16.66°القدس
16.38°رام الله
15.53°الخليل
21.51°غزة
16.66° القدس
رام الله16.38°
الخليل15.53°
غزة21.51°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: تمثيلية الانقلاب.. الواقع والخيبة

تفعيل صندوق إقراض الطالب بالجامعات الفلسطينية الهلال الإماراتي يستقبل دفعة من أطباء الامتياز الثورة المصرية ومرسي والقضية الفلسطينية عباس يصدق أحياناً أنه رئيس سلطة و دولة، ولكنه يقرّ كثيراً في أحاديثه أنه لا وجود حقيقي لما تسميه الأوراق سلطة. وفي لقائه الأخير بالدوحة قال أمام مشعل وأمير قطر إنه لا وجود للسلطة، و إن مشروعه السياسي القادم الآن بعد عشرين سنة من التفاوض: أن يطلب من جون كيري ترسيم حدود دولة فلسطين على أرض (١٩٦٧)، فإذا رفض فسيحل السلطة ويسلم مفاتيحها إلى بيبي كسلطة احتلال تتحمل كافة المسئوليات. هذا كلام عباس الطازج ، وتفاصيله الموسعة في محاضر الاجتماعات المسربة عن اجتماعات الدوحة، ويمكن الرجوع إليها في المواقع و الوكالات. ولأن عباس أقرّ قديماً، وحديثاً، أنه لا سلطة حقيقية، فإني أسأله كيف يتهم حماس في الجلسة نفسها، وفي المحاضر المنشورة نفسها أنها تريد الانقلاب عليه من خلال ما أسماه الإسرائيلي خلية ال (٩٣)؟!! الناس تنقلب على شيء موجود عادة، ولا تنقلب على شيء غير موجود؟! الناس تنقلب لتحصل على شيء لها فيه مطمع، ولا تنقلب على شيء ليس لها فيه مطمع؟! حماس التي سلمت حكومة غزة لعباس بإرادتها لا مطمع لها في الحكم على الأقل في هذه المرحلة. حماس أعطتك (الجمل بما حمل ) في غزة والضفة كما يقولون رغم رفض شباب حماس لذلك، ثم تأتي لتتهمهم بأنهم يعدون انقلاباً؟! وتتهم مشعل بالكذب ؟! وتتهم فتح وحماس معاً بأنهم ( جَنّنوك)، وتنسى إسرائيل التي( جنّنتك، وطلّعتلك قرون) ، كما ما يقولون؟! حماس وغيرها من فصائل المقاومة لا مطمع لها في السلطة والحكم، ومطمعها الوحيد الآن في مقاومة المحتل وتحرير الأرض، ومن ثم كان كلام (ماجد فرج ) في اليوم التالي من تمثيلية عباس و"نرفزته" أدق، ونقل حرفياً ما قاله كوهين من أن خلية (٩٣) كانت تمثل خطراً على السلطة، ولم يقل إنها كانت تعد انقلاباً. ثم كيف يمكن لهذا العدد المحدود، ببنادق معدودة، أن يعمل انقلاباً في ظل قوات الاحتلال، وقوات عباس الأمنية ؟! إن الحديث في الانقلاب في ظل هذه الأوضاع وما يماثلها حديث سخيف، لأنه يستخف بالعقل البشري ويحتقر المنطق، ولا أحسب أن ثمة غياباً لهذه المعاني والمفاهيم عن عباس، المنسوب إليه تاريخياً أنه تعاون مع آخرين للانقلاب على ياسر عرفات. الرئيس عباس لا تخفى عليه هذه المفاهيم، ولا تخفى عليه أكاذيب الصحف العبرية التي لفقت الخبر وروجت له، فهو الذي يزعم دائماً أنه لا يصدق الإسرائيليين ، ولكن الفكرة راقت له، واستغلها في بدء حملة هجوم على مشعل و حماس، في الدوحة و أمام الأمير، باعتبار أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، و هو يعلم أنه مظنة هجوم قوي من حماس والمقاومة لمواقفه السالبة من الحرب على غزة، ولعدم تحمله مسئولياته كرئيس، ولتنصله من التزاماته لاتفاق إنشاء حكومة الوفاق الوطني، وبالذات فيما يتعلق باستحقاقات الموظفين. خلاصة الكلام ، عباس كان يعلم يقيناً أنه لم يكن ثمة انقلاب عليه، وأن ما يقال هو خديعة إسرائيلية، ولكنه استحسن توظيفها وتمثيلها لخدمة مشروعه، ومصالحه، ليس إلا. والحقيقة أنه استطاع أن يحرف مسار المحادثات نحو الوجهة التي يريد، من خلال خلط أوراق عديدة معاً، بينما كان الناس في غزة يحسبون أن المجتمعين في الدوحة لا حديث لهم إلا غزة والعدوان و القتل و التدمير؟!! وأنهم تناسوا خلافاتهم ولا يبحثون إلا في الحلول التي تنقذ غزة وأطفالها ومنازلها. لقد أصابت غزة خيبة أمل حين قرأت محاضر الاجتماعات المسربة، الأمر الذي فاقم ألم العدوان والقتل والتدمير على أبنائها، وجلهم يفرك يديه الآن ويقول : حسبنا الله ونعم الوكيل.