23.34°القدس
23.1°رام الله
22.19°الخليل
28.63°غزة
23.34° القدس
رام الله23.1°
الخليل22.19°
غزة28.63°
الثلاثاء 29 يوليو 2025
4.54جنيه إسترليني
4.73دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.54
دينار أردني4.73
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.35

خبر: يتسابقان للنور!

لعل أجمل الأيام التي تجمع الزوجين هي انتظار المولود الأول، وقد يمضيان الساعات الطوال وهما يناقشان الاسم والهيئة وطرق التربية وقد يتناحران وقد يتفقان، لكنها تظل متعة الانتظار المشوق لأول من سيقول له "بابا" ولها "ماما". لكن الأمر مختلف مع "سحر جودي العيدة "، التي باتت تمضي هذه الأيام وحدها دون رفيقها وزوجها، فقد غاب عنها قسرًا في صحراء النقب، وتحديدا في سجن النقب الصحراوي رهن الاعتقال الإداري. تتلمس أفضل كلماتها وهي تصيغ ما تقول عنه، وتهتم بكل حرف تنطقه حتى لا تنقصه من حقه وهو الذي ضحى بالكثير من أيامه خلف قضبان السجن. تعرّف سحر عن زوجها قائلة: "ولد الأسير أديب محمد شفيق عبد القادر القواسمي بتاريخ 8/1/1987 في مدينة الخليل وكان يسكن حي الحرس القريب من المدخل الشمالي لمدينة الخليل، وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الفاروق ثم مدرسة الراشدين الثانوية ثم المدرسة الصناعية التحق بالجامعة فلم يدخل إلا فصلاَ واحداً وتم اعتقاله من قبل سلطات الاحتلال". وتضيف سحر في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "ولد أديب مع شقيقه التوأم أمين، له من الأشقاء ستة ومنهم الشهيدان القساميان "حاتم وباسل القواسمي" والأسير إيهاب القواسمي وشقيقة واحدة، وقد وُلِد الأسير لعائلة متدينة مجاهدة،فابوه المربي "الشيخ شفيق القواسمي" والذي تشهد له مساجد الخليل ومنابرها بالخطب المؤثرة والعلم الواسع، كما أنه ابن شقيق القائد القسامي الشهيد عبد الله القواسمي ". وحول مشوار اعتقالاته الكثيرة تقول سحر: "لقد بدأ مشوار الاعتقالات مبكرا، حيث كان في السادسة عشر من عمره عندما اعتقل أول مرة لدى سلطات الاحتلال بتاريخ 19/8/2003 وقتما استشهد المجاهد القسامي رائد مسك". إلا أنها كانت البدابة فحسب والطريق طويلة، وحسب زوجة الاسير فقد اعتقل اديب للمرة الثانية بتاريخ 7/9/2004 على أيدي سلطات الاحتلال رهن الاعتقال الإداري لـمدة أربعة شهور وأفرج عنه بتاريخ 14/1/2005، ليعاد اعتقاله بتاريخ 27/9/2006 لأربعة أشهر أخرى قبل أن يفرج عنه بتاريخ 29/1/2007". وتكمل سحر بسرد تفاصيل باقي اعتقالاته فتقول: "وبتاريخ 4/5/2009 اعتقل على أيدي سلطات الاحتلال سبعة شهور أخرى إداريًا وقد تم الإفراج عنه بتاريخ 3/12/2009، وحسب سحر فقد كان اعتقاله الخامس بتاريخ 23/5/2011 ايضا بلمف سري واعتقال الإداري وهذه المرة لمدة سنتين وقد تم الإفراج عنه بتاريخ 6/6/2013". وتمضي سحر قائلة: "وبعد الإفراج عنه مارس أديب حياته بشكل طبيعي وكان يعمل في أحد المحال بتجارة الملابس في المدينة، وبعد الإفراج عنه بثلاثة شهور تزوجنا بتاريخ 20/10/2013، وبتاريخ 16/6/2014 اعتقل أديب على أيدي سلطات الاحتلال مع الحملة الهمجية التي شنتها على المواطنين مع أحداث خطف الجنود الثلاثة وقد حُكم عليه بالسجن الإداري لمدةِ شهرين". "ويقبع الآن في سجن النقب وبعد ذلك تم تحويله قضية بتهمة المشاركة في مسيرات وفعاليات الأسرى المضربين عن الطعام حيث تم نقله إلى سجن عوفر، وتمديده شهرين إداري إضافيين فكان تصنيفه "إداري قضية" حيث كان يخرج في كل مرة محكمتين متتاليتين الأولى للقضية والثانيه للإداري وقبل يومينتم إغلاق ملف القضية بإعطائة أربعة شهور وقف تنفيذ لمدة سنتين وإكمال شهرين الإداري، وها هم بانتظار يوم 14-10-2014 على أمل الإفراج عنه". –والكلام لسحر-. أديب الذي كان له من اسمه نصيب كبير، ينتمي لعائلة القواسمي أو القواسمة التي تتقاطع حروفها بقوة مع كلمة " القسام " وكأنهما على موعد دائم، فقد سجلت هذه العائلة رقما قياسيا في عدد الاستشهاديين خصوصا من كتائب القسام، فكان منهم الاستشهادي محمود القواسمة منفذ عملية شارع موريا في حيفا والتي أسفرت عن مقتل 18 إسرائيليًا. ويضاف لشهداء العائلة الشهيد حمزة القواسمة الذي نفذ عملية مستوطنة "خارصينا" شرق الخليل مع الشهيد القسامي طارق أبو اسنينة، والشهيد فؤاد القواسمة منفذ عملية ميدان غروس في البلدة القديمة في الخليل والتي أسفرت عن مقتل إسرائيليين، وحازم القواسمة الذي اقتحم مستوطنة "كريات أربع" شرق الخليل مع الشهيد القسامي محسن القواسمة وتمكنا من قتل ثلاثة إسرائيليين. واعتقل أديب وقد ترك في أحشاء زوجته طفله الأول ينمو ويكبر، فهل سيكتب له استقباله وإسماعه الآذان على سنة نبينا عليه السلام ..؟؟ أم سيكون أذانا عبر الهاتف – إن توفر – حاله حال كثير من الأسرى .. ؟؟؟!! وهل سينعم أديب بنور الحرية أولا أم سيسبقه طفله لالتقاط نور الشمس..؟؟ يتسابقان للحرية، فمن منهما أسبق ؟؟ 14 أكتوبر الجاري وحده سيحمل في طياته الإجابة.