بالنسبة لـ (ديفيد هيرست) فقد اعتبر أن (نتن ياهو) وقع في 4 أخطاء إستراتيجية، بتصوره أن يكسر ظهر حماس. فالأنفاق تهدمت، وستبنى من جديد، وبالنسبة للصواريخ فما زال في جعبة حماس 3000 صاروخ مخبأة وهي الأخطر، وبالنسبة للوحدة الفلسطينية فقد صهرتهم نار المحنة أكثر، وبدل أن ينكس علم حماس فقد ازداد رفرفة في كل العالم وليس فقط العربي. وبالنسبة لـ (كريس هايدجر) في يوتيوب، وصلني باللغة الإنجليزية؛ فقد نظر إلى الهجوم من زاوية مختلفة، يخلص فيها إلى النتيجة التي تقول؛ إن الهجوم لم يكن من أجل صواريخ حماس، ولا من أجل استخدام أسلحة متطورة على قوم لا يملكون أسلحة متطورة، هي أشبه بقتال بين قوم من عصر الكهوف و(الأنفاق)، يواجه أسبرطة الشرق الأوسط بأعتى الأسلحة، ولا من أجل السلام، بل هو باختصار تحويل حياة الفلسطينيين إلى جيتو لا يعاش ولا يطاق؛ فكما عاش اليهود في الجيتو وجب دفع الفلسطينيين إلى الجيتو. أي حرب إبادة.. لقد عاصرت أنا شخصياً مظاهرات في المغرب، كما أن شعور الإحباط عند جيل كامل من الشباب كبير، والإحباط يولد العدوانية فانتبهوا. لقد استفدت هذه الفكرة من أحد أعمدة مدرسة علم النفس السلوكي (سكينر)، حيث يقول إن المشاعر ليست كماً جامداً (استاتيكي) بل هي مثل الكهرباء المتناوبة، ففي عالم الثلاثي (العواطف) و(الغرائز) و(العقل = اللوجوس) موجات عجيبة تتفاعل معاً، فمن يفشل ويحبط يصاب بكآبة وميل إلى الانتقام، وهذا خطير جداً، هي إحدى زوايا الرؤية لماذا يتدفق شباب كثيرون من العالم العربي للالتحاق بصفوف داعش. يجب علينا أن نقفز في التفكير قفزتين؛ الأولى أن الضغط يولد الانفجار، ومن لم يصدق فليتذكر سيناريو البوعزيزي وامتداداته، والثانية أن العالم الذي نعيش فيه غابة فعلية. الكونجرس الأمريكي يتبرع بـ 225 مليون دولار لزيادة صلاحية قبة خرافية، يسمونها القبة الحديدية، كما بنى شارون قبل سباته الأخير من قبل الأسوار فزادت عن سور (هدريان) وسور الصين إذا قارنا النسب. إخواني وأخواتي: العدل أرخص من الظلم، ومن العدل يتولد الأمن، ومن الأمن تنبجس الحريات، قد علم كل أناس مشربهم، كلوا واشربوا من رزق الله. بكلمة أخرى لقد جرب الغرب كل أنواع الحروب الدينية ثم القومية ثم العالمية فماذا كانت النتيجة؟ لقد خذلت أصنام القوة عبادها. بنو صهيون أمامهم من جديد الحشر القادم. أرجو أن تقرأوا بدقة سورة الحشر وكيف كتب عليهم الجلاء لأول الحشر، لقد أسس السوداني أبو القاسم كل نظريته على أساس العالمية الثانية أي قيام ونهاية دولة بني صهيون.