24.75°القدس
24.57°رام الله
23.86°الخليل
25.86°غزة
24.75° القدس
رام الله24.57°
الخليل23.86°
غزة25.86°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: العملاء حياة وموت

نبذهم المجتمع من غير أي ذنب اقترفوه، كانوا يعيشون في سعادة تامة وكانت مكانتهم مرموقة في المجتمع ويوصفون بأنهم الشرفاء ، ولكن لماذا النبذ من المجتمع ومن هم هؤلاء ؟ إنهم أهالي العملاء حيث جلب لهم آباؤهم وأبناؤهم العار والنبذ من قبل المجتمع وذلك بسبب التخابر مع العدو الإسرائيلي حيث أصبحت هذه العائلات تعاني بشكل كبير جدا حيث تأثروا بذلك في المجتمع وأصبحت صورتهم بين الناس سيئة مع العلم بأنهم بريئون من أي تهمة غير أنهم أهالي لهؤلاء العملاء فعندما يتم القبض علي عميل إنها فاجعة ولكن الفاجعة الأكبر هي بأن يترك المجتمع هذا العميل ويبدؤوا بالخوض في أعراض عائلات أولئك العملاء وكأن العائلة هي من قامت بالتخابر مع الاحتلال بحيث تتأثر بشكل سلبي في المجتمع لقد واجهت صعوبات كثيرة للخوض في هذا الموضوع نظرا لأنه من المواضيع الحساسة جدا بين الناس في المجتمع الفلسطيني فهو يعتبر من المواضيع التي تحتها ألف خط احمر وكأن هذا الموضوع وضعت أمامه لافتة كبيرة كتب عليها " ممنوع الاقتراب " ولكن حاولت جاهدا نقل بعض من معاناة هذه الأهالي في المجتمع فعلي سبيل المثال يتحدث المواطن " م ن " حول مصير احد العائلات بعد القبض علي أحد أبناءها بتهمة التخابر مع العدو الإسرائيلي حيث يقول بأن هذه العائلة معروفة في الحارة بأنها عائلة متواضعة جدا ومحبوبة من قبل الجميع ولكن فجأة ودون سابق إنذار الجميع يصدم وتتغير نظرة كل من في هذه الحارة بسبب اكتشاف عميل داخل هذه العائلة وهو المواطن ( ج هـ ) حيث تأثرت علاقة هذه الأسرة بالوسط الذي تعيش فيه وأصبحت محط أنظار الناس كسابق عهدها ولكن هذه المرة نظرة سوداوية ونظرة نبذ لأن ابن هذه العائلة عميل . أما المواطن " ع ح " فقد تحدث إلينا عن عائلة أحد العملاء فقد وقفنا عند قصته مطولا حيث يقطن منزل المواطن بالقرب من منزل العميل ويقول "إن عائلة أي عميل توصف بالذي تلقي ضربة في وجهه" بالفعل أصبحت عائلات العملاء كالذي ضربه أحدهم بآلة حادة أثرت في ملامح وجهه بحيث يراها الجميع ، وبدأ المواطن " ح " بالحديث عن مأساة هذه العائلة حيث أن والد هذا العميل يعمل إماما في مسجد ومشهود لهذا الوالد بالصلاح في مجتمعه ولكن فجأة تحول ذلك لكارثة أطاحت بهذا الإمام المشهود له بالصلاح في مجتمعه ولكن هيهات هيهات فبعد وجود عميل في منزلك أيها الوالد المسكين فنظرة المجتمع لا ترحم فأصبح هذا الوالد يمشي مطأطأ رأسه بين الناس دون ارتكابه أي جرم غير أنه والد أحد العملاء ، ويضيف المواطن " ح " إن لهذا العميل أخوات شهد لهن الجميع بالصلاح والتدين في مجتمعهم ولم يتزوجن بعد ، فيصف حالهن بالوضع الكرب حيث لا يطرق الباب أي أحد لخطبتهن وإذا فكر أحدهم بالزواج منها فإن والده وعائلته والمجتمع يقولون لك " رايح تخطب بنت عميل يبني العرق دساس " إنها المصيبة الكبرى التي سببها هذا العميل لأسرته الطاهرة ،أيضا أطفال هذه العائلة وهم