24.75°القدس
24.57°رام الله
23.86°الخليل
25.86°غزة
24.75° القدس
رام الله24.57°
الخليل23.86°
غزة25.86°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: فشل نتنياهو في اغتيال الضيف نسف آخر آماله

فشل نتنياهو في اغتيال الضيف نسف آخر آماله في تحقيق “انتصار” دموي في حرب اذلته ودمرت مستقبله السياسي واطلق رصاصة الرحمة على “مفاوضات مغشوشة”.. فماذا سيفعل السيسي الآن.. وماذا سيفعل عباس ايضا؟ تلقى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي والطاقم الأمني والعسكري الداعم له في العدوان الوحشي الدموي على قطاع غزة صفعة كبرى الأربعاء عندما جرى الكشف عن فشل محاولتهم اغتيال المجاهد محمد الضيف قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فقد كان واضحا أن نتنياهو الذي لم يحقق أي من الأهداف التي توعد بتحقيقها، أراد من عملية الاغتيال هذه أن تكون "الجائزة" الكبرى التي يقدمها للإسرائيليين المنهاريين القلقين لتبرير هذه الحرب، ولكن "كيده رد إلى نحره". لا نستغرب مطلقا أن تكون الآلة الإعلامية والاستخباراتية الإسرائيلية هي من “فبرك” قصة إطلاق الصواريخ هذه على مدينة بئر السبع من قطاع غزة لتوفير الذريعة لاغتيال المجاهد الضيف بعد وصول معلومات استخبارية تحدد مكان تواجده الذي استهدفته الطائرات الإسرائيلية، تماما مثلما جرى “تلفيق” مقتل المستوطنين اليهود الثلاثة واتهام حركة “حماس″ بالوقوف خلفها من اجل خلق الذرائع لشن العدوان الحالي، ألم يلفق الموساد تفجير الكنس اليهودية في مصر لتهجير يهودها إلى فلسطين المحتلة، وفعل الشيء نفسه في دور السينما في بغداد وللغرض نفسه؟ هذا الاختراق للهدنة، لا يعتبر مفاجئا بالنسبة إلى كل من يعرف التاريخ الإسرائيلي في خيانة الوعود والعهود والاتفاقات أطلق رصاصة الرحمة على مفاوضات فاشلة جرى استخدامها وتوظيفها من أجل إجهاض انتصار الصامدين في غزة، ووسيلة ضغط لنزع سلاح المقاومة، ونقل تجربة “الرشوة” الاقتصادية في الضفة الغربية المرتبطة بالتنسيق الأمني لحماية الاحتلال ومستوطنيه إلى قطاع غزة، فالإجراءات والترتيبات بدأت على قدم وساق لعقد مؤتمر للمانحين تحت عنوان إعادة اعمار غزة. *** نتنياهو أراد تحقيق عدة أهداف من وراء عملية اغتيال المجاهد محمد ضيف الفاشلة: *الأول: محاولة كسب الحرب النفسية التي خسرها بامتياز بفعل إدارة المقاومة لازمة العدوان بكفاءة عالية، من خلال التأكيد على أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية نجحت في اختراق الأجنحة العسكرية، وأنه باستطاعتها الوصول إلى أكبر رأس فيها، الأمر الذي يمكن أن يثير حالة من البلبلة وهز الثقة بالنفس. *الثاني: تجفيف القيادات العسكرية التاريخية الجبارة لحركة حماس وتصفيتها جسديا، بحيث يصعب تعويضها، فبعد اغتيال صلاح شحادة عام 2002، وأحمد الجعبري في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2012، وقبلهما المهندس يحيى عياش عام 1995، اعتقدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنها ستصل إلى المجاهد الضيف بالطريقة نفسها، صحيح أن هناك جيل جديد تخرج من أكاديمية هؤلاء العسكرية، ولكن من الصعب تعويض تلك الأدمغة المبدعة بسهولة. *الثالث: نسف مفاوضات القاهرة التي أثبتت لها صلابة الوفد الفلسطيني المفاوض، واختلافه عن كل الوفود الأخرى، ووعيه بالخدع وأساليب المراوغة الإسرائيلية، وتمسكه بالثوابت التي حددها المجاهد الضيف في كلمته القصيرة وغير المسبوقة في حتمية رفع الحصار وفتح المعابر والإفراج عن الأسرى وبقية الشروط الأخرى المعروفة. المقاومة الفلسطينية فعلت خيرا عندما قررت إنهاء مهزلة مفاوضات القاهرة هذه، ومواصلة التصدي للعدوان الإسرائيلي ووضع جميع الأطراف، و”الوسيط” المصري خاصة، أمام مسؤولياتهم، فالوفد الفلسطيني المفاوض اظهر كل مرونة