26.63°القدس
26.21°رام الله
26.08°الخليل
26.88°غزة
26.63° القدس
رام الله26.21°
الخليل26.08°
غزة26.88°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: المجد للقسام .. المجد للمقاومة

لا مكان للتحليل السياسي أمام بهاء الدم وروعة البطولة. لا مجال للتحليل أمام دماء الأبرياء التي سالت في الشجاعية وفي كل مكان من قطاع غزة، لكننا نقول إن وحشية العدو إنما جاءت على خلفية عجزه أمام إرادة المقاومة، وحين يعجر القتلة عن مواجهة الرجال في الميدان يذهبون نحو قتل الأبرياء، ولا يدرون أن دماء الشهداء إنما تزيد المشهد روعة وبطولة، وتنبت في الأرض مزيدا من الأبطال. ما يفعله رجال القسام والسرايا وكل المجاهدين في فلسطين هو ملحمة للعزة والكرامة ترفع رأس هذه الأمة عاليا، وتؤكد أن في فلسطين وفي الأمة رجالا يرفضون الخنوع والاستسلام. حين كان موتورون يتهمونهم باستجداء تهدئة مع العدو، كانوا يعضون جراحهم ويواصلون الحفر في الصخر من أجل بناء القدرة التسليحية، ومن أجل تهيئة الرجال القادرين على الصمود والتضحية، فسلام عليهم أجمعين، وليتنا بينهم نمسح الغبار عن أحذيتهم. ملحمة للعزة والبطولة توجها الأبطال، بأسر جندي صهيوني، لتضاف بذلك إلى ملاحم أخرى أذاقوا فيها العدو الويل. كان يظن أنه يذهب إلى نزهة، وما علم أن على هذه الأرض رجالا ينتظرون الاشتباك، وينتظرون الشهادة في سبيل الله، بينما يفر جنوده من الموت بكل وسيلة ممكنة. تلك قصة لم يحسب لها القتلة حسابا دقيقا، ومن شجَّعوهم عليها لم يحسبوها أيضا، واعتقدوا أنهم سيتخلصون من خصم سياسي بيد العدو، وبالطبع لكي يجهزوا على الحالة الإسلامية برمتها، ولكي يفرضوا الاستسلام على شعوبهم، في وقت يفرض فيه نتنياهو الاستسلام على شعب فلسطين. هذه الأمة من المحيط إلى الخليج تنحاز إلى بهاء الدم والبطولة، بينما يُحشر المتآمرون في زوايا الاتهام؛ عربا كانوا أم فلسطينيين، وهذه موقعة لن تكون -بإذن الله- إلا كما كانت سابقاتها في 2009، و20012 ، ستخرج المقاومة منها أصلب عودا بصمودها العسكري والسياسي. هذا الحراك السياسي الذي يجتاح العالم لا يتحرك أكثره نصرة لفلسطين والمستضعفين الذين يقذفهم القتلة بحمم نيرانهم، وإنما حرصا على نتنياهو، وبعد عملية الأسر الجديدة سيتصاعد الجهد من أجل إيجاد تسوية، لكنها لن تكون كما يريد المتآمرون، ويجب أن تلبي طموحات الشعب المقهور في قطاع غزة، وكل فلسطين والأمَّة. ليس لدينا ما نقول الآن أمام روعة هذه البطولة غير أن شعب فلسطين لن يستسلم مهما كان الثمن، ولن يرضى بمسيرة الذل ، وعلى شرفاء الشعب الفلسطيني، خاصة من حركة فتح أن يتمردوا على ذلك، وينحازوا إلى ضمير شعبهم وأمتهم. أما الاصوات الصاخبة ضد المقاومة، والمشككة بها فستذهب إلى مزابل التاريخ. وسيبقى الشعب وستنتصر إرادته، وستنتصر إرادة الأمة على من يريدون إبقاءها رهن الذل والهوان، ورهن أيدي من يرفضون حريتها وتحررها. بهاء الدم الفلسطيني في غزة كان كاشفا للأقنعة، وهي مكشوفة أصلا، لكن الملحمة هنا كانت أكثر روعة وبطولة. فسلام على أروع الرجال الذين صاغوا الملحمة. سلام على الشيخ الشهيد أحمد ياسين الذي صنع على عينه هذه النبتة المباركة، وسلام على أبن جبلة السورية، الشيخ الشهيد عز الدين القسام الذي أطلقها مدوية في أحراش يعبد (جنين) عام 1935: “إنها جهاد .. نصر أو استشهاد”، وها إن صداها يتردد حتى هذا اليوم في ربوع فلسطين