26.07°القدس
25.52°رام الله
26.08°الخليل
26.55°غزة
26.07° القدس
رام الله25.52°
الخليل26.08°
غزة26.55°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: البلدية تنعى بحر غزة

ماذا جرى لبحر غزة ؟ بالأمس, المتمم لشعبان, طافت على شاطئ بحر غزة سيارة البلدية تحمل مكبرات الصوت وتدعو المصطافين إلى عدم السباحة في البحر حفاظًا على صحتهم. مكبرات الصوت قالت: بحر غزة للأسف غير صالح للسباحة أو الاستحمام. البلدية تدخلت بعد عدد من التقارير الصحية، والتقارير الصادرة عن سلطة البيئة، وكلها تنعى لسكان القطاع وفاة بحر غزة. من قتل بحر غزة؟ بحر غزة مات وفقد حيويته وجماله برصاص الصرف الصحي المتفجر. جلّ مياه الصرف لـ(1.8) مليون هم سكان قطاع غزة, تتجه نحو البحر على مدار العام. لقد كان بحر غزة صبورًا كمن يسكنون بسواحله، ولكنه في النهاية انحنى ظهره أمام التلوث التراكمي على مدى سنوات خلت، كما انحنى ظهر العرب أمام التخلف، وأمام العزائم المتراكمة منذ سقوط الخلافة. لقد قاوم بحر غزة الحصار ، ومثلت شواطئه المحدودة المتنفس الوحيد للمحاصرين على مدى سنوات الحصار. من حاصروا غزة يتحملون مسئولية من مات لأنه لم يجد فرصة للعلاج في الخارج، ومن مات بسبب نقص الدواء، أو بسبب تعطل أجهزة المستشفيات الحساسة، وهم يتحملون مسئولية الفقر، والبطالة، وتراجع الإنتاج الصناعي والزراعي والحيواني، وهم أيضًا المسئولون عن وفاة بحر غزة، وتخلي المصطافين عنه خوفًا من الحالة التي تبدلت بالحصار. منذ سنوات والمؤسسات الحكومية في غزة، وعلى رأسها سلطة البيئة، والحكم المحلي يقرعون آذان العالم بالأضرار والمخاطر البيئية الناتجة عن الحصار، وعن انقطاع التيار الكهربائي، وخلو غزة من المياه الصالحة للشرب، وحاجة غزة لأحواض تجفيف ومعالجة الصرف الصحي، ولكن العالم الذي ينفق المليارات على المونديال صمّ أذنيه عن صراخ غزة. لقد تآمرت الدول الكبرى مع المحتل في فرض الحصار، حتى صرنا وجهًا لوجه مع تداعياته الخطيرة، ومنها إعلان سلطة البيئة والبلدية عن وفاة بحر غزة بمرض التلوث القاتل. أعتقد أنه بإمكان سلطة البيئة أن تعلن غزة كمنطقة منكوبة بتلوث مياه الشرب، و بتلوث مياه البحر، ومنكوبة بالحصار، وبإمكانها أن تطلب تدخل الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية ذات الصلة للبحث عن حلول لهذه المشاكل، حيث لا تستطيع حكومة التوافق المصابة بالتلوث العنصري، والتمييز الحزبي معالجة هذه المشاكل. يجدر بسلطة البيئة ومؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الأهلية أن تدعو معًا لمؤتمر دولي يعقد في غزة لمعالجة مشاكل التلوث، التي باتت تهدد الحياة الطبيعية للإنسان، وللحيوان، وللأسماك. لم يعد ثمة وقت للصمت والانتظار، فقد دخل تهديد التلوث كل بيت، وفقدت أجمل مناطق غزة وأكثرها نشاطًا وحيوية عناصر جمالها وحيويتها بموت شواطئ البحر المعروف بأنه ( الأبيض) ، حيث لا بياض الآن مع هجوم الصرف الصحي واغتياله لبياضه وجماله.