ما زالوا في عمر الزهور فقد تم تدنيس نقاء قلوبهم وصفاء حياتهم وذلك من قبل أحدهم ، وبدأ الأطفال في المدرسة والشارع ينعتون هؤلاء الأطفال بأقبح وأشنع صفة في التاريخ " تعال يا ابن العميل " تنزل هذه الكلمات كالصاعقة القاتلة فكان كل ذنبه بأنه ابن لهذا العميل . أما المواطن ( ب غ ) الذي لم يرد الإفصاح عن اسمه بسبب أنه صديق لابن أحد العملاء فيصف وضع عائلة العميل بالصعب حيث أن لهذا العميل بنت كانت مخطوبة لأحدهم ولكن بعد أن تم اكتشاف عمالة والدها مع الاحتلال قام بتطليقها فما ذنب هذه الفتاة غير أنها بنت عميل ، ثم يصف حالة صديقه بالمتردية جدا حيث بدأ بحالة نفسية شديدة اعتزل بموجبها جميع أصدقاؤه حتى المقربين منهم فلم يستطع مواجهة المجتمع مع انه لم يفعل شيء ولم يذنب بحق أحد من قبل سوي أن والده عميل . ويشير الدكتور وليد شبير إلي أن أسرة العميل وأقاربه تلحق بهم وصمة عار نتيجة تخابر ابنهم مع الاحتلال فتتأثر الأسرة ويصبح المجتمع ينظر لهم نظرة مختلفة حيث أن كلمة عميل عندما يسمعها المجتمع فإنهم يضعون علي كل من يمد بصلة لهذا العميل نقاط سلبية وبالتالي يتم تفكك هذه الأسر وقد دعا شبير إلي عدم القسوة والنبذ لهذه الأسر في المجتمع فما ذنب ابنه وما ذنب ابنته وما ذنب أهله وقد طالب شبير وسائل الإعلام المختلفة بالتوعية من هذه الناحية من أجل تغيير تلك النظرة السلبية عن عائلة العميل بالإضافة إلي مطالبته بعقد ورشات عمل تزيد من التوعية بخصوص ذلك وأكد شبير بأنه علي المجتمع أن يعدل في تعامله مع أسرة العميل وإلا فقد تنحرف هذه الأسرة وهذا يترتب عليه مشكلات كثيرة فالوقاية خير من العلاج . أما المواطن " ح " فقد وجه رسالة لعائلات العملاء بأنه عليكم العيش بسلام وعدم الاكتراث بما حدث من عمالة لأحد أفراد العائلة واعتبار ذلك من الماضي ، أيضا دعا المجتمع إلي احترام هذه العائلات وعدم ظلمها لأن ما وقع من عمالة ليس ذنبهم. ووجه المواطن " م ن " رسالة للشباب بأنه عليكم الحذر من الوقوع في شرك التخابر مع الاحتلال وعليكم الحذر في التعامل مع وسائل الإعلام الاجتماعي المختلفة وخاصة الفيسبوك والذي هو عبارة عن صيد ثمين للمخابرات الإسرائيلية حسب ما أكد، وأيضا وجه " ن " رسالة لكل عميل لم يتم القبض عليه بعد فعليه بالتوبة إلي الله لأنه يضيع نفسه وأهله فعليه أن يتقي الله فيهم . يذكر أن اليوم الجمعة تم إعدام مجموعة من العملاء الذين تخابروا مع الاحتلال الإسرائيلي وتم إعدامهم بعد ثبوت الأدلة عليهم، ولم يتم الإعلان عن أسمائهم أو صورهم محافظة علي النسيج الاجتماعي للمجتمع ليبقي المجتمع الفلسطيني والغزاوي تحديدا يضرب أروع الأمثلة في المحافظة علي نسيجه الاجتماعي والعمل علي إنهاء أي وجود للاحتلال أو أذناب الاحتلال من المتخابرين. أما أنتم أيها الأب وأيتها الأم وأيها الأخ وأيتها الأخت لا عليكم بعد اليوم فلا ذنب لكم في ذلك عيشوا بسلام كي تنعموا بالأمان وحافظوا علي أنفسكم فالاحتلال يستغل كل شئ وأي شئ من اجل الإيقاع بأحدكم ليعيد نفس المشهد فكونوا علي توعية دوما كي تنعم فلسطين بالأمن والأمان والانتصار بإذن الله