17.21°القدس
16.92°رام الله
16.08°الخليل
21.87°غزة
17.21° القدس
رام الله16.92°
الخليل16.08°
غزة21.87°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: زاوية الرؤية حول الصراع العربي ـ الصهيوني

أرسل الأخ أحمد أن أكتب عن غزة، ومع كتابة هذه الأسطر ربما قبض ملك الموت أرواح أكثر من 1287 فلسطينيا مقابل مقتل 54 صهيونيا، والحبل على الجرار، كل إسرائيلي يقتل يأخذ معه إلى حفرة الموت 30 ويزيد من الفلسطينيين، وحين نرى ما يحدث في سوريا وليبيا والعراق وصعود نجم داعش، مقارنة بهجوم إسرائيل على غزة في رمضان 1435 هـ (يوليو 2014م) كل ذلك يجعلنا نستوعب أن الخطر الماحق الذي يتهدد العرب داخلي أكثر مما هو خارجي، وفي ضوء هذه (الآليةMECHANISM) يجب أن يفهم أن الصراع الجوهري والأساسي هو (العربي ـ العربي) وأن الهامشي والعرضي هو (العربي ـ الإسرائيلي)، كما يحدث عند مريض الإيدز؛ فعندما انهار الجهاز المناعي تشكلت الأورام، وغزت الجراثيم والفطريات، وهم من كل حدب ينسلون. نعم إن انهيار جهاز المناعة العربي قوض الحالة الصحية، وقاد إلى الحالة المرضية التي نعيشها. وهذا يفتح وعينا أن نتوجه إلى معالجة المرض الأساسي على نحو جذري. وهو بدوره يقودنا إلى نتيجة أشد مرارة، وهي أن الله لو خسف الأرض بإسرائيل لما زال المرض العربي، مع الأخذ بعين الاعتبار (العلاقة الجدلية) بين (المرض) و(المضاعفات). إننا نفعل في صراعنا مع إسرائيل ما يفعل الثور مع المصارع فينطح الخرقة وينسى اللاعب الإسباني. إن الغرب هو الذي صنع إسرائيل على عينه، وهو الذي يهرع إليه في ساعة العسرة، من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم. أما نحن فنخفض الحرارة، ولا نحاول رفع مقاومة الجهاز المناعي، وننشغل بمطاردة الجراثيم. نحن نحاول تفريغ الخراج ولا نعالج مرض (السكر) الأساسي الذي هو أرضية انفجار كل الالتهابات. إننا بكلمة مختصرة نعالج ليس كأطباء محترفين متخصصين، بل أقرب الى البيطرة والجهلة. الطب البيطري هو معالجة الأرانب والعجول، وهو في حقله ممتاز، ولكن نقله لمعالجة البشر كارثة. إن بعض الناس يختلط عليهم هذا المفهوم، ويشعرون أنه يزلزل كل القواعد العقلية التي يحملونها، ولكن ماذا يقولون بزلزال الخليج؟ إن حرب الخليج فتحت أعيننا على أن مشكلتنا داخلية بحتة، ويومها نسينا إسرائيل. وأثناءها انعقدت المؤتمرات الإسلامية في الجانبين، وتم توظيف كل الأدلة العقلية والنقلية، على أن موقف كل طرف هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، وتورطت حركات إسلامية في هذا الصراع السياسي، ولم يستفيدوا من موعظة التاريخ، في تأويل النصوص القرآنية وفق الأهواء. ومن سخرية الأقدار أن نرى في النهاية أن من حل المشكلة لم يكن النصوص، كما أن الحل لم يكن لمصلحة أي طرف، بقدر مصلحة الطرف المتدخل، كما في قصة القطين والقرد وقطعة الجبن؛ فعندما احتكم قطان متنازعان حول قطعة جبن تنازعا على أحقية ملكيتها، إلى قرد متظاهر بالعدالة، ذابت الجبنة في حلق القرد، وهو يعيد وزنها وقضمها بين القبة والميزان. إن ما رأيناه ليس غيبياً أسطوريا، بل عشناه بأعصابنا، ومازلنا ندفع ثمن فواتيره المركبة. وحاليا رأينا تتابع الانهيار يتناول البلدان العربية مثل تساقط أوراق الدومينو، بعد الزلزال العراقي؛ فتشققت الأرض من تحت أقدام الجميع؛ فالكل مهتز يرتعش، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. إنه من الضروري التأسيس لفهم لماذا ولدت إسرائيل، ولماذا تتابع نومها وتتحول إلى إسبرطة الشرق الأوسط؟ وكيف تحدث مثل هذه الأشياء في التاريخ؟ إن هذا التأسيس ضروري لوضع اليد على تشخيص نافع، واقتراح علاج ناجع لمشكلاتنا..