقوله: "التأثير الأكثر سلبية على حماس أن الإبعاد يفرغ الضفة من القيادات الميدانية والسياسية، والخوف أن تبقى الحركة في حالة فراغ قيادي فترة من الزمن، وإسرائيل تحاول توظيف عملية الخليل لتمرير مخطط لتصفية الحركة بالضفة، وسيكون الإبعاد القرار الأقسى ضد حماس، لأنه سيترك عشرات الآلاف من العناصر الميدانية دون قيادة سياسية ومرجعيات تنظيمية". حماس يبدو أن لديها قناعة تامة بوجود إجماع إسرائيلي على أن الإجراءات العقابية ضدها في الضفة تتجاوز عملية الخطف في الخليل، لأن الجيش يقوم بعملية عسكرية واسعة ومتدحرجة لضرب قواعدها ووجودها السياسي، تحت غطاء محاولة الوصول لمنفذي العملية، وتعتزم إسرائيل استغلال الفرصة العسكرية حتى النهاية، واستغلال الأجواء الدولية لتنفيذ عمليات تمشيط دقيقة لفترة طويلة، وقمع قواعد حماس. فيما تداول نشطاء حماس على شبكات التواصل الاجتماعي صورة تظهر مخطط إسرائيل لضرب البنية التحتية للحركة في الضفة، بضرب مؤسساتها الاجتماعية، وتجفيف منابعها المالية، وملاحقة مرافقها الطلابية والجامعية. ولم يقتصر رد حماس على الحملة الإسرائيلية ضدها على البيانات والتصريحات، بل تعداه لعقد مؤتمر صحفي في غزة يوم 17/6 مع عدد من الأجنحة المسلحة، تقدمتهم كتائب القسام، التي "وجهت تهديدا لإسرائيل، بأنها لن نقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاكات إسرائيل ضدها في الضفة". لكن النقاش السائد لدى حماس لا يذهب باتجاه افتعال مواجهة عسكرية حامية مع إسرائيل في هذه المرحلة على الأقل في غزة، حتى لا يتم منحها فرصة لتصدير إخفاقها الأمني وعجزها العسكري في عملية الخليل إلى غزة، إلا إذا تم فرض المواجهة عبر اغتيال شخصية كبيرة". أخيراً..فإن الأجواء التي تخيم على حماس في غزة هذه المرحلة، يتمثل "بعدم الرد بقوة على حملة إسرائيل ضدها في الضفة، وامتصاص غضبها عقب فقدان المستوطنين الثلاثة، وأي رد من غزة يتجاوز صواريخ قليلة غير مؤثرة، قد يدخلها في مواجهة كبيرة مع إسرائيل، وهنا تسعى حماس لتحشيد الرأي العام الفلسطيني خلفها مع القوى المسلحة، الذين أبدوا رغبتهم بالانضمام إليها في أي معركة قادمة مع إسرائيل، مذكرا بالمقولة السائدة أن غزة تشبه الرمال المتحركة، كل ساعة هناك جديد".