17.77°القدس
17.48°رام الله
16.64°الخليل
22.52°غزة
17.77° القدس
رام الله17.48°
الخليل16.64°
غزة22.52°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: أقوى من الكلام

يحكى انه في زمن الخليفة المعتصم بالله العباسى أنه تم الاعتداء على امرأة مسلمة في بلدة زبطرية من أعمال عمورية في بلاد الترك فنادت المرأة بصوت عال وامعتصماه فتناقلت الألسن الخبر حتى وصل إلى الخليفة المعتصم فأقسم بالله أن يفتح عمورية فنصحه العرافين والكهان بألا يفعل لان عمورية لن تفتح إلا في أوان نضج الفاكهة فتوكل على الله وتوجه إلى عمورية وفتحها وفى ذلك يقول أبو تمام شاعر الصنعة: السيف أصدق أنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب وفي أيامنا المتعثرة يوجد لدينا رئيس انتخبه الشعب قبل أكثر من ثماني سنوات وانتهت مدته القانونية في هذا الموقع لكنه ما زال هو الرئيس. الشعب أيا كان لونه السياسي يأمل من رئيس بلاده المحتلة أن يكون أبا حانيا للجميع ، وأن لا يشعر بخذلان الرئيس له في الملمات. إلا أن الرئيس محمود عباس لا يتحدث كثيرا عما سيفعله ، وإذا تحدث فان ما ينطق هو حقيقة من يبطنه في قلبه الذي يفصح عن حقد وغل كبيرين تجاه شريحة واسعة من أبناء شعبه لمجرد الاختلاف السياسي، وعندما يفعل الرئيس فانه يقوم بأفعال شديدة هي في الحقيقة أقوى من الكلام. فمثلا لم اصدق أذناي مثل كثيرين غيري وأنا اسمع الخبر الذي كشفته صحيفة "العرب اليوم" الأردنية عن وجود قناة تفاوض بالغة السرية بين عباس ونتن ياهو، وانه كان كثير من التفاوض في أوج الحرب على غزة..!! وسطاء المفاوضات السرية حسب الصحيفة التي نقلت الخبر عن دوائر دبلوماسية أوروبية في القدس الغربية هو زير القنوات السرية أحمد قريع ومومس الدبلوماسية الصهيونية ليفني . السؤال الذي تبادر إلى ذهني فور سماعي للخبر هو: على ماذا كانت تدور المفاوضات في أوج الحرب على غزة..؟؟ انطلاقا من سوء النية ربما نتساءل: هل كانت هذه المفاوضات عبارة عن غرفة عمليات دبلوماسية سرية مشتركة خلفية لإدارة المعركة على المقاومة في غزة، ومنع أي تدخل دولي لإعطاء الفرصة الكاملة للاحتلال للقضاء على "الإرهابيين" من أطفال ونساء وشباب وعواجيز غزة..!! أو ربما كانت الكثير من المفاوضات في أوج الحرب على غزة لرسم معالم الصورة لما بعد المعركة سواء انتصرت "إسرائيل" أو انهزمت في حربها على "الإرهابيين" في غزة، وذلك انطلاقا من أن سلطة عباس وحكومة نتن ياهو شركاء في الحرب والسلام لان عدوهم المشترك هو حركة حماس "الانقلابية" التي تسعى لسرقة مقعد السلطة المحطم من عباس المشرف على الموت..!! أما إذا انطلقنا من حسن النوايا التي لا وجود لها في عالم السياسة فهل يمكن أن نتساءل: هل هذه المفاوضات السرية كانت لإحراز انتصار دبلوماسي لغزة فشلت المقاومة في تحقيقه خلال حرب العصف المأكول..!! أو ربما كانت هذه القناة الخلفية كانت بالتعاون التام والكامل مع حركة حماس لإدارة المعركة السياسية مع "إسرائيل" انطلاقا من أننا شعب واحد وان هناك اتفاق مو صالحة وحكومة توافق لا تملك ولا تحكم..!! روبرت سيري يتقيأ روبرت سيري هو مبعوث الأمم المتحدة في الأراضي المحتلة الموكل إليه القيام على تحقيق حقوق ملايين الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الاحتلال الصهيوني. لكن وفي عالم السياسة لا مهام مقدسة، وعوضا