07 اغسطس 2014 . الساعة 10:21 م بتوقيت القدس
لم يتوقع أصحاب المعاناة النازحين والمصابون وعوائل الشهداء أن تصبح مدرسة "أ" الابتدائية كمركز إيواء وسط مدينة رفح ساحة دم , فقد هربوا من الخوف والدمار والبطش الإسرائيلي شرق رفح بحثاً عن الأمان في مراكز الإيواء ليجدوا الموت والقتل والدماء. صباح الأحد 3/8 استهدفت طائرة حربية إسرائيلية بدون طيّار بصاروخ واحد أمام بوابة مدرسة "أ" الابتدائية كأحد مراكز الإيواء قرب ميدان الشهداء وسط مدينة رفح في مكان كان يتجمع فيع عدد من الباعة وعدد من سكان المركز النازحين , مما أدى إلى إصابة عدد 34 شخصاً داخل وخارج المركز , ارتقى على إثرها 7 شهداء منهم عاملين في المركز. [img=082014/view_1407449504.jpg]مدرسة أ الإبتدائية[/img] تقرير أعده مراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] عن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين النازحين في مركز الإيواء من خلال شهادات عوائل الشهداء ومصابين وسكان المركز. [img=082014/view_1407449655.jpg]المدرسة تضم نساء وأطفال[/img] [title]شهداء ارتقوا[/title] وخلال لقاء فلسطين الآن مع والدة الشهيد الطفل صقر الكاشف لم تكن تتوقع أن تفقد ابنها البكر "صقر" وهي قد خرجت من بيتها الكائن شرق المطار شرق رفح من أجلهم , وقالت:"جئت إلى هذه المدرسة من أجل أبنائي , ولم أذهب إلى أي منزل من أقاربي لأني اعتبرت المدرسة أكثر مكان آمن". [img=082014/view_1407449530.jpg]ضحايا المجزرة[/img] وتابعت:"لم أكن أدري أني قدمت إلى هنا ليموت ابني" , ورددت بحزنها كلمات "حسبنا الله ونعم الوكيل" , وأخذت تدعو لابنها بالرحمة والقبول. "صقر" الشهيد الطفل صاحب الثمان سنوات الذي كان يلعب بالقرب من باب المدرسة من داخلها لم يكن يتوقع أن تغتال الصواريخ الإسرائيلية براءة طفولته وأوقات لهوه مع أقرانه الصغار , حيث أصيب مباشرة في رأسه استشهد على إثرها فوراً. [img=082014/view_1407449666.jpg]شهداء وجرحى على الطرقات[/img] هذه العائلة التي نزحت من شرق رفح منذ بداية العدوان البري على قطاع غزة وجدت بتها قد دمّر بالكامل إثر قصفة بالطائرات الحربية كما أفادت الكاشف لتعيش القتل والدمار والحرمان ومعاناة التشريد والنزوح , وقالت:"إنني غير قادرة على الرجوع إلى بيتي من غير ابني". [title]شهود على المجزرة[/title] محمد البحابصة 21 عاماً الذي أصيب في بطنه وظهره وقدميه في القصف يروي لنا ما حدث معه ويقول:"خرجت إلى باب المدرسة لأشتري مرطبات, فما أن وقفت على الباب فإذا بانفجار يقع ف المكان" , وأفاد أن العشرات ألقوا على الأرض داخل وخارج ساحة المدرسة إلى أن جاء الإسعاف وأسعفنا. ويصف:"رأيت الناس ملقاة على الأرض في منظر بشع ويشيّب لم أر قبله مثله" , وأضاف:" لم أتوقع أن يتم قصفنا في المدرسة نهائيا واعتبرناها أمان" معتبراً أن هؤلاء اليهود يعتبرونا كلنا أهداف في مدرسة أو في مسجد أو في أي مكان. [img=082014/view_1407449691.jpg]شيخ أصيب[/img] البحابصة الذي أمدّنا بفيديو للمصابين وهم ملقون في ساحة المدرسة بدمائهم نزح هو وعائلته من منطقة "الشوكة" , وقد أصيب والده باستهداف من الطائرات الحربية بدون طيار قرب منزلهم شرق رفح. كما وأفاد أحد متطوعي الخدمات في مركز الإيواء عطوة الملالحة أنه في تمام الساعة 10:30 صباحاً استهدفت طائرة الاستطلاع بصاروخ على باب المدرسة حيث كان جاساً بالقرب من البوابة , ووصف قائلاً:" المشهد كان دم , وساحة المدرسة امتلأت بالدماء والأشلاء". [img=082014/view_1407449803.jpg]أحد الشهداء[/img] [title]مجزرة وحشية ومطالب بالمحاكمة[/title] وخلال حديث مصطفى البرغوثي ل[color=red]"فلسطين الآن"[/color] أثناء زيارته لمركز الإيواء التي ارتكب فيه الاحتلال الإسرائيلي مجزرة اعتبر أن"الذي جرى هنا مجزرة وحشية وتطهير عرقي قذر وهذه الجريمة البشعة يجب أن ألا تمر" وأكد أنه يجب أن تحاكم إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية وتحاسب على فعلتها حتى نضمن ألا تتكرر. وأكد أن أهم المساعي المهمة الآن للنازحين هو كيفية الضغط لتأمين أماكن سكن للنازحين. بدوره أكد مدير مكتب الأونروا برفح د.يوسف موسى أن كل مراكز الإيواء يتم التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي وإبلاغه بإحداثياتها , مشيراً أنه هذه الملاجئ من المفترض أن تكون آمنة لمن يلجأ إليها حسب قوانين الأمم المتحدة. [img=082014/view_1407449757.jpg]شهيد آخر[/img] وأوضح موسى أن مدينة رفح فيها 13 مدرسة كمركز إيواء نزح إليها 43 ألف من المواطنين , مشيراً أنه بعد إعلان التهدئة كان هناك انخفاض ملموس في أعداد المواطنين في المدارس , ومبيناً أن العائلات ذهبت لتفقد بيوتها والذي لن يجد مأوى سيعودوا إلى مراكز الإيواء. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أدان القصف الإسرائيلي لمدارس الأونروا في غزة، مؤكدا أن مجرد الاشتباه بوجود مسلحين لا يبرر قصفها