26.63°القدس
26.21°رام الله
26.08°الخليل
26.88°غزة
26.63° القدس
رام الله26.21°
الخليل26.08°
غزة26.88°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: مجازر تحكي فشلا

ما يجري في غزة الآن مجزرة حقيقية ضد المواطنين. ما جرى في منزل آل كوارع شهادة إثبات على المجزرة ضد المدنيين العزل. في التفاصيل تقول الشــهادة : إن مجموعــة كبيرة من المواطنيــن من الأعمار كافة تجمعوا على ســقف بيت آل كــوارع لحماية البيت من القصف بعد إصابته بصاروخ تحذيري. مشــهد تجمع المواطنيــن كان واضحا وتراه عدســات المراقبة في الطائــرة بوضــوح، ولكن قائــد الطائرة الــذي تلقى له قتل تعليمــات فــي المعــارف الاســرائيلية، تحــل الفلســطيني علــى كل حــال، وعاش علــى ثقافة قتل العربي هــو طريق وحيد لحماية اســرائيل، والدخول الــى الجنة، أطلق صاروخــه القاتل، مــع وجود متغير يمنع الإطلاق. العدوان الإســرائيلي على غزة يعتمد سياســة الردع والانتقام، ويرى أنه يملك من عناصر القوة ما يمكنه من فــرض شــروطه على الطــرف الفلســطيني، لذا فليس للمفاهيم الأخلاقية والإنســانية مكان في هذا العدوان، ولا يمكن أن يلتزم المحتل بقواعد القانون الدولي فــي الحروب، لأن المجتمع الدولي فشــل في معاقبــة اســرائيل علــى جرائمها ضــد المدنيين في غزة. قادة العدوان المســتمر على غزة يدركون أن قواتهم لن تحقق نصرا على غزة، ولن تجلب أمنا لبلدات غلاف غزة، وســتبقى المقاومــة قادرة على اســتنزاف دولة الاحتــلال ، وأن غــزة ليس لديها ما تخســره، بعد أن نقضت دولة الاحتلال اتفاق التهدئة غير المكتوب مع المقاومــة في ٢٠١٢م. لقد حصلت مدن وقرى غلاف غزة على تهدئة حقيقية بعــد معركة ٢٠١٢م، وهم يتمنون بقاءها لفترة أطول، لأنهم يدركون أنهم هم وحدهم الذين يدفعون ضريبة كســر التهدئة، ولكن قيادة الجيــش والحكومة في تل أبيــب عجلوا بهدم التهدئة من خلال التراجع عن استحقاقاتها، ومواصلة الحصار، وعمليات الاغتيال، والضربات الانتقائية. غــزة التــي خاضــت وحيــدة معركتي فــي (٢٠٠٨ و ٢٠١٢م)، يمكنهــا أيضــا أن تواجــه هــذ المعركة الجديــدة فــي (2014)، بــل هي الآن أقــدر من ذي قبــل على الصمــود وتحقيق النصر، وفرض شــروط الشعب الفلسطيني على حكومة الاحتلال. ربما تعمل المقاومة في هذه المعركة الإجبارية على تحرير قطاع غزة مــن الحصار، ومن حالة العســرة التــي فرضتها أطراف عديدة على غزة، تحت مسمى أن المقاومة في غــزة فقدت أوراقها العربيــة، والإقليمية، وأن حماس الآن باتت خارج الحكومة. المقاومة في غــزة لا تعمل خارج العقل والمنطق، بل هي تملــك قراءة جيــدة وواقعية أولا لذاتهــا، وثانيا للعــدو، وثالثا للعرب والإقليــم الدولي، وهذه القراءة ربمــا هي التــي تمنحها قــرار مواجهة العــدوان في هــذه اللحظة، رغم التخذيــل ، ورغم المعوقات، وهي تدرك أن الظرف العربي غير قابل للتحسن في المدى المنظور، وتمرير عدوان الاحتلال المتواصل في انتظار مصــر أو غيرها هو عين الخطأ الذي يجب تفاديه، لأن قــادة النظام العربي غادروا دور إســناد المقاومة منذ سنوات خلت، ولا فائدة من الانتظار