24.75°القدس
24.57°رام الله
23.86°الخليل
25.86°غزة
24.75° القدس
رام الله24.57°
الخليل23.86°
غزة25.86°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: نكسة اسرائيلية على الطريقة العربية

تبدو إسرائيل مخيرة بين أمرين أحلاهما مر، فيما يتعلق بموقفها النهائي من شروط ومطالب المقاومة الفلسطينية. أولا: إن هي قبلت بشروط المقاومة، تكون قد: 1. سلمت بالهزيمة العسكرية، وهو ما تكابر رافضة الاعتراف به حتى الآن. 2. يترتب على ذلك تسليمها بالهزيمة السياسية المترتبة على الهزيمة العسكرية. 3. سقوط حكومة بنيامين نتنياهو، والذهاب إلى انتخابات مبكرة من غير المرجح أن يفوز بها نتنياهو وحزبه (الليكود). نتنياهو في هذه الحالة سيسير على طريق ايهود اولمرت، الذي دفع ثمن هزيمته، وعدم تمكنه من انجاز أهداف عدوان أواخر 2008/أوائل 2009 على قطاع غزة. يومها خرجت المقاومة الفلسطينية منتصرة، طالما أن جيش العدوان أخفق في تحقيق أهداف العدوان، فيما انتصرت هي لأنها حافظت على وجودها، ولم تمكن العدو من أهدافه. ثانيا: إن هي رفضت قبول شروط المقاومة، تكون: 1. قررت إطالة أمد الحرب، وهو ما لا تستطيع تحمل كلفه العالية، لجهة الخسائر البشرية، والخسائر المادية. فالرأي العام الإسرائيلي لم يعد يحتمل المزيد من الخسائر البشرية، في حرب حسم أمرها فعلا، ومنذ أيامها الأولى، فيما لم تعد خزينة الدولة العبرية قادرة على تحمل المزيد من الخسائر المادية. 2. سرّعت في سقوط حكومة نتنياهو. علينا هنا أن ننوه إلى أن سقوط حكومة نتنياهو أصبح أمرا مسلما به.. لكنه من حق الرجل أن يتشبث بالبقاء ما أمكنه.. عل وعسى أن تتغير نهاية حكومته. وبلغة أكثر تحديدا، فإن على نتنياهو أن يقرر كيفية وتوقيت سقوط حكومته. إن هو عاند وامتنع عن الاستجابة لمطالب المقاومة، فإنه قد يضمن بقاء حكومته حتى موعد الانتخابات التشريعية المقبلة في كانون ثاني/يناير 2016. وإن هو سارع إلى التسليم بشروط المقاومة، فإنه يكون قد اختار الإطاحة السريعة بحكومته، عبر تفكك الائتلاف الوزاري الذي تتشكل منه. وزراء التيارات الأكثر تشددا في هذه الحالة سيغادرونها، وستفقد جراء ذلك قاعدتها في الكنيست وتنهار فورا. لكن تأجيل موعد الإطاحة بحكومته يمنحه فرصة زمنية لا بأس بها (قرابة العام ونصف العام) قد تطرأ خلالها تغيرات لصالح فوزه مجددا في الإنتخابات المقبلة. بصراحة على الرجل أن يفاضل بين مزايا الرحيل العاجل، والرحيل الآجل.. لكن الرحيل مؤكد حتى اللحظة. 3. ضاعفت من حجم الثمن الذي عليها أن تدفعه للمقاومة الفلسطينية.. ذلك أن تعاظم الخسائر من شأنه أن يعظم مكاسب الطرف الآخر في الحرب. وواقع الحال، أنه كلما عجلت إسرائيل بالتسليم بمطالب المقاومة الفلسطينية، كلما قللت من حجم خسائرها السياسية، واستجابتها لشروط المقاومة. هنا، وفي ضوء استشعار حكومة نتنياهو حجم الهزيمة التي لحقت بجيشها، نلاحظ أنها لم تلجأ إلى أحد التابوهات الإسرائيلية التقليدية: رفض المفاوضات المشروطة..! كل ما يفعلوه الآن هو محاولة تقليل عدد الشروط المستجابة للمقاومة الفلسطينية. هم يقبلون الآن بعض الشروط، ويرفضون بعض الشروط..! إنهم يدركون أنه لا مناص امامهم من دفع ثمن العدوان والهزيمة..! كيف سيتم الدفع..؟! حكومة نتنياهو تواجه الآن معضلتين في هذا الجانب: المعضلة الأولى: صعوبة الإقرار أمام الرأي العام الإسرائيلي بأنها جلبت هزيمة عسكرية لجيش إسرائيل، يفترض أن تترتب عليها هزيمة سياسية..! المعضلة الثانية: صعوبة الاعتراف أمام الرأي العام الإسرائيلي بهذه الهزيمة، وتبليعه إياها. لا مناص أمام هذه الحكومة من أن تناور، وتخادع بهدف إطالة الفترة الزمنية التي تسبق مباغتتها للرأي العام الإسرائيلي.. مقرة بوجوب أن تدفع إسرائيل ثمن العدوان والهزيمة. تريد أن تهيئ الرأي العام أولا لتقبل الهزيمة.. ربما يقولون للإسرائيليين أنهم اصيبو بـ "نكسة".. تخفيفا لوطأة وصف "الهزيمة". هذا ما فعله النظام العربي حين أسمى أكبر هزائمه "هزيمة حزيران" بـ "نكسة حزيران"..! لكن هذه النكسة ما زال العرب يدفعون فواتيرها حتى الآن. وبالتأكيد أن اسرائيل ستدفع هي الأخرى ثمن "نكسة تموز وآب" (يوليو واغسطس). مهم هنا أن نلاحظ أن المقاومة الفلسطينية تستشعر قوتها.. وعوامل هذه القوة، هي تتجلى في: أولا: امتلاكها أسلحة قادرة على الرد، وتحقيق توازن الردع.. الصواريخ التي أصبحت تغطي كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1948. ثانيا: امتلاكها كفاءات عسكرية قادرة على ادارة الحرب بنجاعة. ثالثا: قدرتها على تصنيع السلاح، بما في ذلك الصواريخ. وكل ذلك مكنها من الحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة بإسرائيل. في ضوء ذلك يجب أن نتوقف مليا أمام انعكاسات مناحي القوة والإقتدار هذه على أداء القيادتين العسكرية والسياسية للمقاومة الفلسطينية، وكما يلي: أولا: الإعلان صراحة أنه لا وقف لإطلاق النار قبل الإستجابة الإسرائيلية لكامل الشروط الفلسطينية. ثانيا: التشدد قبل الموافقة على التهدئة التي تطلبها اسرائيل في كل مرة، وليس الجانب الفلسطيني. ثالثا: تلويح القيادة السياسية، كما ورد في تصريح هام جدا للدكتور موسى أبو مرزوق، حذر فيه من أن التهدئة المقبلة التي طلبتها إسرائيل ستكون الأخيرة..!!! أي أن أبو مرزوق يلح على سرعة تسليم نتنياهو بالهزيمة..!!! تتزامن هذه التصريحات مع استفاقة أكثر من عاصمة عربية من المفاجأة التي حققها انتصار المقاومة، على ضرورة إعلان مؤازرة واضحة لا لبس فيها للشعب الفلسطيني. أما محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، فإنه يبدو الآن جاهزا لعملية خلط اوراقه بأوراق المقاومة، لأول مرة في تاريخ التناحر بينهما