قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الثلاثاء، إن الدمار الذي رآه في قطاع غزة هو "فوق الوصف"، وأكثر بكثير مما حدث في حرب عام 2009، معلناً عن تضامنه الكبير مع الشعب الفلسطيني من أجل بناء غزة. وجدد مون مطالبته بتشكيل لجنة مستقلة في المجررة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي داخل مدرسة أبو حسين شمال قطاع غزة والتي راح ضحيتها 13 شهيدا في العدوان الأخير. وذكر "مون"، خلال مؤتمر بغزة صحفي عقب لقائه وزراء حكومة التوافق، أن الشاحنات الأولى من مواد البناء ستدخل قطاع غزة اليوم تمهيداً للبدء في إعادة الإعمار. وأضاف "الدفعة الأولى من المساعدات ستدخل غزة، كما أن الدفعة الأولى من رواتب موظفي حكومة غزة ستصل أيضاً، وهناك اتفاق على إدارة معابر القطاع من أجل التبادل التجاري". وتابع "أعرف أن احتياجات القطاع كثيرة وماسة، ولقد التقيت عباس والحمد الله وبلقائي وزراء حكومة التوافق فهذا يعطيني إحساس أن فلسطين توحدت". وذكر أن الأمم المتحدة أول من رحب بحكومة الوفاق، قائلاً "نحن نقف إلى جانبكم والمجتمع الدولي يساند حكومتكم بعودة الأمن والاستقرار وتوحيد الضفة والقطاع تحت قيادة واحدة". وأشار مون إلى أنه ركز في حواره مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي على ضرورة حل مشاكل قطاع غزة ويشمل رفع الحصار والمشاكل الأمنية بين الطرفين، محذرا من عودة "دائرة العنف" بين إن لم يتم العودة لطاولة المفاوضات. ولفت إلى أن زيارته إلى قطاع غزة، تهدف إلى الاستماع مباشرة لأهالي القطاع، ولتقصي الأوضاع، والمساعدة في جهود إعادة الإعمار. [color=red]زيارة مدرسة أبو حسين[/color] وزار الأمين العام للأمم المتحدة بعد ظهر اليوم مدرسة "أبو حسين" للاجئين بمخيم جباليا شمال القطاع، والتي تعرضت لقصف خلال العدوان الإسرائيلي أدى لاستشهاد 13 مواطناً من النازحين فيها. وبين مون في مؤتمر صحفي عقده في المدة أن آثار المجزرة والمأساة ما زالت حتى اللحظة، مشيراً إلى أنه شاهد قبل المؤتمر بقليل رجلاً فقد رجليه ولديه أطفال وأخوة وأخوات واصفا المشهد بأنه "يكسر القلب" . وطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، مكرراً نداءه في المحاسبة ، مستنكراً خرق حيادية مؤسسات الأمم المتحدة. ووجه كلمته للشعب الفلسطيني قائلا" أنتم لستم وحدكم سأقف بجانبكم، وأعضاء وموظفو الأمم المتحدة الذين أظهروا الشجاعة سيقفون بجانبكم رفقة المجتمع الدولي ، مضيفا "أعلم أن الاحتياجات كبيرة وعظيمة، وأنه لا يمكن للتقارير التي وصلت إلى الأمم المتحدة أن توصف ما شاهدته في قطاع غزة". وأوضح كيمون أن هناك أحياءً ومجتمعاً قد تم تدميره، وأن العدوان الإسرائيلي قد قتل أكثر من 500 طفلاً وجرح أكثر بكثير من هذا العدد أثناء العدوان. وتساءل .. ما الذي فعله الأطفال كي يقتلوا؟ .. أنك تولد في غزة ليست جريمة .. لقد هربوا من شدة العملية وأخذوا نوعاً من اللجوء تحت أعلام الأمم المتحدة، ورغم أن المعلومات وإحداثيات مدرسة أبو حسين قد تم مشاركتها مع الجانب الإسرائيلي إلا أن المدرسة تعرضت للقصف، بالإضافة إلى مؤسسات اخرى تابعة للأمم المتحدة تعرضت للقصف. وعن إعمار غزة قال" اليوم هناك نافذة من الأمل المجتمع الدولي جمع 5.4 مليار دولار لإعادة بناء غزة، وأن حكومة الوفاق الوطني قد جمعت فصائل فلسطينية كانت فترة طويلة منقسمة. وعبر عن أمله تتوج الاتفاقية التي تمت بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية و"إسرائيل" بالنجاح وأن تدخل مواد البناء قبل حلول الشتاء، مبينا أن أول شاحنة مواد بناء قد دخلت ولكنها غير كافية على الإطلاق. وجدد التزامه بأن يعمل ما بوسعه لينهي نصف قرن من الاحتلال تضمن السلام ، وأنه سيغادر قطاع غزة وأن الأمل سيبدأ منها بعدما عاد الطلاب إليها من جديد. وعبر عن تضامن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مع غزة ومع تطلعات الشعب من كرامة ووظائف وتعليم وفرص الأمل. ووصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون صباح اليوم إلى قطاع غزة، في أول زيارة له عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، والذي استمر لأكثر من 50 يوماً وخلّف أكثر من 2150 شهيد، وتدمير أكثر من 30 ألف وحدة سكنية.