18.57°القدس
18.31°رام الله
17.19°الخليل
23.04°غزة
18.57° القدس
رام الله18.31°
الخليل17.19°
غزة23.04°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: أخي ابن فتح (1)

حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حركة وطنية، خرجت من رحم حركة الإخوان المسلمين في فلسطين. مؤسسو فتح معظمهم كوادر نشطة سابقة في تنظيم الإخوان المسلمين: كمال عدوان مسئول في العمل الجهادي للإخوان. خليل الوزير نقيب نشط في الإخوان، حصل على تدريباته العسكرية الأولى على أيدي الإخوان وفي معسكراتهم. محمد يوسف النجار أحد أبرز ناشطي الإخوان في تظاهرات عام 1955، ولم يخرج من الإخوان إلا في عام 1969م بقرار من الإخوان وليس منه، رغم أنه كان عضو لجنة مركزية عليا في حركة فتح. صلاح خلف كان نقيباً وداعية نشطاً في الإخوان، عمل مدرِّساً في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية في المنطقة الوسطى من القطاع، وكان يحمل في حقيبته كتباً لسيد قطب ومفكري الإخوان ليوزعها على زملائه وطلابه. سليم الزعنون، رياض الزعنون، سليمان أبو كرش، صبحي أبو كرش، سعيد المسحال، سعيد المزين، محمود عباس، هاني الحسن، حمد العايدي، عبد الفتاح حمود، ورفيق النتشة، وغيرهم كثيرون، وحتى ياسر عرفات أقل ما قيل بشأنه أنه كان نصيراً في تنظيم الإخوان ومدعوماً منهم لرئاسة رابطة الطلبة الفلسطينيين في القاهرة. ظل ياسر عرفات حريصاً على كسب تأييد قيادات الإخوان المسلمين وخصوصاً المرشد العام للحركة، فكان يزوره كلما حلّ في مصر، ويطلب العون المادي منه، وكان يحصل منه على تبرعات مجزية، وتأييد معنوي كبير، ومن ذلك وقوف الجماعة بجانبه في أزمة الانشقاق الكبير في حركة فتح في عام 1983م. شكلت العناصر الإخوانية ثلثي حركة فتح ما قبل الانطلاقة عام 1965م، الأمر الذي انعكس على فكر، وأسلوب عمل، وخطاب حركة فتح، وإن شئت فاقرأ صيغة البلاغ العسكري الأول للحركة الذي بدأ بالبسملة وقال: "اتكالاً منا على الله... وإيماناً منا بواجب الجهاد المقدس.." بل إن الهيكل التنظيمي لحركة فتح يكاد يتطابق مع الهيكل التنظيمي للإخوان المسلمين، بدءاً بالخلية (الأسرة)، مروراً بالحلقة، فالجناح، فالشُعبة، فالمنطقة، فالإقليم.. وهكذا. بل إن أحد الأسماء الأولى المقترحة للجناح العسكري لفتح كان؛ "القساميون" كما أشار إلى ذلك ياسر عرفات. لم تهدف التحركات الأولى لمؤسسي فتح إلى الانشقاق عن الإخوان المسلمين، لكنهم رأوا الملاحقات الأمنية التي طالت الإخوان بحيث أصبح من الصعب عليهم المُضي قُدُماً في خدمة قضيتهم الفلسطينية، فتقدموا عبر خليل الوزير بمذكِّرة لمسئول الإخوان الفلسطينيين؛ هاني بسيسو في عام 1957م يقترحون عليه إقامة تنظيم خاص بجانب الإخوان، بحيث لا يحمل لوناً إسلامياً في مظهره وشعاراته، وإنما يحمل شعار تحرير فلسطين عن طريق الكفاح المسلح. لم تكن ظروف الإخوان مناسبة لمناقشة المقترح، ولم ينتظر هؤلاء الشباب الرد، وباشروا العمل معتمدين على الاستقطاب من داخل الإخوان. فكان عضو الإخوان ينخرط في صفوف فتح دون أن يتخلى عن تنظيمه الأم، واستمر ذلك إلى عام 1963م. فهل كانت المسافة الفكرية والجهادية بعيدة بين التنظيمين؟ يتبع