17.21°القدس
16.92°رام الله
16.08°الخليل
21.87°غزة
17.21° القدس
رام الله16.92°
الخليل16.08°
غزة21.87°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: رواج صناعة الإرهاب

العالم العربي يعيش أسوأ أحواله منذ نكبة فلسطين، ثم هزيمة ١٩٦٧م. إنك حيثما وجهت فكرك في العواصم العربية وجدتها مسكونة بمشاكل لا تسر صديقا ولا تغيظ عدوا. قادة النظام العربي لا يعرفون طريقا للاستقرار، ولا للتنمية، وهم في شقاق دائم، ونزاع متواصل، ولا يوجد لحالهم مثيل في العالم يمكن القياس عليه، فهم دائماً في الاستبداد والفساد والتخلف متميزون، ومتفردون أيضا. كرة النار المشتعلة تمرّ الآن في جلّ العواصم العربية ، هم يمررونها بينهم بأيديهم وأرجلهم؟! كرة النار الحارقة في العراق، وفي سوريا، وفي ليبيا، وفي مصر، وفي اليمن، ومن الخطأ استثناء السعودية ودول الخليج والأردن وفلسطين. العالم العربي يشتعل قتلا وحربا تحت مسمى مكافحة الإرهاب الذي لا نعرف له تعريفا أو توصيفا، بينما يتضرر من القتال الأبرياء من المواطنين المدنيين، فضلا عن الحاضر والمستقبل، والمستفيد من هذه الحالة (إسرائيل) وأميركا. وهما الدولتان اللتان دشنتا معا معركة الحرب ضد الإرهاب، أعني الصحوة الإسلامية ، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر٢٠٠١. الحرب ضد الإرهاب صناعة استعمارية تستهدف الصحوة الإسلامية المعاصرة، بصفتها القوة الثالثة الكامنة التي تحمل بذورا تهدد مصالح (إسرائيل) والدول الاستعمارية، كما تهدد الاستبداد الوطني؟! الحرب ضد الإرهاب تجري معاركها في الساحات العربية، والإسلامية، دون غيرها من الساحات العالمية. قادة النظام العربي وجدوا في قضية ما يسمى مكافحة الإرهاب فرصة جيدة لاستبقاء حكمهم القائم على الاستبداد والتفرّد في الحكم. في مراكز الأبحاث العلمية المحترمة دراسات بحثية تعمقت ظاهرة التشدد، التي يسمونها إرهابا، وهو في عين أصحابها ثورة من أجل الحرية. جلّ هذه الدراسات أجمعت على وجود سببين رئيسين وراء ما بات يعرف اليوم بظاهرة الإرهاب. السبب الأول هو الظلم الاستعماري الذي مارسته الدول الاستعمارية ضد العرب والمسلمين. وهنا يكفينا مراجعة مخرجات الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وحروبه المستمرة ضد الفلسطينيين. والسبب الثاني هو استبداد قادة النظام العربي، وتفرّدهم بالسلطة، واستئثارهم وأسرهم بالمال العام. وهما سببان نتج عنهما تحالف قذر بين الاستبداد و الاستعمار في شكله الجديد الذي تمثله أميركا و(إسرائيل). لا يختلف اثنان حول ( تحالف الاستبداد الداخلي مع الاستعمار الخارجي) ، حيث يعملان معا ضد الصحوة الإسلامية المعاصرة من ناحية، وضد الحياة الديمقراطية الحقيقية وحقوق الإنسان من ناحية أخرى. ولا يختلف اثنان حول الأثر المباشر لهذا التحالف على نشأة التشدد، وميل التنظيمات للدفاع عن نفسها بقوة السلاح ضد أعضاء هذا التحالف القذر. إن ما جرى في مصر، وما يجري في ليبيا، واليمن، وسوريا، والعراق، و غيرها من البلاد العربية يفضح حقيقة هذا التحالف القذر الذي يختفي خلف قناع مكافحة الإرهاب، مع أن جلّ الإرهاب والتشدد هو صناعة لدول هذا التحالف. هم يصنعونه تماما كمن يصنع صنما من العجوة ثم يقوم بأكله، وهؤلاء يتخذون من أكله مبررا لأكل الآخرين وقتلهم ، ممن يطالبون بالديمقراطية والشراكة ونبذ الاستبداد بطرق إصلاحية. إن معالجة التشدد وما يسمى إرهابا يمرّ في ثلاث قنوات لا رابع لها: الأولى رفع يد الاستعمار عن وطننا العربي الإسلامي. والثانية رفع يد الاستبداد الثقيلة عن المواطنين. والثالثة المعالجة الفكرية، ونشر ثقافة الإسلام الوسطي بين الشباب.