18.57°القدس
18.31°رام الله
17.19°الخليل
23.04°غزة
18.57° القدس
رام الله18.31°
الخليل17.19°
غزة23.04°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: إنهم يكذبون أيضاً!

كان العرب فيما مضى هم الذين يكذبون، فقد تهاوت طائرات العدو في حرب حزيران كالذباب، وكان وعد أحمد سعيد الشهير «أن نشرب الشاي في تل أبيب» وبعد ست ساعات فقط، اكتشفنا أن اليهود احتلوا مساحة تزيد كثيراً على مساحة الأرض التي احتلوها عام 1948 أضعافاً مضاعفة!. اليوم ، الكذب انتقل إليهم، وبدا أنهم يدارون إخفاقاتهم بضباب كثيف من اللف والدوران، تعالوا بنا نقرأ ما كتبوا هم، لا نحن، كي لا يخرج علينا عربنا الذين لم يصدقوا بعد أن المقاومة في غزة حققت إنجازاً لم يسبق لها أن حققته من قبل، ويقولوا لنا إننا «نضخم» الأمور ونبالغ ! يوم الثلاثاء الماضي، كان الخبر الرئيس في صحيفة «يديعوت» يحمل عنواناً كبيراً: «رئيس الأركان: «حماس قامت بعمليات باسلة»!! فما قصة هذا الاعتراف؟ وكيف تناولته الصحيفة؟ أثناء حملة «الجرف الصامد» كرر قادة الألوية المقاتلة في الميدان ذات الرسالة: مقاتلو حماس فروا من الاشتباك، وعملياً واجه الجيش الإسرائيلي «عدواً غير منضبط». هكذا تكتب «يديعوت» أما مؤخراً فقد فاجأ رئيس الأركان بني غانتس الجميع فقال العكس: في مناسبة جرت في وزارة «الدفاع» في تل ابيب، حيث حل ضيوفاً عشرات الضباط حتى رتبة ملازم ممن قاتلوا في الحملة، تطرق غانتس إلى مقاتلي حماس فقال: «في بعض الحالات، وينبغي القول باستقامة، قاموا بعمليات باسلة جداً ». هكذا إذا، ولو بعد تردد، «في بعض الحالات» و «ينبغي القول باستقامة!» ولكن الآتي هو الأهم، حيث لا يجد بداً من وضع النقاط على الحروف: «محظور علينا الاستخفاف بأعدائنا. هم أيضاً يجلسون، هم أيضاً يخططون، وهم أيضاً يريدون الانتصار». وذكر غانتس في حديث مع المقاتلين محاولة التسلل من البحر، بقرب كيبوتس زكيم، مما كشف عملياً النقاب عن «وحدة الكوماندوز» لدى حماس. «هذا الوصف للخلية التي حاولت الدخول عبر البحر ليس وصفاً لأناس غير بواسل، هو وصف لأناس بواسل. فالركض من أجل وضع عبوة على دبابة ليس شيئاً يفعله أناس غير بواسل ». هذا الاعتراف الصريح أذهل الصحيفة إياها، ولم تجد بداً من مقارنته مع تصريحات أخرى متناقضة تماماً معه، فقالت، إن القول الذي يعزو البسالة لجنود حماس، (وهذا وصفها لهم! جنود لا إرهابيون ولا مخربون!) كما يُذكر، وتصريحات ضباط كبار في الحرب، بينهم قائد لواء جفعاتي العقيد عوفر فنتر، وقائد لواء المظليين العقيد اليعيزر تولدانو. وفي مقابلة مع «يديعوت احرونوت» في سياق مرافقة لساحة القتال في منطقة خربة خزاعة، قال قائد كتيبة الدورية في جفعاتي، ايلي زينو: «لا يوجد مكان وصلنا اليه ولم يهرب منه المخربون. فقد هجروا وفروا، ولم يكن التصدي لمن بقي صعبا». وبشكل مشابه تحدث ضابط غرفة عمليات اللواء، الرائد يارون الذي روى عن المخربين الذين فروا. ففي مقابلة أجريت في نهاية الجرف الصامد قال العقيد فنتر: «قاتلنا أمام لواءين لحماس. أين كان قادة ألويتهم؟ أملت أن يأتوا وجها لوجه، ولكنهم تأرنبوا، بعثوا برجالهم الى الأمام، تركوا كل شيء و فروا ». اعتراف رئيس أركانهم بني غانتس، لم يعجب ضباطه، الذين تعلموا كيف يكذبون، فقال عدد منهم ممن حضر المناسبة «ليس مناسباً أن تتحدث القيادة العليا للجيش بمثل هذا الشكل. حتى لو كان ينبغي برأيه التعاطي بجدية مع مقاتلي حماس، فإن قولا كهذا على الملأ ليس في مكانه»! إنهم يكذبون أيضاً، حينما يخفقون، كما فعلنا في السابق !