شهيدٌ يودّع شهيد, وشهيدٌ يودّع شهداء, وشهيدٌ يودّع عائلته, أبٌ وأمٌ ومسعفٌ وصحفي وطفلٌ وامرأةٌ وشيخٌ كلهم مستهدفون, والكل ربما يودّع والجميع لربما يكونوا في عداد الشهداء, هكذا تعيش غزة ويعيش أبناؤها في ظل الحرب الإسرائيلية الوحشية. الشهيد أحمد نعيم عوكل( 22 عاماً), ذلك الشاب الخلوق, صاحب التواضع الجمّ, هادئ الطباع كما يتحدث عنه أقاربه وأصدقاءه وجيرانه, من سكان المناطق الغربية لمدينة رفح, كان على موعد مع الشهادة مساء الجمعة 8/8 ليلحق بعدد من أفراد عائلته الذين استشهدوا قبل خمسة أيام من استشهاده, تسابقه أشواقه إليهم. [title]ودّع الشهداء [/title] صباح الأحد 3/8 في اليوم الثامن والعشرين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كانت مدينة رفح على موعد مع يوم دامٍ ارتكب فيه الاحتلال الإسرائيلي العديد من المجازر والتي كان منها مجزرة عائلة الغول وكذلك مجزرة مركز الإيواء التابع للأنروا, ونالت عائلة عوكل كعشرات العائلات الفلسطينية ما نالته من مجازر وبطش الاحتلال الإسرائيلي. حمدي حجازي أحد أقارب الشهيد "عوكل"، أوضح لمراسلنا أن طائرات الاحتلال الحربية بدون طيّار استهدفت بأكثر من صاروخ يوم الأحد الماضي العائلة وهي تخبز في أحد الأفران في محيط المنزل, مكملاً أن طائرة الاستطلاع استهدفت في البداية زوجة أخيه ثم استهدفت والدة أحمد وابن أخيه الطفل محمود, ليرتقي ثلاثة شهداء من عائلة أحمد منهم والدته. ويقول حجازي: "تأثر أحمد كثيراً باستشهاد عائلته كثيراً , ولكنه كان مثالاً للصبر والاحتساب"، مضيفًا: "بل تمنى أن يلتحق بهم شهيداً". [title]رحل وحقق أمنيته [/title] قبيل مغرب يوم الجمعة 8/8 خرج أحمد من بيته لتباغته طائرة حربية إسرائيلية بدون طيّار بصواريخها ليستشهد حينها على الفور, ليلتحق بوالدته وأفراد عائلته كما تمنى, ومما نقله لنا أحد أقارب الشهيد "عوكل" أنه كان يحمل وصية مكتوب فيها "لا تكثروا البكاء عليّ عندما أستشهد". ومما يذكر أن الشهيد عوكل كان ملتحقاً في قسم الصحافة والإعلام بجامعة الأقصى, وهو أصغر أفراد عائلته, وكان والده صابراً محتسباً خلال تشييع جنازة أحد أبنائه ويردد: "الحمد لله على كل حال".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.