16.66°القدس
16.38°رام الله
15.53°الخليل
21.51°غزة
16.66° القدس
رام الله16.38°
الخليل15.53°
غزة21.51°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: تحالف المتشاكسين

وصفت المصادر الإعلامية والسياسية التحالف الذي أنشأه أوباما ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بتحالف الخائفين والمترددين، وقالت عنه أيضا إنه تحالف شكلي، يعبر عن حالة مرضية مسكونة بتناقضات المتحالفين، وتباين أهدافهم، وفشلهم في التوافق على أهداف محددة تجمعهم. علامة الخوف والتردد لقائد التحالف، أعني أوباما، برزت في مواطن عديدة، لعل أبرزها في تأكيداته المتكررة على رفضه المطلق لإقحام قوات برية أميركية في القتال. الخبراء العسكريون والأمنيون يقولون إنه لا يمكن حسم المعركة ضد تنظيم الدولة إلا من خلال قوات برية مقاتلة. وهذا يعني أحد أمرين: الأول أن أوباما المتردد خائف من وقوع جنوده أسرى، وقتلى، في حرب برية شرسة مع مقاتلين عقديين أشداء، لا يفرون من المعركة، وأن وقوع أميركيين قتلى وأسرى يعني سقوط أوباما، وحزبه الديمقراطي في الانتخابات القادمة، لذا وجدناه يقاتل بجنود عراقيين، وأكراد، وربما عرب آخرين، لأن من يموت منهم لا قيمة له في داخل أميركا، ولا يستدعي مقتلهم تداعيات على الإدارة الأميركية. إن رفض واشنطن إرسال قوات برية أميركية لا يقوم على قاعدة حماية السيادة العراقية، ولكن على قاعدة الخوف من مآلات الحرب البرية، كخوف تل أبيب من مآلات الحرب البرية في غزة ضد حماس، بعد أن تكبدت القوات البرية خسائر باهظة. والثاني أن القرار الأميركي يقف عند سقف إضعاف تنظيم الدولة، لا هزيمته وإخراجه من العراق ،كما يطلب الطرف العراقي، وربما السعودي أيضا. لأن هزيمة تنظيم الدولة واستئصال شأفته، يفضي لا محاله إلى تزايد خطر خصومه من المليشيات الشيعية المتطرفة، لذا نجد عشائر أهل السنة في العراق يبدون قلقهم من التحالف، ومن أهدافه وإجراءاته. ومن ثم تجدهم يطالبون التحالف بالعمل أيضا ضد مليشيات الشيعة التي تقتل على الهوية، والتي تقاتل إلى جانب الجيش العرقي. إن تعقيدات المشهد العراقي تحجب الرؤية، ولا تجمع التحالف استراتيجية واحدة، فالدولة العراقية ضد داعش، وتخاف من تسلح الأكراد؟! وأهل السنة والعشائر يخافون من تسلح الأكراد، ومن تمدد سيطرة المليشيات الشيعية، والسيطرة على المحافظات المشتركة. العراق وإيران يريان أن داعش صناعة سعودية، فهم سلفية جهادية وهابية، لقيت دعما خليجيا لمواجهة النفوذ الإيراني والشيعي في العراق والمنطقة، وأن السعودية غير جادة في قتال تنظيم الدولة. وفي الوقت نفسه نجحت السعودية ودول الخليج في استبعاد إيران من لقاء باريس ومن عضوية التحالف، ومن ثم بدأت إيران تشكك في جدوى التحالف، وفي نوايا وأهداف الدول المشاركة فيه. جلّ الدول المشاركة في التحالف ترفض الحرب البرية، وتعلن عن مشاركة فنية، واستشارية، ولوجستية، وهذا أفضى الى استنتاج صفات ( الخوف والتردد) آنفة الذكر، إضافة الى استنتاج يقول بطول زمن المعركة، الأمر الذي يؤكد بقاء سلطة تنظيم الدولة في المواقع التي تحت سيطرته، ويؤكد أن سياسة الرعب التي انتهجها تنظيم الدولة ضد أميركا والتحالف ، قد نجحت في اختراق القرار الأميركي، وقرار دول التحالف. إننا أمام تحالف شركاء متشاكسين، أينما توجههم لا يأتون بخير.