عن ذلك يسعى سيري أفندي وحسب مصادر دبلوماسية أوردتها العديد من المصادر الصحفية يسعى لتجنيد نحو 500 مراقب من الأمم المتحدة لمراقبة أسلحة الدمار الشامل، عفوا لمراقبة اسمنت البناء الذي سيدخل لإعادة الاعمار. سيري أفندي الرقيق والعطوف يخشى أن تتسرب مواد البناء إلى حماس "الإرهابية" التي تستخدم مواد البناء في بناء الأنفاق التي تدافع بها عن شعبها الفلسطيني. "إسرائيل" تقوم وعلى مدار الساعة ببناء المغتصبات على أي مكان يحلو لها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخلافا لكل القرارات والمواثيق الدولية، رغم ذلك لم نسمع ولم نرى السيد سيري يطالب بتجنيد ولو مراقب دولي واحد لمراقبة البناء الاغتصابي على الأراضي الفلسطينية المحتلة..ربما لخلل يعتري نظارات سيري فبات يخلط بين الضحية والجلاد. والعجب العجاب أن يكون تجنيد مئات المراقبين الدوليين لمراقبة مواد الاعمار الشامل لغزة تم بتوصية مشتركة بين حكومة الاحتلال ورامي الحمد الله رئيس حكومة التوافق مع سيري أفندي. ربما لأن السيد الحمد الله الفهمان والشاطر فهم أن حكومة التوافق هي حكومة توافق مع "إسرائيل" وليس مع فصائل وقوى الشعب الفلسطيني..!! لا عجب فقد جند العالم المراقبين الدوليين لمراقبة أسلحة الدمار الشامل العراقية –التي لم تكن موجودة أصلا- ولم يجند ولو مراقبا واحدا لمراقبة أسلحة الدمار الشامل الصهيونية والتي تعترف "إسرائيل"0 بحيازتها، ربما لأن أسلحة "إسرائيل" إنسانية وحنونة خلافا لأسلحة صدام الوحشة..!! وهكذا نرى الأمم المتحدة ووكالتها الانروا تقوم بأفعال ضد شعبنا هي أوى من الكلام المنمق على المنصات الدولية. شعب يغرق ورئيس يطفو فاجعة جديدة أضيفت لفواجع شعبنا الفلسطيني ربما لأننا شعبنا مصابين بمرض متلازمة الفواجع..!! وهي فاجعة غرق المئات من الأسر والشباب الطامح في حياة أفضل خارج حدود الوطن، هذا الوطن الذي لم يخرج بعد من الفواجع التي خلفتها الحرب الصهيونية الاخيرة على غزة. ورغم ذلك فإننا نشهد أفعالا هي أقوى من الكلام تمثل في غياب كامل لحكومة التوافق ووزارة خارجيتها المنوط بها متابعة هذا الأمر وهو غياب مدان، كما أن شعبنا قد شهد غياب الرئيس عباس عن مجرد التعليق أو حتى تعزية ذوي ضحايا هذه الفاجعة الوطنية، وهو الأمر الذي يمثل تخلي الرئيس عباس عن مهام أي رئيس محترم حيال فاجعة وطنية كان غيره من الرؤساء ليعلن حالة الحداد الوطني وتنكيس الإعلام وتشكيل لجان تحقيق وطنية والمطالبة بلجان تحقيق دولية فضلا عن إرسال وزير خارجيته إلى الدول التي استقبلت الضحايا لإعادة الجاثمين أو على الأقل الناجين..الخ من هذه المهام لأي رئيس محترم لديه أدنى حس بالمسؤولية الوطنية، ولا مبرر لصمت الرئيس سوى أنه يعشق القيام بأفعال هي في الواقع أقوى من الكلام. لا عجب أن لا يفعل الرئيس عباس ذلك فهو يرفض حتى الآن التقدم لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة كيان العدو على قتله الآلاف من أبناء شعبه خلال الحروب الثلاث الماضية، ربما لان هؤلاء الضحايا هم من غزة "الانقلابية" التي انتخبت حماس، والتي لا يريد عباس أن يراها، وهو ما قاله لوفد رجال الأعمال الذي اغلبه من حركة فتح والذي ذهب لمقابلته بعد الحرب الأخيرة على غزة. ربما لأن عباس يتشارك من حمامة السلام " اسحق رابين" الذين كان يتمنى أن يصحو فيجد أن غزة قد ابتلعها البحر.