وضعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أوزارها، ولكن على أرض الواقع بدأت الجراحات والآلام تطفو على السطح، بعد أن خلفت آلة الحرب ما يقارب الـ 1800 يتيم فقدوا آبائهم وحتى أمهاتهم وبعض أفراد عوائلهم. في غزة ليست الخطورة في عدد الأيتام، ولكن الخطورة تكمن في أن الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فاقت كل خيال وتصور، وانعكست آثارها سلباً على نفسية الطفل الفلسطيني. وسُجلت حالات استشهد فيها الأب والأم وبعض الأشقاء مما خلف حالة نفسية صعبة للغاية لدى اليتيم قد يحتاج إلى رعاية مكثفة وطويلة الأمل لكي يتمكن الطفل من إكمال حياته. وأوضح رئيس معهد الأمل للأيتام الدكتور عبد المجيد الخضري لمراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]"، أن الأطفال بحاجة ماسة إلى الرعاية النفسية لفترات مكثفة ومتواصلة حتى يتمكنوا من التعافي مما تعرضوا لمواقف يصعب على الجبال تحملها. [title]حالة نفسية صعبة[/title] وقال الخضري إن "عمليات القتل التي مارستها "إسرائيل" ضد الأطفال وعوائلهم كان عنيفة وكبيرة، خلقت حالة من الكبت واليأس لدى الأطفال، خاصة من فقدوا آبائهم". وبين الدكتور أن "نتائج الدراسة التي أجريت على الأيتام الملتحقين في "معهد الأمل للأيتام" كشفت عن أن الغالبية العظمى من الأيتام أجابوا على سؤال هل تحب أن تموت؟؟، بنعم". وأشار إلى أن أعداد الأيتام الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية كبير ويحتاج إلى ميزانيات كبيرة لتأهيلهم والعناية بهم؛ لتجاوز الحالة النفسية الصعبة لديهم. وطالب الخضري الجهات الدولية والخيرية إلى تكثيف جهودها في توفير الأموال والمساعدات للأيتام، في ظل الحصار المطبق على قطاع غزة. ودعا الخضري المؤسسات التعليمية والخيرية إلى أن يكونوا أصحاب رسالة قوية لتكثيف جهودهم في الاهتمام بالمعالجة النفسية للأطفال وخاصة الأيتام منهم. [title]معهد الأمل[/title] وأوضح الخضري أن القدرة الاستيعابية لمعهد الأمل للأيتام تصل إلى 120 يتيم كحد أقصى، موضحاً أن بعض الأيتام لا يوجد لهم أسرة مما يدفعهم للنوم على الأرض. وأشار إلى أن معهد الأمل مقبل على تحدي كبير، حيث سيقوم بتشطيب طابق آخر في المعهد ليرفع قدرته الاستيعابية إلى ما يقارب 300 يتيم، في ظل الارتفاع الكبير في عدد الأيتام. ويحتاج المعهد إلى ميزانية كبيرة لا سيما وأن رعاية كل يتيم يكلف المعهد 350$ شهرياً، بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية للمعهد ورواتب الموظفين. [title]تحذيرات أوروبية[/title] وفي ذات السياق قال مدير المرصد الأورمتوسطي رامي عبده، إن "المعاهد المختصة برعاية الأيتام، ستواجه أزمة في استيعاب مئات الأطفال، وتقديم الرعاية اللازمة لهم". ودعا عبده، المجتمع الدولي إلى وقف جرائم الحرب الإسرائيلية تجاه أطفال قطاع غزة، ولجم آلة العدوان الشرسة التي لا تحترم المعاهدات والمواثيق الدولية والإنسانية. يشار إلى أن عدد الأيتام في قطاع غزة يصل إلى قرابة 20 ألف يتيم وفق إحصائية لوزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية. وخلفت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والتي استمرت "51" على التوالي، أكثر من 1800 يتيم.