26.07°القدس
25.52°رام الله
26.08°الخليل
26.55°غزة
26.07° القدس
رام الله25.52°
الخليل26.08°
غزة26.55°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: أولاد البطة السوداء

محلق هو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومعاهدة جنيف في صياغته النظرية لحقوق الأطفال في وقت الحروب والنزاعات المسلحة، حتى ليعطيك اطمئنانا أن حماية الأطفال وتأمينهم فوق كل اعتبار، وأن سفينة نوح ستعبر بهم من أرض الخراب إلى واحة الحياة!!! ولكن آن لنا أن نتعلم بالتجربة أننا لسنا مشمولين بهذه القوانين إلا بالحد الأدنى؛ فدولنا العربية لا تصلها التغطية الإنسانية، ولا تمتد لها شبكات الضمير العالمي، ويتفاقم الأمر عندما يكون الغريم الكيان الصهيوني ويكون القاضي ربيبته الولايات المتحدة التي يمسك من خلالها بخيوط السياسة والإعلام. ليست المرة الأولى التي نبدو فيها للعالم كمعتدين بادروا إلى العداء في قضية أسر جنود جيش الاحتلال الذي لا يعلم عن أسرانا المعتقلين دون تهمة أو محاكمة، والذين مضى على إضرابهم ما يزيد على شهرين قبل العملية التي لو أنصف العالم لرآها على الأقل بعين المضطر الذي لم يجد أمامه سوى هذه الوسيلة الصعبة لتحقيق مطالبه، ولكن في حالنا تسقط كل الاعتبارات والتبريرات والتماس الأعذار، وكله بالقانون الذي يطبق باتجاه واحد فقط لمصلحة أعدائنا وضدنا؛ فهم بشر ونحن بشر، لهم رب ولنا رب، لهم حقوق إنسان ولا حقوق لنا! أحسن الصهاينة أنسنة قضيتهم بتصوير الجنود أنهم مجرد أولاد، وهذا الوصف تحديدا هو ما سوقوه في حملتهم الإعلامية Bring Our Boys Back أو أعيدوا أولادنا فكل «شحط» فيهم مجرد ولد، وكأنه لم يشب عن الطوق ولم يدخل الجيش، ولم يحمل السلاح ولم ينتهك حقوق شعب آخر وأرضه!! ثم لتوسيع الاهتمام والمظلومية والعمل لدعمهم يصورون على أنهم أبناء الشعب جميعا،أولادنا بضمير الجمع Our boys، فكل الشعب مستهدف ومظلوم وضحية وهو بكليته متوحد في المطالبة بإرجاعهم! أما ابننا محمد ابوخضير فلا بواكي له، لم يعرف أوباما عنه ولا رأى دموع والدته، ولا عرف معاناة العائلة، ولا مقايضاتهم على استلام جثته مقابل الاعتراف بأنه قتل في نزاع عائلي!! أوباما الباكي على الأمهات الإسرائيليات الثلاث لم يسمع عن أمهات فلسطينيات فقدن ثلاثة شهداء للأم الواحدة، ببساطة نحن لا نستفز دموعه ولا يرانا كضحايا! لم يسمع المجتمع الدولي عن أولادنا الأطفال حقا، من سن ٠-١٧ سنة والذين بلغ عددهم ١٤٠٧أطفال قضوا على يد جيش الاحتلال والمستوطنين منذ عام ٢٠٠٠-٢٠١٤ بحسب آخر احصائية للمرصد الأوروبي المتوسطي، ٤٥٠ منهم تحت سن ١٥ و٢٦٣ تحت سن ٨ سنوات، ولكنه سمع عميلة الموساد ووزيرة «العدل» الإسرائيلية تسيفي ليفني تقول « في الوقت الذي يعلم الفلسطينيون أولادهم أن يكرهونا، نعلم أولادنا أن يحبوا جيرانهم»!!! لا يسمع العالم بعمليات جباية الثمن التي يقودها قطعان المستوطنين، والتي تستبيح وتعتدي على كل ما هو فلسطيني من شعب وأرض! وأن ٩٠٪ من التحقيقات ضد عنف المستوطنين أغلقت دون توجيه تهم، بينما تم إدانة ١٦ ضابطا فقط منذ عام ٢٠٠٠. لا يعرف العالم أنه منذ العام ٢٠٠٤ استخدم العدو٢٠ طفلا فلسطينيا كدروع بشرية، وأن هناك ٢٠٠٠-٣٠٠٠ قاصر اعتقلوا مابين الأعوام ٢٠١٠-٢٠١٤، ويتعرض٢٠٪ منهم للعزل الانفرادي من ٢٠-٣٠ يوما، ويتعرض ٧٥٪ منهم للتعذيب الجسدي، و٩٥٪ يجبرون على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، فيما يحال ٢٥٪ منهم للمحاكمة العسكرية بحسب إحصائيات المرصد!!! لو كان العالم منصفا لرأى أن الحياة تحت الاحتلال هو أكبر انتهاك للطفولة واستهداف وتهديد لها، ولكنه ينظر إلينا بعين السخط التي لا ترى أمهاتنا كأمهات لهن ذات مشاعر الأمومة والحرص على أولادهن، ولا يرى أولادنا أطفالا يستحقون الحياة بأمن وسلام واطمئنان. سنبقى أولاد البطة السوداء وستستمر الانتهاكات فلا بواكي لأطفالنا ممن يزعمون تمثيلنا السياسي، ولا من المجتمع الدولي الذي يزعم تمثيل الإنسانية بذرائع المختلفة، فلا أقل من أن نأخذ الأمر بيدنا، وندافع عن حقوق أبنائنا ونري العالم الصورة التي يصر على تجاهلها!