ممكنة في مواجهة التعنت الإسرائيلي، ولكنه في الوقت نفسه منع دخول المفاوضات إلى مناطق “محرمة”، مثل نزع سلاح المقاومة كشرط لتلبية الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية. فصائل المقاومة يجب أن لا تستجيب مطلقا لكل الدعوات المصرية للعودة إلى المفاوضات إلا إذا تحقق أمرين أساسيين: الأول حدوث تغيير في الموقف المصري يجعل من مصر شريكا فعلا مع الجانب الفلسطيني، وطرفا أصيلا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي، بعد أن أفشلت إسرائيل الدور المصري بطريقة مهينة بخرقها للهدنة، أما الثاني فيجب أن يتجسد في استعداد إسرائيلي جدي وغير مشروط في تلبية المطالب الفلسطينية العشرة الأساسية. ندرك جيدا أن هناك أصواتا تتحدث عن الخلل في موازين القوى، وتتحدث بإسهاب عن حجم المعاناة المتضخم في أوساط المشردين، الذين يعيشون وسط أنقاض منازلهم، أو في مدارس وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة، وهذه الأصوات ليست جديدة على أي حال، وهناك مثلها المئات في أوساط السلطة في رام الله تدعي الواقعية، وهي لم تكن كذلك عندما أطلقت “فتح” الرصاصة الأولى في الفاتح من يناير عام 1965، وبدأت الكفاح المسلح ببنادق صدئة، ولكن الجديد الذي لا يدركه هؤلاء أن الشعب الفلسطيني لم يعد ينخدع بمثل هذه “العقلانية” المحبطة وفلاسفتها، وبات أكثر التفافا حول المقاومة، وأكثر تبنيا لثقافتها وبات يتطلع إلى حياة كريمة بعيدا عن ذل الحصار وسياسات التجويع، والصور القادمة من قطاع غزة عبر الفضائيات، عربية وأجنبية تؤكد هذه الحقائق والصور لا تكذب. نتنياهو الذي أذلته غزة، وكسرت شوكة غروره، ودمرت امن مستوطنيه المزعوم، وأظهرته “كبطل” في قتل الأطفال والرضع، وكشفت الوجه الدموي البشع للحركة الصهيونية للمرة الألف وبصورة يستحيل إخفاؤها في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، نتنياهو هذا قد يتصرف في الأيام المقبلة، بعد أن تلقى هذه الصفعة القوية، مثل النمر الجريح ويوجه خبطات عشوائية لقتل المزيد من الضحايا، بما في ذلك توسيع حربه البرية التي لا ترهب المقاومة ورجالها الرجال على اية حال، ولذلك يجب وضع هذا الاحتمال في عين الحسبان. *** لم نناشد الزعماء العرب لنجدة الشعب الفلسطيني، ولن نناشدهم، فهؤلاء في معظمهم متواطئون مع العدوان، ويريدون إفناء كل أهل غزة الذين يفضحون هذا التواطؤ، ولكننا نناشد أهلنا في الضفة الغربية بأن يضاعفوا من احتجاجاتهم وهبتهم الجماهيرية، ويمارسون ضغطا على هذه السلطة المتكلسة المستمرة في التنسيق الأمني، وعدم القيام بأي خطوة سياسية أو أمنية، لنصرة شعبها في قطاع غزة، فأبناء غزة أهلهم، وأطفالهم الشهداء أطفالهم أيضا، وفي الفم ماء. أليس عيبا أن تقبل هذه السلطة ورئيسها، وفي ظل صمود الكرامة والبطولة في غزة، بأن تقتحم القوات الإسرائيلية منزل المناضلة خالدة جرار عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية، الذي يقع على مرمى حجر من منزل الرئيس عباس، وتأمر بإبعادها إلى بلدة أريحا دون أن تحرك ساكنا، ولماذا تحرك، وهي التي لم تتحرك نخوتهم وكرامتهم مطلقا في قطاع غزة على أي حال على مدى أكثر من شهر من العدوان. التلاحم الشعبي البطولي بين الشعب والمقاومة يحقق المعجزات في غزة، ويقلب كل المعادلات، ويبث الرعب في نفوس الإسرائيليين، ويدفع مستوطنيهم للهرب من مستوطناتهم شمال القطاع للمرة الأولى منذ ستين عاما. المجاهد محمد الضيف خسر زوجته ورضيعا قدمهم في سبيل الله وقضية الأمة العادلة، ولكنه كسب محبة العالم الإسلامي بأسره، ناهيك عن محبة شعبه، الأمر الذي سيزيده وكل زملائه في اذرعة المقاومة قوة وصلابة، فعندما يقدم القادة أبناءهم فلذة أكبادهم وزوجاتهم شهداء فلعمري إنهم قدوة في التضحية والبطولة تؤكد تصميمهم على نصر بات قريبا.