26.07°القدس
25.52°رام الله
26.08°الخليل
26.55°غزة
26.07° القدس
رام الله25.52°
الخليل26.08°
غزة26.55°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: فاشلان وخاسران

حكومة العدوان في (تل أبيب) تقرر وقف الاعمال العدوانية العسكرية في محافظات الضفة، والإبقاء على الاعمال الاستخبارية؟!. كانت التوقعات تقول: إن الحملة ستستمر حتى مطلع رمضان، وربما خلاله أيضا. قرار مجلس الحكومة المصغر جاء على خلاف المتوقع، أو قل قبل المتوقع بأيام. لماذا كان القرار في هذا التوقيت؟ لا اعتقد أن سببا واحدا يمكنه تفسير هذا الموقف اللئيم. ربما يكون القرار مجرد مناورة سياسية وإعلامية، تستبق التحذيرات الأمنية الصهيونية التي تتحدث عن أجواء انفجار شعبي، وانتفاضة شعبية ضد الاحتلال، وضد السلطة. وربما استبقت دولة الاحتلال بقرارها الشكلي الضغوط الدولية، ومؤسسات حقوق الإنسان، حيث تجاوزت الإجراءات الصهيونية ما يسمى البحث عن الجنود المفقودين. إن الأعمال الانتقامية التي يقوم بها الجيش وأجهزت الأمن، قد كشف خفايا هذه الحملة، إذا تزايدت قناعات الرأي العام التي تشكك في اتهامات حكومة الاحتلال للمقاومة الفلسطينية، بعد أن فشلت أجهزة استخباراتها في تقديم معلومات مقنعة تؤكد ما حدث في الخليل. في هذه الأثناء بدا الرئيس عباس الخاسر الأكبر بسبب الأعمال العدوانية الإسرائيلية في الضفة، لأنه كرئيس للسلطة لم يتمكن من توفير أدنى حماية للشعب الواقع تحت سلطته، ولم تساعده تصريحاته التي كررها بغير خجل عن تمسكه بالتنسيق الأمني، وجعله مقدسا، وشجبه لعملية الخليل، ووصفه الانتفاضة بالمدمرة، في تخفيف العدوان الإسرائيلي. ولكنها زادت من غضب الفلسطينيين منه، وترددت تعليقات الشباب في المواقع الإلكترونية التي تختصر المشكلة الداخلية معه في عبارة: ( عباس لا يمثلني!). لقد استنفدت الحملة العدوانية في الضفة بنك الأهداف المقرر في الخطة سلفا، وتجديد الأهداف يحتاج لمزيد من الوقت، ومع ذلك أقول : إن وقف الأعمال العسكرية هو موقف إعلامي وشكلي، وأن الاعمال العدوانية ستستمر بشكل متدرج، وبعيدة عن الإعلام ، ( لأن حكومة نيتنياهو في حاجة دائمة للتغطية على فشلها، واستبقاء الائتلاف الحكومي )، ولهذين السببين ستواصل حكومة نيتنياهو أعمالها العدوانية في محافظات الضفة، مع تهديدات فجة ضد غزة. لقد فشلت السلطة في واجباتها، والأسوأ من الفشل، هو مفارقتها للضمير الوطني، وإغضابها للشعب، وللأسرى، ولذويهم، والوقوف في صف الاحتلال، وهو موقف أشعل الضفة والسجون ضد محمود عباس شخصيا. إن حال السلطة لا يسر صديقا، ولا يغيظ عدوا، بعد أن أصبحت عبئا على الشعب، وعبئا على مقاومته، وهي عاجزة عن أداء شيء مفيد. لم يعد الشعب في حاجة الى سلطة تقف في صف الاحتلال، وتجند أجهزتها لحماية المستوطنين، وتشارك العدو في التنكيل بجزء من الشعب، لأنه يريد أن يقاوم المحتل. السلطة كارثة وهناك أغلبية مريحة تقول: يجب حلها، فقد انتهت صلاحيتها، وأي بديل آخر ربما يكون أفضل من بقائها في هذه الحالة المرضية المزمنة المستعصية على الأطباء، والغير قابلة للشفاء