لا أدري من أين أتى ما يسمى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهارونوفتش بكل هذه الجرأة حينما هدد أمس بمنع المسلمين من دخول المسجد الأقصى! ألم يسمع هذا الأهارونوفتش بوزير الخارجية الهمام ناصر جودة، ألم ير كشرته التي لم يرها أحد من قبل، فيرتجف وينعقد لسانه قبل أن يطلق هذا التهديد! ثم من هو هذا الأهارونوفتش حتى يتحدث في أمر لا يخصه؛ صحيح أن الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي، وصحيح أن جنود الاحتلال ومستوطنيه يستبيحونه يوميا، لكنه ليس تحت ولايته ولا وصايته، فكيف له أن يتجرأ ويهدد! ألم يسمع الأهارونوفتش برئيس الوزراء الجسور أبو زهير، الذي لم يرف له جفن وهو يرفع الأسعار رغم غضب الشعب الأردني كله، لو كان جلس معه جلسة واحدة، لرأى منه ما لا يسره، ولعد للعشرة قبل أن يطلق هذا التهديد! ألم يقل أحد لهذا الأهارونوفتش بأن لنا عين صقر هناك في «تل أبيب» مهمته إحصاء كم اقتحام للأقصى في اليوم، وكم عدد المقتحمين وصفاتهم! ألا يطالع هذا الأهارونوفتش الأخبار، ألا يعلم مدى غضب الأردنيين إذا غضبوا، إن غضبهم يصل إلى عين العرب في شمال سوريا! وبالتأكيد فإن هذا الأهارونوفتش لم يسمع بالقائد العظيم محمود عباس، ولم يصادفه يوما وهو يرفع صوته في وجه نتنياهو! كما أنه لم يسمع بالقوات الفلسطينية الباسلة التي يمكنها أن تخرسه، لكنها لحسن حظه ممنوعة من الخروج من ثكناتها لوجود قوة من الاحتلال مكونة من ثلاثة جنود ومجندتين وكلب يتجولون في رام الله للقبض على أحد الفلسطينيين.