دخل مائتا وتسعة وتسعين أسيرًا في شهر يونيو/ حزيران أعوامًا جديدة داخل سجون الاحتلال. وشهد شهر يونيو تعليق إضراب الأسرى الإداريين المفتوح عن الطعام، وحالات عدة من التوتر والغليان داخل السجون في ظل تزايد هجمة إدارة السجون على الأسرى والتنكيل بهم وخاصة المرضى والمضربين. ومن بين الأسرى الذين دخلوا أعوامًا جديدة ستة وثلاثين أسيرًا محكومين بالسجن المؤبد مدى الحياة، وسبعة أسرى محكومين بالسجن ما يزيد عن ثلاثين عامًا ، وسبعة عشر أسيرًا محكومًا ما يزيد عن عشرين عامًا. وستة وسبعين أسيراً محكومًا ما يزيد عن عشرة أعوام و سبعة وعشرين أسيرًا محكومًا أقل من عشرة أعوام، وأسيرين معتقلين إدارياً، ومائة وستة وعشرين أسيرًا مازالوا موقوفين ينتظرون المحاكمة. ومن بين هؤلاء الأسرى الأسير المريض مراد فهمي أبو معيلق (36 عامًا) من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة المعتقل منذ السابع عشر من شهر يونيو عام ألفين وواحد عند حاجز نتساريم الفاصل بين شرق مدينة غزة وغربها، عندما اشتبهت به قوات الاحتلال المتواجدة في المكان وأطلقت النار عليه فحال ذلك دون تنفيذه لعملية استشهاده ردا على المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق شعبنا المحتل. وحكم عليه بالسجن اثنين وعشرين عاما، وهو مصاب بمرض السرطان وبما يسمى كارون وتم تحويله من سجن نفحة الصحراوي إلى مشفى سوروكا ببئر السبع لمتابعة حالته اليائسة والتي أدت إلى استئصال أجزاء كبيرة من أمعائه وهو الآن بحالة صعبة ويعاني من التهاب تقرحي في القولون. والأسير المريض يسري عطية محمد المصري (31 عاما) من سكان مدينة دير البلح المصاب بمرض السرطان في الغدد والمعتقل منذ التاسع من يونيو عام ألفين وستة، بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي، وحكم عليه بالسجن عشرين عاماً، قضى منهم عشرة أعوام ونصف ولا زال قابعاً خلف قضبان سجون الاحتلال. وفي السياق/ شهد شهر يونيو استمرار ما يقارب من مائة وخمسين أسير إداري في أوسع إضرابٍ ضد سياسة الاعتقال الإداري تحت عنوان ثورة حرية و كرامة حيث أكملوا ثلاثة وستين يومًا على التوالي في الإضراب، وعلقوا إضرابهم في الخامس والعشرين من يونيو بعد التوصل إلى اتفاق مع مصلحة سجون الاحتلال. كما شهد الشهر استمرار الأسير أيمن علي اطبيش من الخليل الذي أضرب عن الطعام لمدة 123 يوماً وعلق إضرابه المفتوح في الثلاثين من يونيو بعد التوصل إلى اتفاق مع مصلحة سجون الاحتلال بحضور محامي وزارة الأسرى جواد بولس نص على إطلاق سراحه في يناير المقبل. وكان الأسير اطبيش شرع في إضرابه في 28 شباط / فبراير 2014 ، ونتيجة تدهور وضعه الصحي نقل إلى مستشفى صهيوني خارجي بسبب مشاكل عدة طرأت على حالته الصحية . بدوره أكد الأسير المحرر طارق عزالدين مدير عام إذاعة صوت الأسرى أن الأسرى داخل السجون يعيشون حياة صعبة للغاية في ظل تزايد هجمة الانتهاكات بحقهم، لافتًا إلى أن التوتر السائد داخل السجون لن يستمر طويلا وأن الأوضاع قد تنفجر في أي لحظة إذا استمرت إدارة السجون بسياستها المتبعة ضد الأسرى. وطالب عز الدين كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الوقوف عند مسئولياتها تجاه ما يجري بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال من انتهاكاتٍ واعتداءاتٍ وتنكيلٍ وتزايد حملات الاعتقال الإداري والتمديد غير القانوني واستمرار سياسة العزل الانفرادي والمنع من الزيارات والإهمال الطبي المتعمد، مناشدًا كل هذه المؤسسات بالعمل الجدي للجم لوقف هذا الاحتلال وسياساته القمعية بحق الأسرى داخل السجون.