17.21°القدس
16.92°رام الله
16.08°الخليل
21.87°غزة
17.21° القدس
رام الله16.92°
الخليل16.08°
غزة21.87°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: غزة الآمنة قرار

تبقى الأشياء معلقة تدور حول نفسها في منطقة انعدام الجاذبية بحسب القوانين العلمية. لذا لا يسبح رجل الفضاء فيها بدون ارتباط متين بسفينة الفضاء على نحو يمكنه من العودة الآمنة إلى السفينة. حال غزة بعد اتفاق الشاطئ كحال من يسبح في الفضاء الواسع في منطقة انعدام الجاذبية، ولكن بدون ارتباط متين يمكنه من العودة الآمنة إلى الأرض. المكر، والدهاء، الذي استثمره خصوم ( حماس وغزة)، أدخل المجتمع الغزي في منطقة انعدام الجاذبية، رغم وجود سكانها على الأرض، وهكذا تفعل السياسة حين تكون خالية من الدين، ومن التقوى، وحين تؤول إلى حلبة صراع لا شرف فيها لكلمة، ولا قيمة فيها لوعد، ولا نبل فيها لخلق. غزة التي غامر فيها رجالها من أجل شراكة تستعيد الوطن والكرامة، خرجت من مغامرتها الشريفة صفر اليدين، تعاني الفراغ السياسي، والإداري، والمالي، على نحو أقعد موظفيها واقتصادها على كراسٍ متحركة لعجز عن الحركة الذاتية. إن ما كانت فيه غزة قبل ما يسمى حكومة التوافق، أفضل بكثير مما هي عليه الآن بعد إنشاء متعجل وغير موفق لما يسمى توافقاً؟! الموجود الآن ليس توافقاً، بل تكريساً للانقسام، وضرباً تحت الحزام لكل معاني الشراكة والتوافق، وفي كل مكان وزمان، لذا عادت أسطوانة ( الشرعية، والانقلاب، والسلطة الواحدة، والسلاح الواحد، وشروط إسرائيل وأميركا)، وفشلت نظرية: ( كبر سن الرئيس عباس، ورغبته في إنهاء حياته السياسية بلحمة وطنية تنهي الانقسام، لأنه فشل في ملف المفاوضات، وليس له رغبة في إعادة ترشيح نفسه والبقاء في منصبه). دخلت غزة في انعدام الجاذبية، فلا حركة ذات مغزى ، ولا عمل ذو قيمة، لا للأمام ولا للخلف، وسقطت السياسة المقامة على تحليلات نفسية انطباعية، وازدادت خصومة من أعطيناه كل شيء مع الكراسي من أجل الوطن، شراسة، وعدوانية، حتى نسبت وسائل الإعلام إلى ( أبي مرزوق) تهديداً بمفاوضة الإسرائيلي ضجراً مما هو فيه، ومحاولة للخروج من الدوران الفارغ في اللا منطق ، حيث تنعدم الجاذبية. ليس بمكنة غزة، ( وبالذات بعد مخرجات الحرب، وكلنا يعرفها جيداً، ولا داعي للعودة إلى تفصيلها)، القدرة على البقاء لأسابيع إضافية في المنطقة الرمادية، حيث لا قرار واضح وقوي للتعامل مع اللا منطق، واللا جاذبية. إن من خاض معركة عسكرية شرسة بنجاح ما مع العدو الصهيوني، في بيئة زمانية ومكانية هي الأسوأ، منذ أن عرفت فلسطين المقاومة، لا يعدم الوسيلة للخروج بمجتمع غزة كله من يد من يخططون لعذابه نكاية ( بحماس ، وبأهله، وبالإسلام بشكل عام). (الخروج الآمن بغزة قرار ) تتخذه الفصائل التي قاومت العدوان، بالتعاون مع الشعب الذي احتضنها، على قاعدة أن القرار للشعب، لا للرئيس، ولا لـ(إسرائيل). ومن يرفض هذه القاعدة ليس أمامه إلا الاستقالة أو الإقالة. الشعب باق والأفراد ذاهبون، ويكفي الشعب ألماً ما سببه الاحتلال والعدوان. أعطيناكم الكراسي، فأخذتموها ، ولم تبقوا لنا الوطن، وترشون ملحكم على جراحه بأقنعة عديدة صفيقة، باسم النظام العربي مرة، وباسم الرباعية مرة أخرى، وباسم إسرائيل وأميركا ثالثاً، وكلما تمزق قناع جئتم بقناع آخر، وكأنكم من معدن لا يتأثر بحرارة ولا برودة، ولا تحركه دماء شهيد، ولا صراخ ثكلى، ولا بكاء وليد؟!!