33.9°القدس
33.66°رام الله
32.75°الخليل
35.57°غزة
33.9° القدس
رام الله33.66°
الخليل32.75°
غزة35.57°
الأحد 27 يوليو 2025
4.54جنيه إسترليني
4.73دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.54
دينار أردني4.73
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.35

فلسطين الآن التقت بوالد وأصدقاء الشهيد..

خبر: أبو محمود: أفتقد ابني البكر الوحيد في يوم العيد

"كان يراودني ذلك الإحساس الغريب بأني لن أزوجه من أهل الأرض يوما "بهذه الكلمات ابتدأ والد الشهيد محمود فرحات من رفح جنوب قطاع غزة، حديثه لـ" [color=red]فلسطين الآن "[/color] في أول عيد يمر عليه وابنه "البكر الوحيد" قد غادر الدنيا شهيداً إلى جوار ربه. كان محمود من أوائل جنود "النخبة القسامية" في منطقته، ورغم أنه الوحيد لأبيه, إلا أن ذلك لم يمنعه من السير في طريق محفوف بالمخاطر، عرف نهايته مسبقاً، شعاره "إذا كان من الموت بدُ,فمن العار أن أموت جبانا "، فكانت الشهادة. والده الذي يدير العيادة النفسية في المدينة فاجأ العاملين معه بعودته إلى عمله في اليوم الخامس لاستشهاد "محمود" ، قال إن "الحياة لا تتوقف بموت محمود رغم الحزن الذي أصابني، لكنه حزن فراق لا حزن يأس أو جزع". وكان واثقا بعظم الثواب الذي ناله ابنه البكر قائلا : الحمد لله، أنا مطمئن وأعرف ابني أين الآن " في إشارة إلى النعيم الذي أعده الله للشهداء. عُرف محمود المولود عام 1992، لعائلة محافظة، بصمته وهدوئه وابتسامته التي لا تغادر محياه حتى أنه اشتهر بين أصدقائه ومحبيه "بالوسيم". انضم إلى صفوف حركة حماس عام 2009 ليلتحق بعدها للعمل في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، ما أهله لذلك أنه كان رياضياً صاحب بنية جسدية مميزة. تحمل المسؤولية دون تكليف بها، يتحرى مستلزمات البيت وشراء ما يلزم له، يروي والده ل[color=red]فلسطين الآن[/color] أنه " ذهب ذات يوم ليشتري بعض الملابس فجاء محمود ومعه سوق البيت من الخضروات ما يكفيه دون أن يطلب منه أحد ". "هو الحنون على الصغار في كل عيد يتهافتون عليه بعد الصلاة يطلبون العيدية فلا يبخل كما هي أفعال الكبار " يقول والده، مضيفاً "يطيعني في أيامه الأخيرة في كل شيء وكأنه يودعنا دون أن نشعر". كان نعم الولد ونعم الصديق، أحبه كل من عرفه وصادقه سواء عن قرب أو بعد، يقول صديقه فادي الذي زار بيت العائلة مهنئا بالعيد، إنه كان "بالنسبة له أكثر من أخ، اجتمعوا في المدرسة وفي المسجد وفي ميادين التدريب". مضيفا " إذا افتقده كان بجانبه في اليسر والعسر، في الفرح والحزن كان الأخ والصديق". أما سامي فأشار إلى أن الأخلاق العالية والروح المرحة لصديق عمره محمود، هيأته لهذا الاصطفاء الرباني بأن كان من الشهداء، داعيا الله عز وجل أن يرحمه وأن يصبرهم على رحيله لافتا إلى أن " فراق الحبيب صعب نسأل الله الثبات على الطريق الذي مات عليه حتى نلقى الله شهداء ونجتمع بمن سبقونا إلى الجنان". من جهته ، تحدث أبو عامر وهو أحد المدربين الرياضيين عن الشهيد الرياضي محمود، مشيرا إلى أنه كان عنوان للانضباط والالتزام وقدوة للآخرين في النشاط والتدريب الرياضي. وقال لـ[color=red]فلسطين الآن [/color]كان لا يتخلف عن موعد أو ينسى تدريب، محافظا على بنيته الجسدية، صاحب روح رياضية ومرحة مع الجميع ". وأكد أن النوادي الرياضي خاصة القادسية وتل السلطان وغيرها فقدت فارسا رياضيا، ترك أثرا طيبا بين أخوته الرياضيين من جيله ومن غير جيله. أما عن لحظات الفراق فكانت مؤلمة بلا شك على الجميع " فقد غادر صاحب الابتسامة المعهودة" بهدوء كهدوئه المشهور به، لكن غيابه لم يفت في عضدهم، فكان والده صابراً محتسباً، قدوة في التسليم بقضاء الله وقدره، قال " كلنا مشاريع شهادة" الحمد لله على ما أعطى والحمد لله على ما أخذ". ويشير أبو مؤمن إمام مسجد الرباط في منطقة الشهيد إلى فرح ممزوج بحزن على رحيل الشهداء ومنهم محمد، فهو يغبطهم من جهة لما هم فيه من نعيم الدارين، فكان حسن السير والسلوك في الدنيا فاستحق هذا التشريف في الدنيا والآخرة وكان لعائلة نصيب من هذا التشريف الدنيوي وعند الله أعظم، فيكفي أن والد الشهيد يشار له بالبنان فخرا وكرامة له ". مضيفا "حزننا على الشهداء حزن إنسان على إنسان، حزن فراق لا يأس نسأل الله أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته". يشار إلى أن الشهيد وقبيل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، التحق بدورات شرطية كانت أعلنت عنها الداخلية، بعد موافقته للشروط وتفوقه بالاختبارات العملية بحكم اللياقة العالية التي كان يتميز بها، منها دورة شرطية مدة 100 يوم، فكتب الله له أن يكون مجاهداً قسامياً مدافعاً عن بلاده وشعبه، وشرطياً حارسا للأمن، دون أمن اجتماعي له حيث عمل الشهيد مدة ثلاثة شهور دون أن يتقاضى راتباً واحداً ورحل وما تزال أزمة الرواتب تراوح مكانها.